بفوز بولسونارو.. البرازيل تنتقل إلى مرحلة جديدة
حسّان مسعود-ساوباولو
منذ إغلاق صناديق الاقتراع لم يتوقف مناصرو الرئيس المنتخب جايير بولسونارو عن التوافد إلى ساحة منطقة "باها دا توجوكا" قرب منزله ليبدؤوا احتفالاتهم باكرا فور إغلاق صناديق الاقتراع، إلا أن الاحتفالات الفعلية بدأت بقوة فور التأكد من فوز مرشحهم عبر احتشاد الآلاف في الساحات مشكلين أحد أضخم الاحتفالات الانتخابية في البلاد.
وعود كبيرة
المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية في البرازيل رودريغو أرمسترونغ، قال في حديث مع الجزيرة نت إن "الوعود التي أطلقها بولسونارو في حملته الانتخابية كانت كبيرة جدا، لكن الحقيقة أنه ليس من السهل إطلاقا تحقيقها، نظرا لكثرة الأزمات التي تعاني منها البلاد، والانقسام الحاد الذي أضيف إليها".
الكاتب المقيم في ريو دي جانيرو أضاف للجزيرة نت أن حزب بولسونارو يتمتع بـ 50 مقعدا فقط في مجلس النواب و8 في الشيوخ، في برلمان يحتوي على 531 مقعداً، و81 عضوا بمجلس شيوخ، في حين أن معظم وعوده تحتاج لإقرار الكثير من القوانين لتنفيذها، وهو ما يتطلب منه عقد التحالفات، كما يحتاج للحفاظ على دعم رجال الأعمال، وهو ما قد يدفعه لتقديم خدمات كبيرة لهم.
فيما يرى رودريغو أن أمام بولسونارو تحديات كبيرة يحتاج في مواجهتها الكثير من المهارة إلى جانب الحظ الجيِّد، وهو ما سيحاول جاهدا أن يصل إليه ليفي بأكبر قدر ممكن من وعوده ويرضي من انتخبه.
بينما لا يتوقع أن يستطيع القيام بخطوات تمس العلاقات الإستراتيجية مع دول الشرق الأوسط والعالم العربي خصوصا في المراحل الأولى من حكمه، نظرا لأن عليه الحفاظ على أسواق البرازيل الحالية بل وفتح المزيد منها، على الأقل لتنفيذ وعده بتحرير السوق البرازيلية، وفق رودريغو.
بانتخاب بولسونارو تكون البرازيل قد دخلت مرحلة جديدة في تاريخها السياسي لينتقل حكمها لأول مرة إلى أقصى اليمين بعد أربعة عهود من الحكم اليساري الذي انتهى بأكبر فضيحة فساد عرفتها البلاد، والتي قد تطال مزيدا من قيادات العهد السابق بعد نتيجة الانتخابات الأخيرة. فيما يتطلع الشعب البرازيلي لإحداث تغيير إيجابي يخفف من الصعوبات اليومية التي يعيشونها.