تفاؤل حذر بالشارع السوداني بعد رفع العقوبات

جانب من الشاعر العام السوداني ... الجزيرة نت
السودانيون عانوا من وضع معيشي صعب في ظل العقوبات الأميركية المفروضة منذ عام 1997 (الجزيرة نت)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

تلقى الشارع السوداني نبأ رفع الإدارة الأميركية العقوبات الاقتصادية عن بلاده بشيء من التفاؤل والتطلع لتحسن وضعه الاقتصادي المأزوم وصولا إلى رخاء معيشي بات حلما يراوده منذ زمن بعيد.

لكن هذا التفاؤل امتزج بنوع من الحذر الشديد، خاصة حينما يتذكر بعض المواطنين الأشهر التسعة الماضية التي جاءت بعد قرار سابق بتخفيف العقوبات، حيث لم تنعكس على الأسعار سوى لبضعة أيام، سرعان ما انفلت السوق بعدها.

وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرارا الجمعة برفع العقوبات الاقتصادية التي تفرضها بلاده على السودان منذ عام 1997، بينما أبقى عليه ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب ما يحرمه من فرص الاستفادة من برامج الإعفاء من الديون والحصول على قروض تنموية.

محمد الحسين -صاحب مقهى في العاصمة الخرطوم– بدا متشائما بشأن إمكانية تحسن الوضع الاقتصادي في البلاد قريبا، في ظل بقاء السياسات الاقتصادية الحالية واستشراء الفساد في البلاد حسب قوله.

الحسين يطالب الدولة بتمكين الجميع من الاستفادة من رفع الحظر الاقتصادي
الحسين يطالب الدولة بتمكين الجميع من الاستفادة من رفع الحظر الاقتصادي


مبررات الفشل
ويرى الحسين أن رفع الحظر سيكون وبالا على الحكومة ويفقدها كثيرا من الأسانيد لتبرير فشلها في إدارة الشأن العام للدولة، مؤكدا أن الحظر الأميركي لا يشكل غير جزء يسير من أزمة البلاد الاقتصادية.

وطالب بإجراء مراجعة شاملة للأداء العام بالدولة "حتى يتسنى للجميع الاستفادة من الفرص التي يوفرها رفع الحظر الاقتصادي". وقال "لن نتفاءل بتحسن حالنا المعيشي في الوقت القريب، لأنه في تقديري ستستفيد بعض الشركات الخاصة من القرار الأميركي أكثر من المواطن البسيط".

وعلى النقيض من رأي الحسين، يبدي مهند حمدان -سائق تاكسي- تفاؤله الكبير في أن يسهم القرار بتحسن الوضع المعيشي الصعب الذي يعانيه الشعب السوداني منذ سنوات. وتوقع أن يستفيد أصحاب السيارات من وفرة قطع الغيار "وربما تدني أسعارها في المدى القريب".

حمدان يأمل أن تنخفض أسعار السلع الأساسية بعد رفع العقوبات
حمدان يأمل أن تنخفض أسعار السلع الأساسية بعد رفع العقوبات

العملات الأجنبية
ولا يستبعد حمدان حدوث الأفضل في القريب العاجل، خاصة وأن بشريات القرار قد بدت في ساعات بتراجع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، "الأمر الذي يبشر بخير قادم للبلاد".

ويتابع قائلا "نحن لا نريد غير انخفاض أسعار السلع الضرورية وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية مع شيء من احترام لحقوقنا في الحياة كمواطنين". ويطالب الحكومة بالالتفات "بشيء من الرحمة للمواطنين، فنحن عانينا كثيرا خلال السنوات الماضية وننتظر الفتح القريب".

صالح يرى أن سياسات الحكومة هي التي ستحدد المكاسب من رفع العقوبات
صالح يرى أن سياسات الحكومة هي التي ستحدد المكاسب من رفع العقوبات

وفي الاتجاه نفسه يبدي حسين صالح -موظف حكومي- ارتياحه الشديد لمجرد صدور قرار رفع العقوبات عن بلاده بغض النظر عن جدواه من عدمها. وقال "كنا في منطقة مغلقة والآن تم فتحها، وسنستنشق الهواء النقي إذا ما أحسنت حكومتنا قراءة الوضع".

ورأى صالح أن فاعلية القرار وجدواه تتوقف على ما يمكن أن تنجزه الحكومة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن توفر الإرادة ومعالجة جوانب القصور ستحسن الوضع المعيشي، "لكن إذا استمر الوضع على ما هو قائم ستبقى الضائقة المعيشية".

لكن صالح حذر من تكرار سيناريو الأشهر التسعة الماضية "حيث لم تستفد البلاد من تخفيف العقوبات".

وطالب الحكومة بتغيير كافة السياسات الماضية والسعي بكل السبل لتعويض المواطن الذي صبر لما يقرب من ثلاثين عاما دون أن يحظى بتنمية أو راحة رغم توفر مقومات الدولة المتطورة في السودان، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة