ملاجئ الغوطة.. في باطن الأرض كابوس آخر

اطفال في ملاجئ الغوطة - مسار برس صورة
الأطفال يعيشون أياما عصيبة في أقبية الغوطة (مسار برس)

أجبر القصف العنيف للغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق آلاف الأسر على الاختباء تحت الأرض في أقبية أو مستودعات أُطلق عليها "ملاجئ"، لكنها تفتقر أبسط مقومات الحياة.

يقول أبو أنس من مدينة دوما لوكالة مسار برس الإخبارية إنه بعدما قصفت المنطقة التي يسكن فيها لجأ مع عائلته وكثير من الأهالي إلى أحد الملاجئ هربا من الصواريخ والقذائف.

لكنهم مع ذلك لم يسلموا من القصف، إذ أصاب أحد الصواريخ مدخل القبو؛ مما أدى إلى وقوع جرحى بينهم، الأمر الذي اضطرهم للانتقال إلى ملجأ آخر. ويصف أبو أنس الحياة التي يعيشها الأهالي في الأقبية بالمأساوية.

ويقول إن الملاجئ مكتظة وتفتقر للتجهيزات، وتخلو من الطعام والشراب، ويشير إلى أن القصف دمر كل شيء، ومعظم الناس لا يملكون حتى ملابس. 

الأسر لا تعرف ماذا تصنع لتلبي احتياجات أطفالها في الملاجئ (مواقع التواصل الاجتماعي)
الأسر لا تعرف ماذا تصنع لتلبي احتياجات أطفالها في الملاجئ (مواقع التواصل الاجتماعي)

 الأطفال في الأقبية
أما أم بلال -التي لها خمسة أولاد يعاني أحدهم من مرض الربو التحسسي- فتقول إن حياة الملاجئ لا تناسب الأطفال، لا سيما المرضى بسبب شدة الرطوبة، وتؤكد أن جميع الأطفال خائفون من أصوات القصف، ويبقون ملتصقين بأمهاتهم من شدة الخوف.

وتشكو أم بلال من عجزها عن تأمين الدواء لطفلها المريض، وتقول إن زوجها يخاطر بحياته من أجله، حيث يضطر إلى إخراجه قليلا من الملجأ لكي يتنفس بعض الهواء.

وفي ملجأ آخر، يقول عمر -من بلدة حزة- إن الشباب يحاولون تأمين بعض الراحة لذويهم الطاعنين في السن الذين يعانون من عدة أمراض، موضحا أن الوضع صعب جدا في الملاجئ، فهم يعيشون من دون طعام منذ عدة أيام، كما أنه لا يستطيع تأمين الدواء لأمه المسنة.

ويشير عمر إلى أن معظم الملاجئ ليست بها دورات مياه، لذلك يقوم رغم الخطر بحمل والدته خارج الملجأ إلى أحد المنازل القريبة لكي تقضي حاجتها.

 

عشرات آلاف المدنيين بالغوطة يعيشون تحت الأرض (مواقع التواصل الاجتماعي)
عشرات آلاف المدنيين بالغوطة يعيشون تحت الأرض (مواقع التواصل الاجتماعي)

أما سامر -من بلدة كفربطنا- فيقول إن لديه طفلا رضيعا لم يخرج من الملجأ منذ ثمانية أيام بسبب القصف الشديد، وهو بحاجة إلى الحليب واحتياجات أخرى.

ويضيف أنه ذهب إلى منزله لإحضار بعض الاحتياجات للطفل رغم القصف، ولكنه وجده مدمرا ولم يستطع إحضار أي شيء. ويؤكد سامر أنه رغم صعوبة الأوضاع وعجز معظم الأهالي عن تأمين الطعام لأولادهم فإنهم صامدون في هذه المحنة.

وعلى الرغم من حالة الخوف التي تخيم على سكان الملاجئ في الغوطة الشرقية، فإن بعض الأشخاص يحاولون التخفيف من توتر العائلات، لا سيما الأطفال، من خلال الرسم وقراءة القصص وأنشطة أخرى.

المصدر : وكالات