منظمات حقوقية: لتتسامح الإمارات مع شعبها أولا
دعت منظمات حقوقية الإمارات إلى أن تظهر التسامح مع شعبها وتوقف قمعه بدل التباهي باستضافة ما أسمته مؤتمرا عالميا للأخوة الإنسانية.
فقد قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) عبر حسابها في تويتر إن الإمارات تحاول إطلاق وصف "عام التسامح" على 2019، وإن سلطات أبو ظبي تسعى لجعل زيارة فرانشيسكو بابا الفاتيكان بمثابة دليل على احترامها للتنوع.
وتساءلت أمنستي عما إذا كان ذلك يعني أن الإمارات مستعدة للتراجع عن "سياسات القمع الممنهج" ضد كل أشكال المعارضة والنقد.
وشددت المنظمة على أن الأمر يتطلب أكثر من عقد اجتماعات رمزية للتغطية على سجل الإمارات المروّع في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت أن العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان مثل أحمد منصور وناصر بن غيث ومحمد الركن -الذين سُـجنوا لمجرد ممارستهم لحقهم في حرية التعبير- لن يتمكنوا من حضور مراسم استقبال البابا.
ودعت أمنستي البابا إلى إثارة قضية النشطاء الحقوقيين المعتقلين بسجون الإمارات مع المسؤولين بأبو ظبي، ودعت إلى إطلاقهم فورا دون قيد أو شرط.
وشددت على أنه إذا كانت السلطات الإماراتية جادة بشأن الإصلاح فعليها إلغاء القوانين والممارسات التي تكرس التمييز، وأن تعمل على إطلاق جميع سجناء الرأي.
من جهتها، طالبت هيومن رايتس ووتش بابا الفاتيكان بالضغط على الإمارات لوقف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي ترتكبها قواتها في اليمن، وإنهاء قمعها للمنتقدين بالداخل.
وفي رسالة إلى البابا، قالت ووتش إن للإمارات دورا بارزا في العمليات العسكرية باليمن، من قصف المنازل والأسواق والمدارس وعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدام الذخائر العنقودية.
وأضافت أن سلطات الإمارات تعتدي باستمرار على حرية التعبير وتكوين الجمعيات منذ عام 2011، وأن آلاف العمال المهاجرين هناك معرضون بشكل كبير للعمل الجبري.
كما دعت مجموعة سكاي لاين الحقوقية، ومقرها السويد، فرانشيسكو إلى إثارة مسائل انتهاك الخصوصية والقرصنة الإلكترونية والتجسس مع المسؤولين بالإمارات. ووصفت المجموعة تلك الانتهاكات بأنها واسعة النطاق بحق مواطنين ومقيمين.
وقالت المجموعة إنها سجلت منذ سنة 2011 إقدام السلطات الإماراتية على إخراس المعترضين والمنتقدين من ناشطين ومحامين وأكاديميين وصحفيين من خلال الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة.
كما دعت البابا إلى إثارة ما توصل إليه تحقيق وكالة رويترز من قيام عملاء استخبارات أميركية بالعمل لصالح الإمارات في جنوب اليمن.
وتعليقا على زيارة البابا -التي وضعت أبو ظبي في إطار ما سمته التسامح الديني لديها- قال محمد المختار الشنقيطي الأستاذ بجامعة حمد بن خليفة في قطر إنه إذا كان الأمر كذلك فقد كان حريا بأبو ظبي أن تطبق سياسة التسامح هذه على مواطنيها وخصومها في آن معا.