جمهوريون في صفوف المعارضة.. هل يكترث ترامب؟

Republican National Convention, in Charlotte, North Carolina
ترامب سيستغل انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري للرد على منتقديه (رويترز)

قبل أربع سنوات، أقدم عشرات الجمهوريين من مسؤولين سابقين ومشرّعين ومرشحين سابقين للرئاسة بالتعهد بعدم التصويت لمرشح حزبهم دونالد ترامب أمام المنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

واليوم، يواجه ترامب معارضة جمهورية متجددة في طبيعتها وأكبر في نطاقها، إذ أعلن أكثر من 70 مسؤولا بالحزب الجمهوري دعمهم للمرشح الديمقراطي جو بايدن.

وضمت القائمة العديد من المشرعين والمسؤولين الذين عملوا مع الإدارات الأميركية المتعاقبة في حقب الرؤساء ريغان وجورج بوش الأب والابن وباراك أوباما وحتى ترامب نفسه.

خلاف جوهري

وتختلف طبيعة معارضة ترامب الآن، عن تلك التي واجهها عام 2016 حيث لم يعبر الجمهوريون المعارضون حينذاك عن تصويتهم للمرشحة هيلاري كلينتون واكتفوا بعدم التصويت لترامب.

من جانبها، قالت شبكة "فوكس نيوز" إن أكثر من 20 عضوا جمهوريا سابقا في الكونغرس، أعلنوا دعمهم لمرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن قبل ساعات من انطلاق مؤتمر الحزب الجمهوري.

وقالت الشبكة إنها حصلت على رسالة من حملة بايدن تفيد بأن الأعضاء السابقين في الكونغرس غير راضين على ما وصفوه بفساد ترامب وتدميره للديمقراطية وتجاهله الصارخ للأخلاق.

وأضافت الرسالة أن هؤلاء الأعضاء يدعمون بايدن، لأنهم يريدون إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح.

ومن أبرز الأسماء أعضاء سابقون في مجلس الشيوخ من ولايات عدة، فمن ولاية أريزونا جاف فليك، ومن ولاية فرجينيا جون وارنر ومن ولاية نيوهامبشير غوردون هامفري، إضافة إلى أكثر من 20 عضوا سابقا في مجلس النواب.

Former U.S. Ambassador to the United Nations Nikki Haley speaks to the 2020 Republican National Convention in a live address from Washington
معظم فعاليات مؤتمر الجمهوريين هذا العام ستكون افتراضيا بسبب وباء كورونا (رويترز)

معارضة غير مؤثرة

في المقابل، قلل ستيفن روجرز عضو مجلس المستشارين في حملة الرئيس ترامب، من أهمية أي معارضة جمهورية للرئيس قبل 70 يوما من إجراء الانتخابات الرئاسية.

واعتبر روجرز في حديث له مع الجزيرة نت أنه "في الأساس، لا يوجد فرق في معارضة ترامب داخل الجمهوريين الآن عما شهدناه في عام 2016، إذ يحاول معظم هؤلاء الجمهوريين المعارضين لترامب استرضاء الديمقراطيين في دوائرهم".

وبعبارة أخرى -يتابع روجرز- "فهم مهتمون ببقائهم ومستقبلهم السياسي أكثر من اهتمامهم بمصالح أميركا. ولن يكون لهم أي تأثير على ترامب".

واعتبر روجرز أن موقف الـ70 مسؤولا ليس ذا قيمة، إذ أكد أن الرسالة التي بعث بها 70 مسؤولا جمهوريا سابقا وعدوا فيها بالتصويت لبايدن ليست إشكالية لأن معظمهم -إن لم يكن جميعهم- لديهم ضغينة شخصية ضد الرئيس، والناخبون الجمهوريون يرون ذلك بوضوح، وقال إنه لا يمكن لأي منهم أن يجادل بوضوح أن ترامب لم يفِ بوعوده للشعب الأميركي.

ورأى روجرز أن دعم هؤلاء الجمهوريين لبايدن لن يكون له أي تأثير على الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن "هؤلاء الجمهوريين الـ 70 غير قادرين على إظهار ما أنجزه بايدن خلال 40 عاما من السياسة، فمعارضتهم ليست مشكلة على الإطلاق. وفي الواقع، فإنها تعزز مزيدا من الدعم لترامب، لأن حجتهم معيبة وغير واقعية".

وفي هذا السياق، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أسوشيتد برس" على 1075 جمهوريا خلال الفترة من 17 إلى 19 من الشهر الجاري دعم 79% من الجمهوريين للرئيس ترامب.

وتمثل هذه النسبة انخفاضا كبيرا من نسب دعم الجمهوريين المرتفعة التي تمتع بها الرئيس ترامب قبل أزمة فيروس كورونا المستجد.

ترامب يواجه منتقديه

ويمثل انعقاد المؤتمر العام للحزب فرصة للرئيس ترامب لتوحيد تيارات الجمهوريين المختلفة من خلال تركيزه إنجازات الحزب الجمهوري، وتحديد مساره خلال السنوات الأربع المقبلة.

ويمثل خطاب قبول ترشيح الحزب فرصة للرئيس ترامب للرد على منتقديه الجمهوريين، كما سيستغلها كفرصة للتحذير من مخاطر الذهاب في اتجاه آخر "أكثر يسارية وراديكالية".

وخلال السنوات الأربع الأخيرة استطاع ترامب أن يسيطر على مراكز القوى داخل الحزب الجمهوري.

ولم يشهد ترامب أي معارضة ذات قيمة من الجمهوريين داخل مجلسي الكونغرس، ويفصل الخبراء بين تعامل الكونغرس في قضايا السياسة الخارجية والسياسة الداخلية.

ففي الأولى لا يتردد الكونغرس في الخروج عن نمط الالتزام الحزبي ومخالفة الرئيس، بل تحديه في بعض الحالات كما جرى في قضية حرب اليمن وحظر تسليح السعودية أو في حالة سحب القوات من شمال شرقي سوريا.

لكن هذا يختلف كليةً عند التطرق إلى القضايا الداخلية، وظهر هذا جليا في تحقيقات مولر بخصوص التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وفي موقف الجمهوريين المعارض لإجراءات تسعى إلى عزل ترامب.

ومثّل غياب مرشحين منافسين لترامب على بطاقة الحزب لانتخابات 2020 دليلا على سيطرة ترامب على قواعد الحزب المختلفة، وليس فقط تياراته اليمينية.

المصدر : الجزيرة