المعتقلات في بلاد الحرمين.. تعذيب وتحرش ومحاولات انتحار

ما زالت تداعيات الكشف عن تعرض عدد من النشاطات المعتقلات في بلاد الحرمين للتحرش والتعذيب تثير لغطا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا في الأمر مفارقة صادمة ومعاناة مروعة، ليست فقط للمعتقلات بل لأزواجهن وذويهن.

فقد كشفت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش عن إخضاع عدد من النشطاء، منهم بعض المدافعات عن حقوق الإنسان المعتقلات منذ مايو/أيار، للتعذيب والتحرش الجنسي.

وأكدت العفو الدولية في وقت سابق تعرض ناشطين سعوديين -بينهم نساء- للتحرش الجنسي والتعذيب وغيرهما من أشكال إساءة المعاملة، أثناء استجوابهم في سجن "ذهبان" غربي البلاد.

وأوضحت المنظمة -في تقرير- أن الصعق بالكهرباء والجلد من بين أساليب التعذيب هذه، وأن هذه الممارسات تسببت في إعاقات جسدية لبعض المعتقلين.

تعذيب وتشهير
من جهتها قالت هيومن رايتس إن التعذيب الذي تعرضت له ناشطات سعوديات شمل الصعق بالصدمات الكهربائية، والجلد على الفخذين، والعناق والتقبيل القسريين.

ونقلت عن مصادرها أن محققين سعوديين ملثمين عذّبوا النساء خلال المراحل الأولى من الاستجواب، ولكن لم يكن من الواضح ما إذا كانوا يسعون إلى إجبارهن على توقيع اعترافات أو أن ذلك كان لمجرد معاقبتهن على نشاطهن السلمي.



وقالت مصادر المنظمة إن علامات جسدية على التعذيب ظهرت على النساء بعد جلسات التحقيق، من بينها صعوبة المشي وارتعاش اليدين غير الإرادي والعلامات الحمراء والخدوش على الوجه والرقبة. وقالت المصادر أيضا إن واحدة من النساء على الأقل حاولت الانتحار عدة مرات.

وقال مايكل  بَيْج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس إن "أي تعذيب وحشي لناشطات سعوديات لن يكون له حدود في حملة السلطات السعودية الوحشية على المنتقدين ونشطاء حقوق الإنسان. يجب أن تواجه أي حكومة تعذب النساء بسبب مطالبتهن بحقوقهن الأساسية انتقادات دولية شديدة، لا أن تحصل على دعم غير محدود من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".

ولكن مسؤولا سعوديا قال لرويترز إن النظام القضائي في المملكة العربية السعودية "لا يتغاضى عن أساليب التعذيب أو يشجعها أو يسمح باستخدامها".

وأضاف أن "أي شخص يخضع للتحقيق -سواء أكان رجلا أو امرأة- يمر بعملية قضائية نموذجية تحت إشراف النيابة العامة أثناء احتجازه للاستجواب، والذي لا يعتمد بأي شكل من الأشكال على التعذيب سواء البدني أو الجنسي أو النفسي".

وقبل عمليات التعذيب وخلال الأيام الأولى لاعتقال النشاطات، قامت وسائل الإعلام المقربة من السلطة السعودية بحملة تشهير واسعة ضد المعتقلات، واتهمتهن بالخيانة مع نشر صورهن وأسمائهن.



وقالت منظمة هيومن رايتس إن حملة التشهير الإعلامية ضد المعتقلات تتعارض مع سياسة السعودية الراسخة بعدم نشر أسماء المشتبه بهم الجنائيين قيد الاحتجاز السابق للمحاكمة.

وأشارت إلى أنه في حين تم تلطيخ وتشويه سمعة النشطاء السلميين مع نشر أسمائهم وصورهم، فإن وسائل الإعلام الموالية للحكومة لم تكشف عن الذين اعتقلوا بسبب تورطهم المزعوم في جريمة جمال خاشقجي.

كشف حساب
وتفاعل مئات المغردين مع قضية الناشطات المعتقلات، وطالب حساب معتقلي الرأي النيابة السعودية بإصدار تقرير فوري يكشف حقيقة وأسماء المحققين الذين ارتكبوا تلك الأفعال المشينة من تحرش جنسي وضرب مبرح للمعتقلات، وقبل ذلك الإفراج عن جميع معتقلي الرأي.



وكتب المغرد عمر عبد العزيز "أشعر بالوجع والقهر والغضب تجاه ما يحدث.. العار سيلاحقني ويلاحق الصامتين والمتخاذلين".

واعتبر البعض ما حصل سابقة في تاريخ المملكة، وتناقضا مع طبيعة مجتمع قبلي محافظ تأبى عروبته وأعرافه أن تمس المرأة بسوء، ناهيك عن تعذيبها بتلك الوحشية التي تنقلها كبريات المنظمات الحقوقية الدولية.

واعتبرها آخرون أخبارا حزينة ومؤلمة، وتساءلوا عن مشاعر أطفالهن وأزواجهن وذويهن بعد سماع هذه الأخبار الصاعقة، وتساءل أحدهم هل بإمكان المعتقلات بعد كل ما حصل تجاوز كل هذا الألم حتى لو استعدن حريتهن وخرجن من أقبية السجون؟

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي