هجوم أربيل.. أميركا تتعهد بمساعدة العراق لمحاسبة الجناة والأمم المتحدة تحذر من تداعيات القصف

جماعة غير معروفة تسمى سرايا أولياء الدم تبنت الهجوم على مطار أربيل، قائلة إنها استهدفت الاحتلال الأميركي. ولم تكشف الجماعة عن جهة انتمائها.

تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بدعم بلاده للتحقيق في الهجوم الصاروخي الذي استهدف ليل الاثنين قاعدة أميركية قرب مطار أربيل بإقليم كردستان العراق، وخلف قتيلا و9 جرحى بينهم أميركيين، في حين حذرت الأمم المتحدة من خروج الوضع عن السيطرة عقب الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الوزير بلينكن عبر في اتصال هاتفي الثلاثاء مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني عن دعم واشنطن لكل جهود التحقيق في هجوم أربيل من أجل محاسبة الجناة.

وفي حديث للصحفيين، دان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الهجوم مؤكدا أن الولايات المتحدة تحتفظ بحق الرد على ما حدث في الزمان والمكان الذي تحدده، بالتنسيق مع شركائها العراقيين.

وتابع برايس "هذه مسألة سيادة عراقية. نحن شركاء مع الشعب والحكومة العراقية وسنرد مع الأخذ بعين الاعتبار هذه الشراكة".

وأضاف برايس أنه من السابق لأوانه التحدث عن الرد على الهجوم الصاروخي قبل معرفة ما حدث.

كما تحدث وزير الخارجية الأميركي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن الهجوم الصاروخي الذي أعلنت مجموعة غير معروفة المسؤولية عنه.

وقال بيان للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية إن قذائف صاروخية سقطت داخل مطار أربيل الدولي وبقربه، وقال مصدر عسكري عراقي إن 14 صاروخا ضربت المطار.

الكاظمي: لو كانت المحاصصة حاضرة في التغييرات لما رفضتها قوى سياسية (مكتبه الإعلامي)
الكاظمي أمر بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين بغداد وأربيل لتحديد المسؤولية عن القصف الصاروخي على مطار أربيل (الجزيرة)

لجنة تحقيق

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية إن لجنة التحقيقات في هجوم أربيل بدأت أعمالها، وإنه قد يكون من المبكر الحديث عن النتائج حاليا.

ووجه رئيس الوزراء العراقي بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين حكومتي بغداد وأربيل، لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم، ووصف الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم بأنه تصعيد خطير وعمل إرهابي إجرامي يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين.

وقال الرئيس صالح إنه لا خيار إلا تعزيز الجهود لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية للزج بالبلاد في الفوضى. ووصف ما يجري بأنها معركة الدولة والسيادة ضد الإرهاب والخارجين عن القانون.

ودان تحالف المشروع العربي في العراق هجوم أربيل، ووصفه بأنه جريمة بحق سيادة العراق، داعيا لمحاربة كل المظاهر المسلحة.

وتبنت جماعة تُسمى سرايا أولياء الدم الهجوم، قائلة إنها استهدفت الاحتلال الأميركي. ولم تكشف الجماعة عن جهة انتمائها، لكن تقارير إعلامية غير حكومية تقول إنها أحد فصائل حزب الله العراقي، المرتبط بإيران، والتابع للحشد الشعبي.

وكان بيان للحزب الديمقراطي الكردستاني اتهم من سماها بمجموعة مختلة خارجة عن القانون ومتسترة بالحشد الشعبي وإمكانياته وامتيازاته بالوقوف وراء الهجوم.

تنديد دولي
وفي وقت مبكر من فجر الأربعاء، ندد وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك بالهجوم، وأكدوا دعمهم لقيام الحكومة العراقية بتحقيق في الهجوم لمحاسبة المسؤولين عنه.

وقالت الدول في البيان إنه لا تسامح مع أي هجوم ضد القوات الأميركية وقوات التحالف ومواقعها.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تحدد من نفذ هجوم أربيل، وإنها تدرس ملابساته، وأضاف متحدث باسم البيت الأبيض أن الأخير غاضب من الهجوم الذي أسفر عن مقتل متعاقد مدني، وإصابة 5 أميركيين.

وذكر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه أجرى اتصالا مع نظيره العراقي جمعة عناد سعدون، وقال الوزير أوستن إن بلاده "ملتزمة بدعم جهود شركائنا العراقيين في الدفاع عن سيادة العراق".

وشدد ريتشارد ميلز القائم بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، في كلمته أمام جلسة افتراضية لمجلس الأمن، على أن بلاده تتعهد بتقديم دعمها لجميع الجهود للتحقيق، "من أجل كشف المسؤولين عن هذه الأعمال الشنيعة ومحاسبتهم".

تحذير أممي

وفي السياق نفسه، حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد الهجوم الصاروخي، وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت إن التعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة للعدالة الآن ذو أهمية قصوى.

وأضافت بلاسخارت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أنه "يجب على العراق أن يبني مرونته المحلية وأن يكون محميا من الخصومات، وهي المسؤولية يتقاسمها العراقيون أنفسهم أولا".

وأضافت المسؤولة الأممية خلال إحاطة أمام مجلس الأمن أن القصف الصاروخي "يستهدف تأجيج التوترات"، ودعت إلى توفير أجواء آمنة لإقامة انتخابات برلمانية مبكرة نزيهة بالعراق، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وبدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف يتطلع لتكثيف دعمه للعراق في مواجهة الإرهاب، موضحا أنه بحث مع الكاظمي مهام تدريب القوات العراقية.

وكشف مصدر في الحلف، عشية اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء، نية الناتو رفع عدد قواته في العراق من خمسمئة جندي إلى خمسة آلاف، وتوسيع عمليات التدريب بمجرد انحسار وباء كورونا.

تبرؤ إيران
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الثلاثاء، إنه "لا صلة لنا بهجوم أربيل ونرفض أي عمل يعرض أمن العراق للخطر"، مضيفا "ندين المحاولات المشبوهة لاتهام إيران بالوقوف وراء الهجوم على مطار أربيل".

وتابع في تصريحه لوسائل إعلام رسمية أن "هذه الأحداث تثير الشكوك، وعلى الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات لمحاسبة الجناة".

وهذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها مطار أربيل للقصف، حيث سبق أن قصفته إيران ردا على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي. كما قُصف بصواريخ "كاتيوشا" في سبتمبر/أيلول الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات