تركيا تنتقد بيان ترمب حول "مذابح الأرمن"
انتقدت الحكومة التركية البيان الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمناسبة مرور 102 عام على ما تدعى "مذبحة الأرمن" إبان الدولة العثمانية. وشكت الخارجية الليلة الماضية في "المعلومات الخاطئة والتعريفات المغلوطة" في بيان ترمب.
وطالبت الخارجية التركية الإدارة الأميركية بالتخلي عن تبني "توصيف أحادي الجانب للتاريخ" واتباع أسلوب يراعي معاناة كافة الأطراف.
واعتبر ترمب في بيان له "المذابح" التي ارتكبت في حق الأرمن "واحدة من أكبر الجرائم الوحشية الجماعية في القرن العشرين" مستخدما المصطلح الأرمني الذي يُطلق على هذه المذابح "ميدز يغرن" (الكارثة الكبرى) ليتجنب بذلك وصف "الإبادة الجماعية" الذي ترفضه تركيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن بيان ترمب متناسق مع البيانات السابقة التي أصدرتها على الأقل عدة إدارات سابقة.
وتعد هذه المسألة حساسة في الولايات المتحدة خاصة بأوساط الأرمن الأميركيين الذين يعيش معظمهم في لوس أنجلوس، وشهد محيط السفارة التركية في واشنطن والقنصلية التركية بلوس أنجلوس أمس مظاهرتين مضادتين للأرمن والأتراك، بمناسبة 24 نيسان/أبريل الذي يعتبره الجانب الأرمني ذكرى لأحداث 1915 ومزاعم "الإبادة الجماعية".
ونصب أتراك خيمة أمام السفارة منذ أيام لعدم ترك المكان للمتظاهرين الأرمن الذين ينظمون احتجاجا في المنطقة سنويا. وبدأ الأتراك المظاهرة بقراءة النشيد الوطني لبلادهم ورددوا هتافات رافضة لمزاعم الأرمن. وعلى الجانب الآخر من الشارع تجمع عدد من المحتجين الأرمن حاملين لافتات حول أحداث 1915.
احتواء
ويطلق الأرمن من آن إلى آخر -عبر جماعات ضغط في مختلف دول العالم- دعوات إلى "تجريم" تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم بتعرض أرمن الأناضول لعملية "إبادة وتهجير" على يد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة الجماعية" على هذه الأحداث، وتصفها بـ "المأساة" لكلا الطرفين. وتقول إن ما حدث كان "تهجيرا احترازيا" ضمن أراضي الدولة العثمانية بسبب عمالة عصابات أرمنية لـ الجيش الروسي.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين عن احترامه لكافة الأرمن في الدولة العثمانية "الذين فقدوا حياتهم في ظل ظروف صعبة في الحرب العالمية الأولى". إلا أنه لم يتحدث عن مسؤولية محتملة للجانب التركي بهذه الجرائم. كما أكد أنه لن يتم التسامح مع تهميش الأرمن في تركيا.
يُذكر أن أردوغان يخطط لعقد أول لقاء له مع ترمب منتصف مايو/أيار المقبل في الولايات المتحدة.
وكان البرلمان الألماني (بوندستاغ) وصف في قرار اتخذه العام الماضي ما حدث إبان الدولة العثمانية بأنه "إبادة جماعية" للأرمن. وتسبب هذا القرار في توترات حادة بين برلين وأنقرة.
وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وعد بالاعتراف بعمليات إبادة جماعية. إلا أنه لم يف بوعده بعد ثمانية أعوام في الحكم حيث إنه احتاج إلى تعاون تركيا معه خصوصا لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.