"حوار الأديان" بالدوحة يتحدى الحصار ويبحث حقوق الإنسان

مؤتمر الأديان بالدوحة
المؤتمر الـ13 لحوار الأديان بالدوحة ينعقد في ظل حصار السعودية والإمارات والبحرين لجارتهم وشقيقتهم قطر

محمد ازوين-الدوحة


بدأت اليوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات مؤتمر الدوحة الـ13 لحوار الأديان بحضور عربي ودولي وممثلين عن مختلف الديانات
.

ويركز المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين تحت شعار "الأديان وحقوق الإنسان "على أوضاع المدنيين وحقوقهم في مناطق الصراعات والحروب، وقضايا التسامح الديني ودور الأديان في إحلال السلام في العالم.

ويسعى المؤتمر -الذي ينظم في ظل حصار قطر من قبل أربع دول عربية إسلامية انتهكت حقوق الإنسان- إلى تفعيل المواثيق الدولية والخروج بتوصيات تلزم الدول الفاعلة بتنفيذ القوانين المتعلقة بتلك الحقوق.

التزام ثابت
وفي افتتاحه للمؤتمر أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي التزام قطر الثابت حكومة وشعبا بالمساهمة في كل ما يعزز روح الأخوة الإنسانية ويقرب المسافة بين أتباع الديانات ليعيشوا في سلام ووئام.

‪المريخي: قطر ستظل قبلة للمؤتمرات الإقليمية والدولية رغم الحصار‬ (الجزيرة)
‪المريخي: قطر ستظل قبلة للمؤتمرات الإقليمية والدولية رغم الحصار‬ (الجزيرة)

وقال المريخي "من المفارقات أن يعقد هذا المؤتمر في قطر وهي تعيش أجواء حصار فرض عليها من أشقاء نتقاسم معهم الدين الواحد والماضي والمصير المشترك، وهي أمور ضربت بها دول الحصار عرض الحائط ظنا منها أنها بذلك ستجعل قطر ترضخ لشروط تتنافى مع حقوق الإنسان".

وأضاف المريخي أن المؤتمر يبعث رسالتين مهمتين، الأولى أن قطر ستظل قبلة للمؤتمرات والأنشطة الإقليمية والدولية رغم الحصار المفروض عليها.

والثانية أن الاختباء وراء الشعارات الدينية لم يعد مقنعا لأحد بعد ما شاهده العالم من حصار على شعب مسلم في شهر رمضان أقدس شهور السنة، وفي وقت يطالب فيه العالم بحوار الأديان وإشاعة روح التسامح والمودة بين أتباع الديانات المختلفة، فضلا عن أتباع الدين الواحد.

تفسير خاطئ
من جهته، حذر الحاخام الدكتور ريفن فيرستون من تفسير المتشددين للدين واتخاذه مطية لإشاعة الظلم وانتهاك حقوق الإنسان، فالديانات الإبراهيمية الثلاث تعكس إرادة الله لإقامة العدل بين الناس، حسب تعبيره.

وعبر فيرستون في حديثه للجزيرة نت عن حيرته واستغرابه من إلحاق دول مسلمة الأذى بدولة مسلمة جارة تعتبر من أكثر بلدان العالم تسامحا وتفهما للآخر، وقال "هذا أمر شائن، عليها أن تعيد النظر في تصرفها، فهو يتنافى مع مركزها الديني والإرث الديني للأماكن الدينية التي توجد هناك".

فيرستون استغرب من إلحاق دول مسلمة الأذى بدولة مسلمة جارة ومتسامحة(الجزيرة)
فيرستون استغرب من إلحاق دول مسلمة الأذى بدولة مسلمة جارة ومتسامحة(الجزيرة)

وفي السياق نفسه، أكد مالخاس سونغولاشفيلي مطران وأسقف تبليسي وأستاذ علم اللاهوت المقارن في جامعة إيليا الحكومية بجورجيا أن حقوق الإنسان في الديانات الإبراهيمية سبقت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بآلاف السنين.

وطالب المطران العلماء والمفكرين والقادة بحث أتباع الديانات على ترسيخ حقوق الإنسان والعدالة باعتبارها قيما مشتركة طالب الله بها عباده منذ الأزل.

حصار ساذج
وقال عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة إنه من العار أن تظل الدول العربية استثناء في عالم حقوق الإنسان والعدالة والتسامح الديني، مستغربا من كيد بعض الدول العربية لبعضها البعض.

وقال مورو للجزيرة نت "نحن اليوم نشارك في مؤتمر لحوار الأديان، ونناقش موضوع حقوق الإنسان في الوقت الذي توجد فيه دول على مرمى حجر منا تقوم بحصار ساذج لدولة قطر وتنتهك حقوق الإنسان الذي يعيش على أرض قطر رغم أن هذه الدول يجمعها الدين الواحد والعقيدة الواحدة، بل وحتى الأسرة الواحدة".

ودعا مورو دول الحصار إلى التعقل والاستجابة لصوت الحكمة الذي يفرض عليها الجلوس مع قطر وحل الخلافات فيما بينها، وقال "إنه من العار أن يعرب لنا الأساقفة والحاخامات المشاركين عن استغرابهم من قيام دول مسلمة بانتهاك حقوق الإنسان في دولة مسلمة أخرى، متجاهلة تعاليم دينها".

انتهاكات جسيمة
من جهته، أكد رئيس مركز إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي أنه جرت العادة عند اختيار المركز لموضوع المؤتمر أن يختار موضوعات تتماشى مع القضايا الآنية الملحة التي تلامس الواقع الذي تعيشه دول العالم وبالذات المنطقة العربية، ولهذا تم اختيار موضوع الأديان وحقوق الإنسان التي تشهد انتهاكات جسيمة في المنطقة.

مورو: من العار استغراب أتباع ديانات أخرى محاصرة دول مسلمة لشقيقتهم (الجزيرة)
مورو: من العار استغراب أتباع ديانات أخرى محاصرة دول مسلمة لشقيقتهم (الجزيرة)

ولفت النعيمي في تصريح للجزيرة نت إلى أن الحصار الذي تتعرض له قطر من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر وما صاحبه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فرق بين الأم وولدها، والزوج وزوجته، وشتت شمل آلاف العائلات، كما سيس المشاعر المقدسة وحرم الشعب القطري من أداء مناسك الحج والعمرة.

وشدد النعيمي على أن بلاده تجاوزت موضوع حرية الأديان بعدما أنشأت مجمعا للأديان يضم ثماني كنائس ودور عبادة لمختلف الطوائف غير المسلمة المقيمة على أرض قطر، حيث يشهد هذا المجمع يوميا إقامة شعائر دينية لما لا يقل عن أربعين ألف شخص.

المصدر : الجزيرة