روسيا تنقل معركتها مع بريطانيا إلى مجلس الأمن

Bags containing protective clothing are seen after Inspectors from the Organisation for the Prohibition of Chemical Weapons (OPCW) left after visiting the scene of the nerve agent attack on former Russian agent Sergei Skripal, in Salisbury, Britain March 21, 2018. REUTERS/Peter Nicholls
خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية زاروا المكان الذي سُمم فيه سكريبال بغاز نوفيتشوك (رويترز-أرشيف)
لجأت روسيا إلى مجلس الأمن الدولي للرد على الاتهامات البريطانية في قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال، في حين رفضت بريطانيا مقترحا روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإجراء تحقيق مشترك في القضية ووصفته بـ"الخبيث".
 
في الوقت نفسه، اتهمت المخابرات الخارجية الروسية أجهزة المخابرات الأميركية والبريطانية بافتعال القضية برمتها، في حين دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الحكمة في التعامل مع الأمر.
 
وقال السفير الروسي بالأمم المتحدة إن بلاده طلبت من مجلس الأمن عقد اجتماع غدا الخميس لبحث الاتهامات البريطانية لموسكو بتسميم سكريبال بغاز أعصاب.
 
وأوضح أن الاجتماع سيعقد على أساس رسالة كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قد بعثت بها إلى المجلس في 13 مارس/آذار وقالت فيها إن من "المرجح للغاية" أن موسكو مسؤولة عن ذلك الهجوم. وقد عقد المجلس اجتماعا في 14 مارس/آذار بناء على طلب بريطانيا.
بوتين دعا إلى الكف عن إلحاق ضرر هائل بالعلاقات الدولية
بوتين دعا إلى الكف عن إلحاق ضرر هائل بالعلاقات الدولية

من ناحية أخرى، عقدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم الأربعاء اجتماعا طارئا بمقرها في لاهاي بطلب من روسيا لبحث قضية تسميم سكريبال.

وقال الوفد البريطاني لدى المنظمة في الاجتماع إن اقتراح روسيا بإجراء تحقيق مشترك في القضية هو فكرة "خبيثة، وأسلوب لتشتيت الانتباه والتضليل بهدف التهرب من الأسئلة التي يتعين على السلطات الروسية الإجابة عليها".

ورفض الاتحاد الأوروبي أيضا ذلك الاقتراح، وقال دبلوماسيون إن من المستبعد اعتماده بأغلبية الثلثين المطلوبة في المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يضم 41 دولة.

في المقابل تقول روسيا إن 14 دولة تدعمها. وقال ممثل روسيا لدى المنظمة ألكسندر شولغين في الاجتماع "نعتقد أن المهم ضمان حل هذه المشكلة داخل الإطار القانوني باستخدام كامل قدرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

وكان شولغين قال في وقت سابق إنه إذا مُنعت موسكو من المشاركة في اختبار عينات المادة السامة، فإنها سترفض نتائج التحقيق الذي تجريه المنظمة.

من جانبه عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء -في مؤتمر صحفي بـأنقرة– عن أمله "بأن تسود الحكمة وبالكف عن إلحاق هذا الضرر الهائل بالعلاقات الدولية".

وكان بوتين قد قال أمس إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عليها أن تضع حدا لهذه القضية التي تسببت في أسوأ أزمة دبلوماسية بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة

رئيس المخابرات الخارجية الروسية قال إن المخابرات الأميركية والبريطانية افتعلت قضية سكريبال
رئيس المخابرات الخارجية الروسية قال إن المخابرات الأميركية والبريطانية افتعلت قضية سكريبال

تعليق المخابرات الروسية
في تلك الأثناء، قال رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين إن قضية سكريبال هي "استفزاز أعدته بفجاجة أجهزة الأمن الأميركية والبريطانية".

جاء ذلك بعدما أعلن مختبر بورتون داون العسكري في بريطانيا أنه لم يجد حتى الآن دليلا على أن المادة التي سممت سكريبال مصدرها روسيا.

وقد طالب الكرملين الحكومة البريطانية بالاعتذار بعدما أعلن المختبر البريطاني تلك النتيجة.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الأربعاء إن "وزير الخارجية البريطاني -الذي اتهم الرئيس فلاديمير بوتين- ورئيسة الوزراء عليهم بشكل أو بآخر مواجهة زملائهم في الاتحاد الأوروبي، وعليهم بشكل أو بآخر تقديم اعتذاراتهم إلى روسيا". وأضاف أن "نظريتهم لن تتأكد بأي حال لأنه من المستحيل أن تتأكد".

وقال غاري آيتكنهيد رئيس المختبر العسكري البريطاني في بورتون داون أمس الثلاثاء "تأكدنا أن الغاز هو نوفيتشوك، وتأكدنا أنه غاز للأعصاب من النوع العسكري، لكن لم نتمكن من تحديد مصدره"، مضيفا أن تصنيع هذا الغاز "يتطلب أساليب متطورة للغاية، وقدرات جهة تابعة للدولة".

وعلى الفور، اعتبرت الحكومة البريطانية -التي تحمّل روسيا مسؤولية هذا الهجوم- أن الأبحاث التي أجريت في بورتون داون "لا تشكل سوى جزء من المعلومات التي تملكها".

وقال متحدث باسم الحكومة في بيان "نعلم أن روسيا سعت في العقد الأخير إلى وسائل لإنتاج عناصر سامة بهدف تنفيذ اغتيالات، وأنتجت وخزنت كميات صغيرة من مادة نوفيتشوك".

وأشار إلى "عمليات الاغتيال التي رعتها الدولة الروسية"، وإلى تحول الجواسيس الروس السابقين إلى "إهداف" للكرملين.

وأثار تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا في 4 مارس/آذار الماضي في سالزبري (جنوبي إنجلترا) أزمة دبلوماسية كبيرة جرى خلالها تبادل طرد نحو 300 دبلوماسي.

المصدر : وكالات