تحذير من توظيف عملية الأقصى للانتقام من فلسطينيي 48

الفعاليات السياسية بالداخل الفلسطيني تحذر المؤسسة الإسرائيلية من توظيف عملية الأقصى للانتقام من فلسطينيي 48، اجتماع طارئ مساء الجمعة للجنة المتابعة والرؤساء وبلدية أم الفحم للتباحث في تداعيات عملية الأقصى على فلسطينيي 48 وحملة التحريض التي تقودها المؤسسة الإسرائيلية.
الفعاليات السياسية بالداخل الفلسطيني حملت نتنياهو مسؤولية الإجراءات التعسفية للشرطة بأم فحك وتخوم البلدان العربية (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

حذرت لجنة المتابعة العليا العربية المؤسسة الإسرائيلية من تداعيات "التحريض الأرعن" على فلسطينيي 48، في أعقاب الاشتباك المسلح بالأقصى الذي أسفر عن استشهاد ثلاثة من أم الفحم ومقتل شرطييْن إسرائيليين.

وحملت الفعاليات السياسية والحزبية والحركات الوطنية والإسلامية حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية ما قد تؤدي إليه الإجراءات التعسفية والوجود الاستفزازي للشرطة بأم الفحم وبتخوم البلدات العربية.

ورفضت توظيف عملية القدس لزيادة التحريض على فلسطينيي 48 وتكثيف المخططات الحكومية المعادية لها، داعية الجماهير العربية لليقظة من محاولات الفتنة التي تغذيها الحكومة.

وداهمت الشرطة الإسرائيلية بقوات معززة مساء الجمعة مدينة أم الفحم واقتحمت منازل الشهداء محمد أحمد جبارين (29 عاما) ومحمد حامد جبارين (19 عاما) ومحمد مفضل جبارين (19 عاما)، وصادرت أغراضا وممتلكات، واعتقلت والد أحد الشهداء وشابا تنسب له الضلوع في الاشتباك المسلح بمرافقته للشهداء إلى الأقصى والعودة لبلدته بعد انتهاء العملية، في وقت تواصل الشرطة التكتم على مجريات التحقيق وحظر النشر.

وبإيعاز من نتنياهو، فككت الشرطة خيام العزاء التي أقامتها عائلات الشهداء، وجاء ذلك عقب المشاورات الأمنية وتقييم الموقف للأذرع الأمنية، حيث أوعز نتنياهو أيضا بتشديد الإجراءات الأمنية بالقدس القديمة والطرقات المؤدية إلى المسجد الأقصى.

وفي أعقاب موجة التحريض الإسرائيلي وتصاعد الإجراءات ضد فلسطينيي 48 عامة وأهالي أم الفحم خاصة، عقدت بساعات متأخرة من الليلة الماضية جلسة طارئة في مقر لجنة المتابعة في الناصرة، بالتنسيق بين بلدية أم الفحم ولجنة المتابعة العليا واللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية، وقد تداولت القيادات العربية تداعيات الأحداث في المسجد الأقصى والأوضاع في مدينة أم الفحم.

تصعيد
وأكدت القيادات على موقف رئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان بضرورة ضبط النفس والتحلي بالصبر والمسؤولية في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه أم الفحم.

وتوجهت للجماهير الفلسطينية بالداخل عموما وإلى الشباب خاصة بعدم الانجرار إلى مواقف وتصريحات قد تستدعي المساءلة القانونية لاحقا، أو تثير الفتنة.

وحذرت لجنة المتابعة العليا في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه، من أن يستفرد الاحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى، خاصة وأنه منع صلاة الجمعة وحظر رفع الأذان وأبقى عليه مغلقا أمام الفلسطينيين حتى يوم الأحد، مستغلا الاشتباك المسلح الذي وقع بساحاته.

وأكدت اللجنة على موقفها بأن القدس والمسجد الأقصى منطقة محتلة، ولا مكان لجيش الاحتلال فيه، وأن الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل نقطة دم تسفك، وحذرت من أن يتم استغلال العملية لفرض واقع أشد قسوة من الذي يواجهه الأقصى على مدى عقود الاحتلال، وقد تكون البداية بمنع صلاة الجمعة بمثابة سابقة خطيرة.

وأبدت مخاوفها من أن تستغل حكومة نتنياهو عملية الأقصى لتصعيد تحريضها الشرس على فلسطينيي 48، وتسريع سلسلة من المخططات العدوانية، وبالذات جرائم الاقتلاع وتدمير البيوت العربية، والاستمرار في الحرمان من الموارد والميزانيات، والحقوق الوطنية وانتهاز الفرصة من أجل تمرير قوانين عنصرية و"الدولة القومية" لتكريس يهودية الدولة، وإسكات الأذان بالمساجد.

وتوجهت القيادات إلى الجماهير الفلسطينية بالداخل لتكون يقظة أكثر من الفتنة التي تغذيها آلة التحريض الحكومية الإسرائيلية على خلفية ما وقع في المسجد الأقصى.

وأكدت أن واقع الداخل الفلسطيني أثبت على مدى عشرات السنين وحدة الشعب الذي يئن تحت سياسة تمييز عنصري لا تستثني أحدا بالمطلق، في الوقت الذي تواصل فيه المؤسسة الإسرائيلية والحكومات المتعاقبة اختلاق أصناف تفرقة تم رفضها والتصدي لها، داعية إلى تخطي المرحلة الحساسة بأجواء من الوحدة والتماسك.

المصدر : الجزيرة