مرشح جديد لرئاسة الحكومة بدلا من حمدوك.. ارتفاع عدد قتلى مظاهرات السودان ودعوات للحشد ضد "الانقلاب"

Thousands rally in Sudan to protest military takeover
المحتجون مصرّون على استمرار المظاهرات حتى عودة الحكم المدني (الأناضول)

أكدت مصادر طبية ارتفاع حصيلة قتلى المظاهرات المناهضة لـ"الانقلاب العسكري" بالسودان إلى 23 شخصا، وسط حديث عن إقدام قوة أمنية على اقتحام مستشفى حكومي ومنع دخول أطره الطبية، في حين اعتذر محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن رئاسة لجنة تتولى مراجعة أعمال ما تعرف بلجنة إزالة التمكين التي شكلتها السلطات لتفكيك النظام الرئيس المعزول عمر البشير.

واندلعت احتجاجات شعبية حاشدة في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية عدة، للمطالبة بعودة الحكم المدني وإسقاط "الانقلاب العسكري" في البلاد.

ومقابل اتهامه بتنفيذ انقلاب عسكري، يقول قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إن الجيش ملتزم باستكمال عملية الانتقال الديمقراطي، وإنه اتخذ هذه الإجراءات لحماية البلاد من خطر حقيقي، متهما قوى سياسية بالتحريض على الفوضى.

وقالت لجنة الأطباء المركزية في السودان الرافضة لتحرك الجيش السوداني -اليوم الاثنين في بيان على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك- "يرتفع عدد الشهداء الكرام المؤكدين لدينا منذ وقوع الانقلاب إلى 23 شهيدا".

وحسب إحصاءات اللجنة، سقط أول أمس السبت 7 قتلى خلال الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة ضد "الانقلاب العسكري"، التي واجهتها السلطات الأمنية بما وصفت بأنها "أعنف حملة قمع" منذ إعلان البرهان قراراته التي أطاحت بقوى الحرية والتغيير من الحكم في 25 أكتوبر/تشرين الأول.

وكشفت اللجنة عن أسماء المتظاهرين السبعة الذين قتلوا وبينهم 3 أشخاص دون 18 عامًا، من ضمنهم فتاة تبلغ من العمر 13 عاما أصيبت "برصاصة في الرأس خارج منزلها".

كذلك أحصت اللجنة "أكثر من 200 إصابة في المجمل تم حصرها حتى اليوم الاثنين، منها أكثر من 100 حالة إصابة بالرصاص الحي بما لا يقل عن 11 حالة منها غير مستقرة".

لا تسوية

وقال تجمع المهنيين السودانيين إنه لن يكون جزءًا من أي دعوات للتسوية مع من أسماهم بالانقلابيين، نافيا -في بيان له- أن يكون جزءا من اجتماع لتحالف قوى الحرية والتغيير انعقد الأحد بالخرطوم، وأعلن عن توافق على استعادة السلطة.

وسبق لعبد الفتاح البرهان -الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس السيادة الجديد- أن تعهد الأحد بتشكيل حكومة جديدة في غضون أيام، وذلك خلال الجلسة الأولى لمجلس السيادة الجديد بمشاركة ممثلي الجبهة الثورية الثلاثة.

وكان البرهان أعلن في أكتوبر/تشرين الأول حلّ مؤسسات الحكم الانتقالي تزامنًا مع اعتقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعدد من أعضاء حكومته والعديد من السياسيين.

وقالت الشرطة -من جهتها- إنّ 39 من أفرادها أصيبوا "بجروح خطيرة" إثر مهاجمة متظاهرين مراكز لها، نافية استخدام "الرصاص الحيّ" ضد المتظاهرين.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن إجراءات الجيش السوداني تقوّض من الإنجازات في البلاد، وستكون لها عواقب على دعم الاتحاد للخرطوم، ودان "بأقوى العبارات العنف ضد المتظاهرين السلميين" في السودان.

وحمّل الاتحاد السلطات السودانية مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان وغياب حماية المدنيين، كما دان اعتقال مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي، ودعا لإطلاق سراحه وجميع المعتقلين.

تزامن ذلك مع دعوة اجتماع موسع -عقد ظهر الأحد بدار حزب الأمة القومي السوداني وشمل 26 حزبا وكيانا سياسيا- إلى مواصلة التصعيد ضد إجراءات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حتى عودة الحكم المدني برئاسة عبد الله حمدوك.

اقتحام

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الاثنين، إقدام قوة أمنية على اقتحام مستشفى حكومي (شرق) ومنع دخول أطره الطبية.

جاء ذلك وفق بيان لجنة أطباء السودان (غير حكومية)، قبيل تنظيم وقفات احتجاجية أمام المستشفيات بالعاصمة الخرطوم، للمطالبة بالحكم المدني والتنديد بـ"الانقلاب العسكري".

وأفاد البيان باقتحام قوة أمنية لمستشفى كسلا التعليمي (حكومي)، ومنع دخول الأطباء العاملين به وكذلك الكوادر الصحية.

وأوضح البيان أن هذا الإجراء "القمعي يأتي استباقا للوقفات الاحتجاجية للكوادر الطبية والصحية في العاصمة الخرطوم وعدة ولايات سودانية"، مضيفا أن "استمرار القمع والسقوط الأخلاقي المتكرر من قوات الانقلاب لن يزيدنا إلا عزما وإصرارا على إسقاط هذا النظام الغاشم وإلى الأبد"، حسب البيان ذاته.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت "تنسيقية الكوادر الطبية" -في بيان- تنظيم وقفات احتجاجية أمام المستشفيات بالخرطوم وولايات أخرى، للمطالبة بالحكم المدني ورفض ما أسمته الانقلاب العسكري.

مجلس سيادة جديد

وقبل يومين من احتجاجات السبت، شكّل البرهان مجلس سيادة انتقاليا جديدا استبعد منه 4 ممثلين لقوى الحرية والتغيير، وهو تكتّل سياسي انبثق من الانتفاضة ضدّ البشير دعا إلى تظاهرة "مليونية" جديدة الأربعاء.

واحتفظ البرهان بمنصبه رئيسا للمجلس، كما احتفظ الفريق أوّل محمّد حمدان دقلو (حميدتي) -قائد قوة الدعم السريع المتهم بارتكاب تجاوزات إبّان الحرب في دارفور وأثناء الانتفاضة ضد البشير- بموقعه نائبا لرئيس المجلس، وتعهّدا أن يُجريا "انتخابات حرّة وشفافة" في صيف 2023.

وقالت مصادر للجزيرة إن الأكاديمي هنود أبيا كدوف يتصدر المرشحين لرئاسة الحكومة السودانية المقبلة التي تعهد مجلس السيادة الجديد الأحد بتشكيلها خلال أيام، وذلك بعدما رشحت معلومات بأن رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك لن يترأس الحكومة الجديدة.

وينحدر هنود أبيا كدوف (77 عاما) من منطقة جبال النوبة (جنوبي السودان)، ويشغل منصب مدير جامعة أفريقيا العالمية، ويدرّس حاليا في كلية أحمد إبراهيم للقانون في الجامعة الإسلامية بماليزيا.

ولا يعرف للمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة أي تاريخ في العمل السياسي، فهو خبير واستشاري في مجال البيئة والقانون.

حميدتي يعتذر

من جهته، اعتذر نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الاثنين، عن تولي رئاسة لجنة مراجعة أعمال "إزالة التمكين"، وفق بيان مقتضب صادر عن إعلام قوات الدعم السريع، عقب 5 أيام على تكليف حميدتي برئاسة اللجنة المعنية بمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة.

وأفاد البيان بتقدم حميدتي باعتذار لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان عن تولي رئاسة لجنة مراجعة أعمال لجنة إزالة التمكين، من دون ذكر أسباب الاعتذار.

وفي العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قرر رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان تشكيل لجنة لمراجعة وتسلم الأموال المستردة بواسطة لجنة إزالة التمكين، برئاسة قائد قوات الدعم السريع حميدتي.

وشُكّلت لجنة إزالة التمكين السودانية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2019، لإنهاء سيطرة رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير على مفاصل الدولة، ومحاربة الفساد، واسترداد الأموال المنهوبة.

المصدر : الجزيرة + وكالات