أحزاب عراقية سنية.. تشابه المضامين وتشتت الجهود

جانب من ساحة اعتصام الأنبار ويظهر المعتصمون وهم يستمعون لقادة الإعتصام
(
ناصر شديد-أربيل

انتقد معارضون عراقيون من السنة حالة التشرذم التي تعانيها أحزابهم ومشاريعهم، خاصة مع ازدياد أعدادها في الساحة. وعبّر سياسيون منخرطون في تأسيس مشاريع "لإنقاذ العراق والسنة"، عن استيائهم من حالة التفرق في الساحة السنية.

وقال عضو المكتب السياسي للمشروع العربي سيف عبد الواحد للجزيرة نت إن عدم وجود رؤية موحدة لأهل السنة منذ العام 2003 دليل على حالة التشظي التي تعيشها الأحزاب السنية. وأضاف "للأسف لم نجد جهة موحدة تستطيع التكلم باسم أهل السنة، فهناك ضياع في شعارات الأحزاب وفي تطبيق المشاريع".

‪الشمري: العرب سبب تشتت أهل السنة‬ (الجزيرة)
‪الشمري: العرب سبب تشتت أهل السنة‬ (الجزيرة)

بدوره ذهب رئيس تجمع القوى العراقية للإنقاذ ورفض التوسع الإيراني عبد الرزاق الشمري إلى اتهام بعض الدول العربية -دون أن يسميها- بالوقوف ضد توحد المشاريع السياسية السنية باعتبارها مساندة وداعمة مالية لهذه المشاريع.

وقال الشمري للجزيرة نت إن العرب هم سبب تشتت أهل السنة في العراق، فكل دولة لها مشروع خاص بها، وكل واحدة منها تسعى لأن ينجح مشروعها على حساب المشاريع الأخرى، "وكلنا خاسرون".

وأضاف أن الجميع يتحملون وزر عدم توحد القيادات السياسية وعدم توحد مشاريعها، فالاختلاف سبب رئيسي لضعف موقف المكون السني، حسب رأيه.

ولا يوجد في العراق تكتل سياسي يجمع القوى السنية كما هو الحال بالنسبة للقوى السياسية الشيعية التي تنخرط جميعها في إطار التحالف الوطني، ومهمته تنسيق سياسات وجهود هذه القوى، واتخاذ مواقف موحدة في معظم القضايا الأساسية، مع احتفاظ كل حزب أو تيار سياسي بداخله بخصوصيته التنظيمية.

وغالبا ما تتهم القوى السنية النظام السياسي الذي تهيمن عليه أحزاب التحالف الوطني بتهميشها واستهدافها، وقد أيدت هذه القوى اعتصامات شعبية كبيرة في المحافظات السنية مع نهاية عام 2012  تواصلت لأكثر من عام، طالبت بما اعتبرته حقوقا لأبناء هذه المحافظات، قبل أن تستخدم السلطات القوة لفضها مع مطلع العام 2014، من غير أن تنجح هذه الاعتصامات في توحيد القوى السياسية السنية. 

عبد الواحد: سنكون سعداء للتعاون مع أي جهة
عبد الواحد: سنكون سعداء للتعاون مع أي جهة

توافق واختلاف
وأظهرت الأحزاب والمشاريع السنية المعارضة برامج ومضامين متشابهة، مع فروق بسيطة في أغلب الأحيان، فجميعها متفق على الانخراط في العملية السياسية في بغداد بشروط تحفظ للمكون السني نسبة تمثيله الطبيعي في أي انتخابات قادمة، مع الابتعاد عن المحاصصة الطائفية التي أقرها الدستور العراقي.

وقال الشمري الذي يعد تجمعه غير عابر للطائفة "يمكن أن نشارك في العملية السياسية، لكن يجب أن تتغير هذه العملية بشكل جذري، ونسيان اعتبارنا أقلية سنية في البلاد، فالأسس التي نشأت عليها خاطئة". وأضاف أن "المحاصصة كامنة في كل شيء من تعيين الفراش (الخادم) إلى تعيين رئيس الوزراء".

أما عبد الواحد فأكد أن المشروع يهتم ببناء المجتمع العراقي عبر بناء المدارس والمراكز الصحية دون إغفال الجانب السياسي، وأضاف أنهم مستعدون للتفاهم مع أي طرح يسعى للتغيير، لكنهم لم يتلقوا طرحا من أي جهة تسعى لتغيير القوانين أو توعية الناس، سواء في الشأن السياسي أو الانتخابي أو حتى الاجتماعي، مضيفا "سنكون سعداء للتعاون مع أي جهة بعيدا عن المصالح الشخصية".

المصدر : الجزيرة