الثانوية العامة بمصر.. تساؤلات متكررة عن كليات القمة وعلاقة النجاح في الحياة بالدراسة

تجمهر طلاب الثانوية العامة بمصر أمام لجان الامتحانات (مواقع التواصل)

أعادت نتيجة الثانوية العامة في مصر تساؤلات رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول النظام التعليمي المصري ومستقبل الطلاب في سوق العمل، والربط بين النجاح الدراسي والنجاح في الحياة بشكل عام، خاصة مع استمرار التسابق نحو ما يُعرف بـ"كليات القمة"، والمقصود بها كليات الطب والهندسة للشعبة العلمية، والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية للشعبة الأدبية.

وأعلن أمس الثلاثاء وزير التعليم طارق شوقي نتيجة الثانوية العامة، مشيرا إلى أن نسب النجاح أفضل قليلا من العام الماضي، حيث بلغت 81%، في حين حصل أكثر من 120 ألف طالب بنسبة 18% على درجات عالية تترواح بين 95% و100%.

وفي تصريحات صحفية، قال شوقي إن طريقة التقييم في نظام الثانوية العامة هي السبب في ارتفاع درجات الطلاب،، متابعا "الطالب الحاصل على 95% في نظام الثانوية العامة بمصر يقابل مهاريا الطالب الحاصل 80% في دول، أو 65% في دول أخرى متقدمة".

وبلغ عدد طلاب الثانوية العامة للعام الحالي نحو 676 ألف طالب، منهم 291 ألفا لشعبة علمي علوم، و107 آلاف لشعبة علمي رياضيات، إضافة إلى 262 ألفا بالشعبة الأدبية.

وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي تخصيص 100 منحة دراسية مجانية لأوائل الثانوية العامة بالجامعات الأهلية والتكنولوجية الجديدة للعام الدراسي المقبل بتمويل من صندوق تحيا مصر، ووجه أيضا بدراسة تخفيض حد القبول بالجامعات الأهلية الجديدة بالمحافظات.

تبريكات وتساؤلات

وكعادة كل عام، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للتهنئة بالنجاح وأمنيات بمستقبل أفضل للطلاب، لكن كالعادة أيضا أعاد البعض التساؤل عن كفاءة نظام الثانوية العامة في تحديد مستقبل الطلاب، كما تحدث آخرون عن استمرار المصريين في اعتبار الالتحاق بـ"كليات القمة" هو المعيار الوحيد للنجاح المهني في المستقبل.

وعلى مدى سنوات عديدة، شكلت الثانوية العامة عبئا ماليا ونفسيا على المصريين، حيث يتسابق الطلاب لتحصيل أعلى الدرجات للفوز بمقاعد "كليات القمة"، وهي التي يُحددها مكتب التنسيق الجامعي وفقا للحاصلين على أعلى الدرجات، بغض النظر عن القدرات وحاجة سوق العمل، لكن هناك كليات محدودة تُجري امتحانات لقدرات الطلاب كشرط للقبول مثل الفنون الجميلة والفنون التطبيقية والتربية الرياضية.

وتعهد وزير التعليم طارق شوقي بإلغاء النظام التقليدي للثانوية العامة من حيث المناهج وطرق التدريس والامتحانات والتقييم النهائي، مضيفا في تصريحات صحفية أن "مكتب التنسيق اختراع مصري ولم نره في أي دولة أخرى".

وعلى غرار الانتقادات التي يتحدث عنها وزير التعليم، أكد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أهمية النجاح الدراسي والتفوق العلمي، لكنهم تساؤلوا عن ارتباط ذلك بسوق العمل الذي لم يعد مقتصرا على الأطباء والمهندسين، وقدم بعضهم نماذج للنجاح في مجالات أخرى بعيدا عن "كليات القمة".

ورفض مغردون الضغط النفسي الذي يفرضه المجتمع على طلاب الثانوية العامة باعتبارها المحطة الأخيرة في تحديد مستقبل الطلاب، وتساءل بعضهم مستغربا تحميل مراهق ليس لديه أي خبرة في الحياة مسؤولية تحديد مستقبله لعشرات السنوات القادمة.

وتحدث آخرون عن واقع النجاح في مصر حاليا، حيث يحتفي المجتمع بفئات ليس لها علاقة بالتفوق العلمي في الثانوية العامة أو كليات القمة، مثل ضباط الجيش والشرطة والقضاة والممثلين ولاعبي كرة القدم.

وأعاد البعض التذكير بالمعاناة التي يواجهها الأطباء في مواجهة انتشار فيروس كورونا، ومطالبتهم المستمرة بزيادة بدل العدوى وتوفير المستلزمات الطبية، فضلا عن معاملة المتوفين منهم ماليا مثل شهداء الجيش والشرطة.

وفي سياق متصل، دشن بعض الحاصلين على درجة الماجستير وسما بعنوان (#ثانويه_ايه_الماجستير_عاطل) متحدثين عن تدهور أوضاعهم وعدم حصولهم على وظائف، رغم تفوقهم العلمي.

وبلهجة يملؤها الإحباط تحدث بعضهم إلى خريجي الثانوية العامة، منتقدين إهمال السلطات المتعاقبة للمتفوقين علميا.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي