بفوز بولسونارو.. البرازيل تنتقل إلى مرحلة جديدة

Jair Bolsonaro, far-right lawmaker and presidential candidate of the Social Liberal Party (PSL), gestures at a polling station in Rio de Janeiro, Brazil October 28, 2018. REUTERS/Pilar Olivares TPX IMAGES OF THE DAY
يرى محللون أن وعود جايير بولسونارو كبيرة إلى درجة يصعب تنفيذها (رويترز)

حسّان مسعود-ساوباولو

كما كان متوقعا فاز المرشح اليميني جايير بولسونارو برئاسة الجمهورية البرازيلية في الجولة الثانية من الانتخابات بنتيجة 55,1% ما يعادل 57 مليون صوت، بفارق 10 نقاط عن منافسه مرشح حزب العمال وأحزاب اليسار فرناندو حداد الذي حصد 44,9% ما يعادل 47 مليون صوت.
 
بهذه النتيجة تبدأ البرازيل مرحلة جديدة بعد انتخابات وأجواء سياسية وصفت بأنها الأكثر تعقيدا في تاريخ البلاد، التي عاشت حالة صعبة من الانقسام الحاد في المجتمع البرازيلي مما انعكس سلبا على كافة مناحي الحياة.
 
وعندما انتهت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية في السابع من الشهر الجاري إلى تأهل مرشحي الفريقين المتنافسين إلى جولة ثانية في الثامن والعشرين منه، بدأت استعدادات الجميع لهذا اليوم الحاسم عبر جولات انتخابية ولقاءات إعلامية محلية ودولية، فيما كان لافتا غياب المناظرات الرئاسية نظرا لرفض المرشح بولسونارو المشاركة فيها بحجة وضعه الصحي إثر الطعنة التي تعرض لها في إحدى جولاته الانتخابية الشهر الماضي.
 
احتفالات ضخمة
منذ إغلاق صناديق الاقتراع لم يتوقف مناصرو الرئيس المنتخب جايير بولسونارو عن التوافد إلى ساحة منطقة "باها دا توجوكا" قرب منزله ليبدؤوا احتفالاتهم باكرا فور إغلاق صناديق الاقتراع، إلا أن الاحتفالات الفعلية بدأت بقوة فور التأكد من فوز مرشحهم عبر احتشاد الآلاف في الساحات مشكلين أحد أضخم الاحتفالات الانتخابية في البلاد.
 
أما في ساوباولو فقد توافد الآلاف من مؤيدي بولسونارو إلى شارع "باوليستا" الحيوي وسط المدينة ليعبروا عن فرحهم الشديد بفوز مرشحهم، وهو ما استمر حتى منتصف الليل.
 
ميلينيا -إحدى المحتفلات- قالت للجزيرة نت "إن فوز بولسونارو اليوم هو فوز لنا جميعا، البرازيل تخلصت من حكم فاسد استمر 14 عاما، وقد انطلقت نحو تغيير".
 
أما فرناندو الذي ارتدى الزي العسكري البرازيلي فقال للجزيرة نت "أشعر بالآمان الآن بعد فوز بولسونارو، وجود الجيش إلى جانبنا سينهي الفوضى في البلاد ويمنع الجريمة، وأملنا كبير في أن يفي الرئيس بوعوده وننعم بالراحة التي انتظرناها طويلا".
 
في المقابل خيَّم الحزن على مناصري حزب العمال بعد خسارة مرشحهم ورفض كثيرٌ منهم التعليق على النتائج، في حين اعتبر أنطونيو "أن الأخبار الكاذبة التي استهدفت فرناندو حداد هي أكبر عامل.
‪مرشح حزب العمال وأحزاب اليسار فرناندو حداد الذي خسر في الانتخابات‬ (وكالة الأناضول)
‪مرشح حزب العمال وأحزاب اليسار فرناندو حداد الذي خسر في الانتخابات‬ (وكالة الأناضول)

وعود كبيرة
المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية في البرازيل رودريغو أرمسترونغ، قال في حديث مع الجزيرة نت إن "الوعود التي أطلقها بولسونارو في حملته الانتخابية كانت كبيرة جدا، لكن الحقيقة أنه ليس من السهل إطلاقا تحقيقها، نظرا لكثرة الأزمات التي تعاني منها البلاد، والانقسام الحاد الذي أضيف إليها".

الكاتب المقيم في ريو دي جانيرو أضاف للجزيرة نت أن حزب بولسونارو يتمتع بـ 50 مقعدا فقط في مجلس النواب و8 في الشيوخ، في برلمان يحتوي على 531 مقعداً، و81 عضوا بمجلس شيوخ، في حين أن معظم وعوده تحتاج لإقرار الكثير من القوانين لتنفيذها، وهو ما يتطلب منه عقد التحالفات، كما يحتاج للحفاظ على دعم رجال الأعمال، وهو ما قد يدفعه لتقديم خدمات كبيرة لهم.

فيما يرى رودريغو أن أمام بولسونارو تحديات كبيرة يحتاج في مواجهتها الكثير من المهارة إلى جانب الحظ الجيِّد، وهو ما سيحاول جاهدا أن يصل إليه ليفي بأكبر قدر ممكن من وعوده ويرضي من انتخبه.

بينما لا يتوقع أن يستطيع القيام بخطوات تمس العلاقات الإستراتيجية مع دول الشرق الأوسط والعالم العربي خصوصا في المراحل الأولى من حكمه، نظرا لأن عليه الحفاظ على أسواق البرازيل الحالية بل وفتح المزيد منها، على الأقل لتنفيذ وعده بتحرير السوق البرازيلية، وفق رودريغو.

بانتخاب بولسونارو تكون البرازيل قد دخلت مرحلة جديدة في تاريخها السياسي لينتقل حكمها لأول مرة إلى أقصى اليمين بعد أربعة عهود من الحكم اليساري الذي انتهى بأكبر فضيحة فساد عرفتها البلاد، والتي قد تطال مزيدا من قيادات العهد السابق بعد نتيجة الانتخابات الأخيرة. فيما يتطلع الشعب البرازيلي لإحداث تغيير إيجابي يخفف من الصعوبات اليومية التي يعيشونها.

المصدر : الجزيرة