ميدل إيست آي: عائلات فريسة لليأس في العراء بعد هدم إسرائيل قرية فلسطينية

مسؤولون فلسطينيون يحذرون من أن تهجير حمصة سيفرغ سهل البقيعة من الفلسطينيين تماما (الجزيرة)

تجلس عائشة أبو عواد (57 عاما) وهي تحتضن برفق حفيدتها الصغرى ذات الشهور الثلاثة أمام خيمة مهدمة كانت منزل عائلتها في قرية حمصة الفوقا، قبل أن تهدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومع اشتداد رياح الشتاء الباردة واقتراب العاصفة، لا تملك عائشة وحفيدتها  سوى الانتظار في العراء حتى تتمكن العائلة من نصب خيمة جديدة تقيها برد الشتاء القارس.

هكذا استهل موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني تقريرا يسلط الضوء على الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها 11 عائلة فلسطينية هدم الاحتلال الإسرائيلي بيوتها وخيمها في قرية خربة حِمصة الفوقا بالأغوار الشمالية الفلسطينية، على حدود الضفة الغربية مع الأردن.

فقد أقدمت السلطات الإسرائيلية على هدم القرية التي تضم نحو 70 مسكنا وخيمة، بشكل كامل على مدى 3 أيام في الأسبوع الماضي، وتركت سكانها البالغ عددهم 80 شخصا، نصفهم أطفال، في العراء.

الاحتلال يقوم بتفكيك مساكن ومنشآت أهالي حمصة في واحدة من أوسع عمليات تهجير سكان الأغوار (الجزيرة)

تقول عائشة، التي تتحرك بصعوبة بسبب معاناتها من آلام في الظهر تشتد مع البرد، "لقد تحولت القرية إلى أنقاض. جاء الجيش الإسرائيلي ودمر جميع منازلنا وخيامنا. بتنا الآن في العراء، بين الأرض والسماء".

كما أعربت للموقع البريطاني عن خوفها على عائلاتها المكونة من 4 أبناء و8 أحفاد أكبرهم لم يكمل بعد عامه السادس، وقالت "أخشى كثيرا على هؤلاء الأطفال، فنحن غير قادرين على توفير الأمان لهم اليوم، أو حتى حمايتهم من البرد. ليس لدينا بديل سوى البقاء هنا على أرضنا. سيستمرون في الهدم، ونستمر في البناء والصمود هنا".

ويشير الموقع إلى أن قرية حمصة الفوقا سبق وتعرضت للهدم 11 مرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان الهدم قبل الأخير مطلع نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، لكن الأهالي أعادوا بناء مساكنهم، ليهدمها الاحتلال مجددا الأسبوع الماضي.

ويصور تقرير "ميدل إيست آي" مشهد الأطفال وهم يلعبون وسط حطام بيوت وخيام القرية المدمرة، غير عابئين بالبرق الذي بدأ يشق السماء والرياح العاصفة وقطرات المطر التي بدأت تتساقط، منذرة بليلة صعبة تنتظرهم وعائلاتهم التي باتت بلا مأوى.

جندي إسرائيلي يشرف على مصادرة هياكل مساكن أهالي حمصة في الأغوار الشمالية الفلسطينية (الجزيرة)

ومع هبوب العاصفة، يسارع أمل أبو الكباش (25 عاما) لجمع بعض البطانيات وإخفائها تحت حطام خيمة عائلته المدمرة، ويقول "إنهم يحاولون جعل الحياة صعبة علينا ومحاصرتنا من كل الجهات. أصبحت الحياة هنا شبه مستحيلة، ولكن بالرغم من كل ذلك، فنستمر في الصمود هنا".

ويقول محمد أبو عوض (52 عاما) الذي بدا متعبًا وحزينًا وغاضبًا وهو يتجول وسط الخيام المدمرة، "عائلتي المكونة من 18 شخصا قد أصبحت في العراء اليوم. لم تعد لدينا خيمة تجمعنا وتحمينا من البرد. ومنذ هدم منازلنا أقام الجيش الإسرائيلي حواجز على الطرق في محيط حمصة الفوقا، مما منع خزانات المياه والخيام من الوصول إلينا، وقاموا بمصادرة الأغراض التي حاولنا جلبها".

وأكد أبو عوض أن إسرائيل تعتزم إخلاء حمصة الفوقا -التي تزيد مساحتها على 60 كيلومترا مربعا- بشكل كامل من سكانها الفلسطينيين، لكي تتمكن من بناء مستوطنات إسرائيلية عليها.

المصدر : ميدل إيست آي