السلطة توقف رواتب أسرى ومحررين من حماس
ميرفت صادق-رام الله
وقالت إيمان أبو جامع إن زوجها الذي يعاني من الشلل الرباعي وأمضى 21 عاما في الأسر لم يتلق أي إشعار رسمي بوقف راتبه، وفوجئ بذلك.
وعائلة أبو جامع واحدة من نحو ثلاثمئة عائلة لأسرى ومحررين في الصفقة -وجميعهم من المحسوبين على حركة حماس– أوقفت السلطة الفلسطينية رواتبهم دون إعلان أو توضيح رسمي.
وقال المحرر في الصفقة نفسها عبد الله أبو شلبك من مدينة البيرة إن راتبه لم يصرف، ولم يبلغ بأي تفسير لذلك، مؤكدا أنه منذ الإفراج عنه لم يمارس أي عمل سياسي أو حزبي. وكان قد قضى أكثر من عشرين عاما في سجون الاحتلال.
ويعتقد أبو شلبك، وهو أب لطفلين، أن وقف الرواتب إذا استمر سيلقي بتداعيات صعبة على مئات العائلات لأسرى ومحررين أعمارهم قاربت الخمسين عاما، تزوجوا بعد الإفراج عنهم وأنجبوا أطفالا وارتبطوا بمصالح وقروض بنكية، وكان هذا الراتب مصدر دخلهم الوحيد.
ولدى توجه أبو شلبك وعدد من المحررين وعائلات الأسرى المتضررة إلى هيئة شؤون الأسرى أبلغوا أن الهيئة فوجئت بقطع رواتب الأسرى والمحررين ولم تبلغ به مسبقا.
وقال الناطق باسم هيئة الأسرى حسن عبد ربه للجزيرة نت إن القرار طال 277 أسيرا ومحررا من الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنه شدد على أن هيئة الأسرى ليست طرفا في القرار ولا علم لديها بمبرراته.
وطال القرار أكثر من خمسين أسيرا أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد تحريرهم في "صفقة شاليط" إثر اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين على يد نشطاء من حماس في مدينة الخليل عام 2014.
وقالت زوجة الأسير إبراهيم شلش من رام الله، الذي قرر الاحتلال إعادته لقضاء حكم بالسجن المؤبد، إن راتب زوجها جرى تجميده بعد تحويله لحسابها دون تفسير.
وقال الناطق باسم أسرى حركة حماس المحررين في صفقة شاليط والمبعدين إلى غزة عبد الرحمن شديد إن القرار طال كافة الأسرى المحسوبين على الحركة في الصفقة، وعددهم يقارب ثلاثمئة أسير ومحرر، وبينهم مبعدون إلى قطاع غزة وإلى قطر وتركيا.
قرار جائر
ورأى شديد في تصريح للجزيرة نت أن وقف الرواتب قرار تعسفي جائر، جاء استجابة لضغوط إسرائيلية وأميركية، وقال إنه طال مئات ممن ضحوا بشبابهم وأعمارهم في سجون الاحتلال، وإن مستحقات الأسرى وعائلاتهم لا يمكن السماح بالمساس بها.
ودعا شديد السلطة الفلسطينية للتراجع عن وقف الرواتب، وطالب الفصائل والمنظمات الحقوقية بالتدخل لإعادة صرف مخصصاتهم.
وحسب شديد، فإن قرار قطع الرواتب طال أربعة محررين من صفقة "وفاء الأحرار" محسوبين على حركة فتح أيضا.
وجاء القرار بعد يوم واحد من إعلان نواب حركة حماس بالضفة تأخر صرف رواتبهم، غير أن وزارة المالية في رام الله صرحت بأن هذا التأخير جاء بسبب خلل فني في نظام صرف الرواتب فقط وجرت معالجته، لكن وزارة المالية لم تتطرق إلى قطع رواتب الأسرى والمحررين من حماس.
تجريم للمقاومة
ووصف الناطق باسم حركة حماس في الضفة الغربية وصفي قبها ما يجري بأنه "تجريم للمقاومة الفلسطينية ومعاقبة لأبناء وعائلات الأسرى والمحررين".
ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية في عددها الصادر الثلاثاء عن مصدر فلسطيني قوله إن "أبو مازن اتخذ هذا القرار بفعل الضغط الذي مارسه عليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماعه معه مؤخرا".
كما أعلنت النائب في كتلة حركة فتح البرلمانية بالمجلس التشريعي نجاة أبو بكر أن السلطة أوقفت راتبها بعد تلقيها رسالة بنكية تؤكد ذلك.
وحسب المعلومات، فإن القرار طال خمسة نواب من حركة فتح في الضفة وغزة اتهموا بإقامة علاقات مع القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان.