تجدد القتال بالعاصمة الليبية والمبعوث الأممي يلوح بالعقوبات
تجدد القتال اليوم الأربعاء جنوبي العاصمة الليبية طرابلس بين كتائب موالية لحكومة الوفاق الوطني وأخرى مهاجمة من خارج المدينة، في وقت هددت فيه الأمم المتحدة الأطراف المتصارعة بعقوبات ردا على استخدام الأسلحة الثقيلة.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بتجدد الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة المتوسطة بين اللواء السابع مشاة القادم من مدينة ترهونة وبين الكتائب المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في منطقة خلة الفرجان بعد يوم من الهدوء النسبي الذي شهدته مناطق جنوب العاصمة.
وقال إن المواجهات السابقة لفترة الهدوء القصيرة وقعت بين لواء الصمود القادم من مدينة مصراتة والداعم للواء السابع مشاة القادم من ترهونة (جنوب شرق طرابلس) وبين كتيبة الدعم المركزي بمنطقة أبو سليم، وأسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، كما تسببت في قطع الكهرباء عن مناطق واسعة قبل أن يتم إرجاعه بشكل تدريجي.
وكانت المعارك قد اندلعت أواخر الشهر الماضي حين هاجم اللواء السابع مشاة القادم من ترهونة أطراف طرابلس الجنوبية بذريعة مواجهة المليشيات، وأسفرت عن مقتل نحو سبعين شخصا.
ووقعت الأطراف المتحاربة يوم 4 سبتمبر/أيلول الجاري اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية البعثة الأممية في ليبيا، لكن الاتفاق لم يصمد طويلا حيث تم خرقه مرارا.
تهديد بالعقوبات
وقد شجبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تجدد القتال في طرابلس، وطالبت جميع الفرقاء بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبه انتقد الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة ما اعتبره تقصيرا من أعضاء بحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي في ما يتعلق بالتصعيد المستمر بطرابلس، ولوّح بمزيد من الضغوط.
وقال سلامة في تصريحات تلفزيونية إن مهمته الأولى هي منع تدمير العاصمة وسقوط مدنيين، وهدد بفرض عقوبات إذا ما استُخدمت الأسلحة الثقيلة.
وأشار إلى أن لدى بعثته كل المعلومات بشأن من خرق وقف إطلاق النار ويهدد حياة المدنيين في طرابلس، وقال إنه بحاجة إلى بعض الوقت للتواصل مع الفرقاء كافة للمساهمة في بسط الأمن.
وأكد سلامة أن قائمة العقوبات التي سترسل إلى مجلس الأمن بخصوص طرابلس ستضم أفرادا مسؤولين عن عناصر وتشكيلات. كما أكد أنه لن يتم استبدال تشكيل مسلح بآخر، وأن ما سيحدث هو خروج التشكيلات من مؤسسات سيادية لتحل محلها قوة نظامية.
من جهته، دعا عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في ليبيا الشيخ علي الصلابي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج والموفد الأممي إلى فتح حوار برعاية الجزائر يضم كل الفصائل المتقاتلة والتيارات المتنازعة على طرابلس لوضع خريطة للسلام والمصالحة بين الليبيين، وتجنيب العاصمة القتل وسفك الدماء والدمار.