المعارضة الجزائرية تشارك بالانتخابات المحلية
عبد الحميد بن محمد-الجزائر
حسابات ضيقة
وحسب عظيمي فإن هذه الانتخابات لن تفيد في حل أزمة الجزائر مشيرا إلى قناعة القيادة بأن "الإدارة ستسعى إلى تقزيم الحزب بخلق مشاكل أمامه"، مشيرا إلى أنهم لا يراهنون على مثل هذه الانتخابات التي تحضر لها الحكومة وتنظمها وتراقبها وتصنع نتائجها أيضا.
من جهته يؤكد رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان -الذي قاطع الانتخابات التشريعية الماضية- أنه من الصعب المشاركة في ظل ما يسميه الواقع المر، لأن الأوضاع تدهورت أكثر، موضحا "مشكل الجزائر في أنها دون رئيس وهناك انتحال صفة"، متسائلا عمّن يسير البلد.
وبرأيه فإن الذين قرروا المشاركة في الانتخابات المحلية أجروا حسابات جزئية، ونسوا الأصل والأهم "وهو أن البلد في حالة كارثية".
كما يعتقد سفيان في حديث للجزيرة نت أن قرار أحزاب المعارضة بالمشاركة أملتها "حسابات ضيقة" من خلال الرغبة في الحصول على عدد من المقاعد في المجالس البلدية وإلهاء القواعد النضالية من أصحاب الطموحات السياسية.
وفي تفسيره لموقف حزب طلائع الحريات بقيادة رئيس الحكومة السابق علي بن فليس، يقول سفيان إن هذا الأخير لم يدع للمقاطعة في الانتخابات الماضية بل أعلن عدم المشاركة، بينما نحن فعلنا قرار المقاطعة وتحركنا ميدانيا وفي الشارع لإقناع الناخبين بعدم جدوى الاقتراع في ظل الظروف الراهنة.
ديمقراطية محلية
ويشبه سفيان الوضع بمن لديه مركبة معطلة، وبدل إصلاح محركها يقوم بإعادة دهنها بلون جديد رغم أن الأولوية هي إعادة تشغيل المحرك.
من جانبه يفسر أستاذ العلوم السياسية بجامعة المسيلة سعيد ملاح مشاركة القوى السياسية بفرضيتين أساسيتين؛ الأولى أنها تشارك من منطق قوة النظام في فرض وإغلاق المجال السياسي، وهذا يعبر عن حالة من الاقتيات على ما تمنحه السلطة من هوامش وامتيازات للقوى المشاركة.
أما الفرضية الثانية حسب ما أوضح ملاح للجزيرة نت فهي أن الديمقراطية في المستوى المحلي تزيد عن نسب الديمقراطية في المستوى المركزي والفعلي للسلطة، وهنا يمكن للمعارضة أن تستغل هذا الامتياز الذي تمنحه الديمقراطية المحلية.
وبرأي ملاح فإن قبول اللعب في لعبة لا نثق في أدوات تحكيمها يعني أنه لا توجد معارضة فعلية وذات قاعدة شعبية كبيرة، مثلما يعني ميلاد قوى سياسية طفيلية تقتات على الانتخابات وأخرى تستغل هذا الموعد للتموقع وتدريب قواعدها على الفعل الديمقراطي.