السعودية الجديدة.. الجرب في زمن السينما

مدرسة سعودية – وضع مزري

بينما يعبر سعوديون كثر عن فرحتهم بقرب افتتاح دور السينما في المملكة، يصب آخرون جام غضبهم على السلطات لفشلها في الحيلولة دون تفشي الجرب بين المعلمين والطلاب في مدارس مكة المكرمة.

ورغم أنه لا صلة ظاهرية بين السينما والجرب، فإن السياق الزمني ربط بين الوباء والترفيه من زوايا: الغضب والخوف والتندر أيضا.

وقد رأى بعض المغردين أن السلطات انشغلت بالترفيه فأهملت قطاع التعليم، مما أدى إلى تفشي الوباء في مدارس البقعة الأكثر قداسة على مستوى المعمورة.

ومن منطلق غيْبي بحت، يخشى آخرون من أن يكون تفشي الجرب في المدارس مقدمة لعقوبة إلهية استحقها السعوديون في "عام السينما وفساد القيم والأخلاق".

وقلل كثيرون من قيمة التعويض المادي الذي أعلن عنه الوزير للطلاب المصابين بالجرب، لأن الحل الطبيعي هو علاج المرضى وتنظيف المدارس وتطويرها.

تشويه البراءة
ونقل مغردون صورا لطلاب وطالبات أمام مكاتب حكومية في انتظار صرف مبالغ التعويض عن الجرب، مما يبدو غير لائق في حق براءة الصغار وفي دولة من أغنى البلدان على مستوى العالم، وفق بعض النشطاء.

وقد رفع المدون محمد الصبحي صورا لمدارس تبدو غارقة في المستنقعات والأوساخ، وعلق قائلا "هذه هي المدارس لم يزرها الوزير وهي التي سببت انتشار الجرب بين الطلاب في مكة".

وأضاف "توجد أماكن كثيرة في جدة ومكة بمثل هذا المنظر تحتاج تدخلا أعلى من المسؤولين لحل موضوع الصرف الصحي والنظافة العامة".

وكان وزير التعليم زار بعض المدارس لتفقد الوضع الصحي فيها والتوجيه بالعمل على التحكم في الجرب، لكن كثيرين قالوا إنه تحاشى زيارة المدارس التي تفشى فيها الوباء.

أما المدون تركي الشهلوب فقد كتب أن الجرب "يجتاح المدارس السعودية بشكل مخيف. وتم اكتشاف 619 حالة خلال يومين في مكة وحدها".

وزير الجرب
وفي حين اقترح فهد العنزي إطلاق لقب معالي وزير الجرب على وزير التعليم، كتب محمد العتيبي "اليوم جرب وغدا طاعون. الله يحمينا".

ولئن كانت الصبغة المحلية طغت على التناول، فإن هناك من عبر عن مخاوفه من أن ينتقل الداء للعالم، لأن أفئدة الناس تهوي إلى البيت المحرّم في مواسم العمرة والحج.

وتقول نور العريفي إنه إذا لم تتم مكافحة الجرب "فسينتشر في كل أنحاء العالم عن طريق الحجاج والمعتمرين، وقد تعلن المملكة دولة موبوءة يمنع إليها السفر".

وتمنت نور على المسؤولين السعوديين تدارك الأمر والتعامل معه بحجمه الحقيقي، قائلة إنهم "يبالغون في تصغير الموضوع".

يشار إلى أن الجرب مرض جلدي معدٍ يعد من أكثر الأوبئة انتقالا بين البشر، ومن المأثور عن قدامى العرب قولهم: أعدى من الجرب.

ويظهر الجرب على شكل طفح جلدي ويتسبب في حكة شديدة في معظم أجزاء جسم المريض، ومن أسباب حصوله وانتشاره الفقر وسوء التغذية وانعدام النظافة، وهو يصيب ملايين البشر سنويا على مستوى العالم.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي