في ذكراها.. #ثورة_سوريا بين السلاح والمظاهرة
مع اقتراب ذكرى انطلاق الثورة السورية، تتصاعد التفاعلات والنقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي بالمنطقة العربية حول مآلات الثورة وأهدافها، حيث امتلأت مواقع تويتر وفيسبوك بآلاف التغريدات والكتابات التي ترصد وتحلل جوانب الثورة السورية، وتتعاهد على دعمها واستكمال مسيرتها.
تحوُل تلك الثورة من التظاهر السلمي إلى الاشتباك المسلح مع النظام، ثم تحول هذا الاشتباك المسلح إلى أشكال مؤدلجة من الفصائل والجماعات، كان هو الجانب الأبرز في تعليقات النخب السياسية على موقع تويتر، حيث اعتبر هذا التحول بالثورة السورية أهم ملامح الهزات التي لم تصب سوريا وحدها.
الجمعة القادمة توافق ذكرى الجمعة الأولى في الثورة، مطلوب من شباب وقادة الجيش الحر والفصائل عامة أن يشاركوا لتأكيد استمرارية الثورة وأصالتها
— أحمد أبازيد (@abazeid89) March 12, 2016
يرى فريق من المعلقين على تويتر أن ظهور جماعات العنف من رحم التشكيلات المسلحة الأولى في سوريا، لم يكن سوى رد فعل تلقائي ومتوقع تجاه تصاعد الصيغ الطائفية من قبل النظام العلوي وتدخل المليشيات الطائفية الإيرانية، والتي تتحرك على أسس عقدية ومذهبية في ربوع سوريا وعلى جبهات المواجهة مع الثورة.
ويذهب مغردون إلى أن بيئة العنف دوما تولد أفكارا على نفس وتيرة العنف الدائر، بينما تخلق بيئات التظاهر والمواجهات السلمية -وفق قولهم- مناخا أكثر اعتدالا وأكثر ابتعادا عن أيديولوجيات التشدد، حيث انعكس ذلك جليا في مناطق هدنة الفصائل مع النظام، بعد عودة المظاهرات الشعبية للميادين عقب اختفاء القصف الروسي نسبيا.
الذي حرر مناطق #سوريا شعبها بدمائه وأمواله وملايين الشهداء والمهجرين من أبنائه وليس الفصائل التي لولا ثورة الشعب السوري ما كان لها وجود أصلا
— أ.د. حاكم المطيري (@DrHAKEM) March 11, 2016
على الجانب الآخر، يرى مغردون أن السلاح في الثورة السورية كان ضرورة لا مفر منها، حيث لا تصلح المظاهرات وحدها لحسم الموقف مع نظام دموي وقاتل وفق قولهم، ما يدفع إلى كون نجاح التظاهر في أي ثورة سياسية مرهونا بتحييد السلاح، إلا أنه في الثورة السورية كان السلاح عنوانا لكل ردود فعل النظام وحلفائه لاحقا.
وفي سياق مغاير، استنكر مغردون وناشطون سوريون تعرض بعض الفصائل المسلحة للمظاهرات الشعبية في مناطق الهدنة، مؤكدين أن الشعب لم يثر على نظام قمعي لاستبداله بفصائل تقمعه هي الأخرى، وشددوا على ضرورة تفهم المسلحين للمظاهرات التي تزامنت مع ذكرى الثورة.
أي تعرض للمسيرات الجماهيرية في #سوريا من قبل أي طرف يستحق الإدانة. هذه ثورة شعب، وليست ثورة فصيل، والمسيرات جزء من النضال ضد الطاغية.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) March 11, 2016
على العالم أن يتواضع أمام الشعب السوري، الذي ما إن أتيحت له فرصة صغيرة حتى خرج اليوم في أكثر من خمسين تظاهرة، يرفع مطالب الثورة من جديد.
— Basheer Nafiبشيرنافع (@BasheerNafi) March 4, 2016