كاميرا الجزيرة تتجول في أرض الزلازل

بعد ارتفاع عدد ضحايا زلازل جزيرة لومبوك الإندونيسية إلى 387 قتيلا وتشريده 390 ألفا، تجولت كاميرا الجزيرة في المناطق المنكوبة وتحدثت إلى القرويين عن المحن التي يواجهونها عندما تهتز من تحتهم الأرض، لتتحول مساكنهم ومزارعهم إلى ركام.

وفي ريف بلدية بيان وتحديدا في قرية باكونغ، يبدو مشهدُ الكارثةِ مختلفا عن كثيرٍ من الزلازل التي ضربت جزرا إندونيسيةً في الماضي.

ومع الابتعاد عن مركز المحافظة تقل المساعدات، فمعظمُ المعوناتِ لا تصِل إلى المناطقِ النائية.

ويقول القرويون هنا إنهم كانوا أول من شعر بالزلزال الأول قبل نحو أسبوعين، وما تبعه من هزات تتابعية قارب عددها الألف هزة.

ويروي عمدة قرية بادي ماري أن الهزة الأولى كانت قوية للغاية، "البيوت كانت تهتز بشدة فهدمت بشكل كامل 48 منزلا" في القرية.

ويضيف "تبعت ذلك هزات أخرى، والزلزال الثاني هدم كل البيوت وعددها يتجاوز مئة منزل، لقد فقد كل أهل القرية منازلهم".

لاحقا توجه فريق الجزيرة إلى جبل لوكؤ ليبانغ برفقة المزارعين ليطلعونا على تشققات هناك تشبهُ ما شوهد قرب السواحل الشمالية للجزيرة، مع ارتفاع لافت لمستوى التربة هنا وفي أماكن أخرى، وهو أمر يستدعي دراسات جيولوجية لتفسيره.

ووفق علماء الجيولوجيا فإن بؤرة الزلازل التي ضربت جزيرة لومبوك تمتد من هذه المرتفعات وهذه التشققات دليل واضح على ذلك، وصولا إلى السواحل الشمالية الشرقية للجزيرة.

ومن الملاحظ أن الدمار قد أصاب القرى في هذه المرتفعات كما أصاب عشرات آلاف المنازل في السواحل الشمالية للجزيرة.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية تهدّم نحو 75% من المباني في محافظة لومبوك الشمالية.

صمود الأكواخ
هذا الدمار الواسع دفع المواطنين للتساؤل بشأن البناء المناسب لجزيرتهم، وهم يرون أن بعض الأكواخِ الخشبية التقليدية كانت أسلمَ من البناء الإسمنتي.

وتبحث منظمات إغاثية عن نموذج هندسي يمكن اتباعه عند إعادة الإعمار.

يشار إلى أن إندونيسيا تقع على ما يسمى حزام النار، وهو قوس من خطوط الصدع تدور حول حوض المحيط الهادئ المعرض للزلازل المتكررة والثورات البركانية.

وتعرضت البلاد لخسائر كبيرة جراء زلزال المحيط الهندي الذي وقع في 26 ديسمبر/كانون الأول 2004، وقدرت قوته بـ9.1 درجات على مقياس ريختر.

وتسبب هذا الزلزال في موجة تسونامي راح ضحيتها ما يقارب 320 ألف شخص، وتكبدت إندونيسيا أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات والأرواح، كما تعرضت لزلال أخرى في السنوات اللاحقة أدت لمقتل وتشريد الكثيرين.

المصدر : الجزيرة