الإمارات تحتجز عبد الله آل ثاني وقطر تراقب الوضع

أعلن الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني في تسجيل مصور أمس الأحد أن سلطات أبو ظبي احتجزته بعدما استضافه ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد في وقت سابق، بينما ردت الإمارات بأن الشيخ آل ثاني حر في التصرف، وقالت قطر إنها تراقب الوضع عن كثب.

وحمّل الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، وهو من أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، محتجزيه المسؤولية الكاملة عن سلامته، وقال إن دولة قطر بريئة من أي مكروه قد يحدث له.

وقال "كنت ضيفا عند الشيخ محمد، والآن لم أعد في وضع ضيافة إنما في وضعية احتجاز، وأخاف أن يحصل لي مكروه ويلقون باللوم على قطر، وأريد أن أبلغكم أن قطر بريئة". وأضاف "أنا في ضيافة الشيخ محمد، وأي شيء يجري فهو مسؤول عنه".

وقال مصدر بالخارجية الإماراتية إن الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني حل ضيفا على الإمارات، وإنه حر التصرف في تحركاته.

من جانبها قالت قطر إنها تراقب الوضع عن كثب، وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية لولوة الخاطر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية أنه نتيجة لانقطاع كافة وسائل الاتصالات مع دولة الإمارات يصعب الجزم بخلفيات ما يحدث وتفاصيله.

وقالت إن دولة قطر من حيث المبدأ تقف مع حفظ الحقوق القانونية لأي فرد، ومن حق أسرته اللجوء إلى جميع السبل القانونية لحفظ حقوقه.

وكان الشيخ عبد الله قد ظهر في الأشهر الماضية إلى جانب ملك السعودية وولي عهدها، حيث قدمته الرياض على أساس أنه معارض لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وأعطت وسائل إعلام الدول المحاصرة لقطر زخما كبيرا للشيخ عبد الله، ونقلت عنه تصريحات ضد الدوحة لم تتأكد صحتها من مصدر محايد.

وكانت عدة شخصيات قطرية رجحت أن يكون الشيخ عبد الله محتجزا في السعودية، وأكره على  تصريحات ضد الدوحة، ومنها ما نشر في حساب باسمه في تويتر.

زخم إعلامي
واكتسب الشريط الذي بثته قناة الجزيرة اليوم الأحد زخما إعلاميا كبيرا، حيث تناولته وكالات الأنباء العالمية وتحول إلى موضوع ساخن في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعاد إلى الأذهان على الفور احتجاز كل من رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق في الإمارات، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية.

وفي حديث للجزيرة، اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قطر الدكتور ماجد الأنصاري أن احتجاز الشيخ عبد الله يبين أن سلوك الدول المحاصرة لقطر لم يتغير، "فما تزال توظف الابتزاز السياسي" في علاقاتها الخارجية.

ورأى أن احتجاز الشيخ عبد الله ربما يعكس عدم التزامه بالخط الذي رُسم له، "ولعله رفض المبالغة في العداء لقطر واختفى من الصورة.. ووصل الآن إلى مرحلة الخوف على حياته".

وربط الأنصاري بين احتجاز الشيخ القطري وما حصل لرئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق، حيث كشف في مقطع مصور أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن الإمارات منعته من السفر قبل أن ترحّله إلى مصر.

يشار إلى أن شفيق عدل لاحقا عن ترشحه للرئاسة بعدما أعلن عزمه منافسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حليف ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
 
ويلفت الأنصاري إلى أن السعودية سبقت أبو ظبي إلى هذا السلوك، حيث "احتجزت" مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أثناء زيارته للرياض، ولم يتمكن من مغادرتها إلا بعد جهود دولية قادتها فرنسا.

 

دبلوماسية الاعتقال
ووفق أستاذ علم الاجتماع السياسي، فإن السعودية والإمارات تعملان على إيجاد "مساجين دائمين لتوظيفهم عند الحاجة"، واستخدامهم في ملفات سياسية خارجية.

وحول ما يمكن لقطر أن تقوم به في هذا الإطار، أشار الأنصاري إلى أن الدوحة تحمي مواطنيها في العادة، مذكرا بجهودها في تحرير أفراد من العائلة الحاكمة كانوا رهائن لدى فصيل مسلح في العراق.

لكنه اعتبر أن الشيخ عبد الله "حالة خاصة لكونه وضع نفسه في هذا الموقف من خلال مواقف واضحة" ضد بلاده.

أما الكاتب القطري عبد العزيز آل إسحاق فقال إن هناك من يرى أن أبو ظبي ربما تهدف إلى مقايضة الشيخ عبد الله بزوجة معارض إماراتي تقيم في الدوحة.

ولكن آل إسحاق استبعد هذا السيناريو، وعزا احتجاز الشيخ عبد الله إلى كونه أصبح ورقة غير رابحة، "وقرروا إبعاده عن المشهد وضمان عدم تصريحه عن ظروف تواجده في السعودية والإمارات".

ولفت إلى أن سلطات السعودية والإمارات فضلت منذ أشهر اتخاذ الشيخ سلطان بن سحيم واجهة لما يسمى "المعارضة القطرية"، بينما غاب الشيخ عبد الله كليا عن المشهد.

المصدر : الجزيرة