ذا هيل: فرص ترامب للفوز في الانتخابات تتضاءل

U.S. President Donald Trump arrives at the White House in Washington
ترامب لم يقترب قط من تقليص الفجوة بينه وبين منافسه بايدن (رويترز)

نشرت صحيفة "ذا هيل" (The Hill) الأميركية في موقعها الإلكتروني مقالا للكاتب نيال ستانيج أكد فيه أن حظوظ الرئيس دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية تتضاءل، في حين تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير يصعب عليه تجاوزه.

ولفتت الصحيفة في مقالها إلى أن أصواتا معارضة وسط كبار الجمهوريين -من أمثال السيناتور مت رومني والسيناتور بن ساس- بدأت تعلو ضد الرئيس، وهي مؤشر على عمق القلق بشأن المصير الذي ينتظر الحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية لمجلسي الشيوخ والنواب.

ولعل الأهم من ذلك كله -بحسب ذا هيل- أن الوقت ليس في صالح الرئيس ترامب. وما لم تحدث "مفاجأة مزلزلة" في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن فرصة ترامب الوحيدة الواضحة لتغيير شكل السباق الرئاسي قد تأتي في المناظرة الأخيرة التي ستُعقد مساء الثلاثاء في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي.

ومن المظاهر التي ترجح تضاؤل فرص فوز ترامب، ارتفاع أعداد الأميركيين الذين آثروا الإدلاء بأصواتهم مبكرا، الأمر الذي لا يترك له مجالا كبيرا للمناورة، بحسب الكاتب.

على أن ثمة أمرا واحدا يُجمع عليه أنصار ترامب والديمقراطيون "المتوترون"، وهو أنه لا يمكن اعتبار الرئيس مهزوما قبل إعلان النتيجة النهائية، لا سيما بالنظر إلى ما حققه من انتصار مفاجئ في انتخابات 2016.

غير أن الكاتب يرى أن الأمر مختلف هذه المرة من جوانب رئيسية عدة، ليس أقلها أن بايدن ظل متقدما في استطلاعات الرأي منذ بدء السباق، كما أن ترامب لم يقترب قط من تقليص الفجوة بينه وبين منافسه.

ونادرا ما اقتربت النسبة التي تفصل ترامب عن بايدن في متوسط استطلاعات الرأي التي أجراها موقع "ريل كلير بوليتيكس" (RealClearPolitics) من 5%. ويرى ستانيج أن تلك النتيجة تختلف تماما عن تلك التي أظهرتها استطلاعات الرأي قبيل انتخابات الرئاسة في 2016 والتي كانت متقلبة، حيث تمكّن ترامب من تدارك الفارق بينه وبين منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون مرتين.

شكوك إلى آخر لحظة

على أن الاستقرار النسبي في السباق الرئاسي هذه المرة يوحي بأن الشعب الأميركي حسم أمره بشأن ترامب بعد 4 سنوات من ولايته الرئاسية "الصاخبة". وتبدو الصورة واضحة، فقلة من الأميركيين -ما بين 30% و35%- مولعة بترامب، ومن ثم فإن تأييدها له راسخ لا يتزعزع، كما يرى كاتب المقال.

وأبعد من ذلك، أن بمقدور ترامب كسب نقاط قليلة أخرى من شريحة المحافظين الذين لا يكترثون لنمط شخصيته أو نبرة خطابه، لكنهم على استعداد لدعمه لقدرته على تنفيذ خططهم، وهو ما تجلى مرة أخرى في ترشيحه القاضية إيمي كوني باريت لعضوية المحكمة العليا.

وإذا صادق الكونغرس على تعيينها، فإن باريت ستكون ثالث عضو يرشحه ترامب للمحكمة العليا، وهو ما سيجعل كفة الميزان الأيديولوجي تميل لصالح المحافظين.

وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" (NBC News) الإخبارية وصحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) الأسبوع الماضي أظهر أن 47% من الناخبين المسجلين "يرفضون بشدة" أداء ترامب رئيسا، مقابل 32% "يوافقون بشدة".

وهناك عاملان اثنان على وجه التحديد يمثلان عبئا ثقيلا على الرئيس ترامب، أولهما أن معظم الناخبين يرون أن تعامله مع جائحة فيروس كورونا المستجد كان ضعيفا.

أما العامل الثاني -برأي ستانيج- فهو أن مكانة ترامب بين الناخبات "كارثية". فقد كشف استطلاع "إن بي سي نيوز" وول ستريت جورنال أن 60% من الناخبات يفضلن بايدن في مقابل 34% يحبذن ترامب.

ورغم كل ذلك، فهناك إمكانية بأن يخرج ترامب فائزا في الانتخابات. ووفقا لستانيج في مقاله، فإن ثمة احتمالا على الدوام بأن يطرأ تغير في آراء الناخبين في اللحظة الأخيرة، أو أن تُثار شكوك حول بايدن. وقد يكون إقبال الديمقراطيين على التصويت أقل مما هو متوقع.

واختتم الكاتب بأن حملة ترامب الانتخابية ركزت تركيزا شديدا على الناخبين السود. وسواء كانت دوافع الحملة الحقيقية هي استمالة الأميركيين السود إلى جانبها أو خفض إقبالهم على التصويت، فإن ذلك يبقى موضع نقاش ساخن.

المصدر : هيل