مئتا طفل بريف درعا يتلقّون التعليم بمخزن للأعلاف

عمر حوراني- ريف درعا

بعد أن عجزوا عن تأمين خيمة لتعليم الأطفال، اتخذ الكادر التدريسي في مخيم للنازحين السوريين قُرب بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي (جنوب سوريا) بناء معدا لتخزين الأعلاف مكاناً لتعليم أطفال المخيم، في ظل ظروفٍ مأساوية.

وبين كميات القش وأكياس العلف، وبناء متهالك، يتلقّى نحو مئتي طفل دون 12 سنة تعليمهم من كادر تدريسي متطوع مؤلف من معلّمين اثنين ومعلّمتين، يتناوبون خلال أيام الأسبوع على تعليم الأطفال، مؤكدين إصرارهم على منع انتشار الجهل بين الأطفال، رغم الصعوبات التي يواجهونها. 

يضطر تلاميذ المدرسة أحياناً للكتابة على دفاترهم باستلقائهم على الأرض أو الاستناد إلى الجدران (الجزيرة نت)
يضطر تلاميذ المدرسة أحياناً للكتابة على دفاترهم باستلقائهم على الأرض أو الاستناد إلى الجدران (الجزيرة نت)

كتب.. وأعلاف
يقول محمد زيد مدير مدرسة المناهل (مكان تخزين الأعلاف في بلدة المسيفرة شرق درعا) للجزيرة نت إن وجود عدد كبير من الأطفال دون تعليم في مخيم النازحين، وصعوبة وصولهم إلى مدارس البلدة المجاورة، دفعا مجموعة من المعلّمين والمعلّمات في المخيم إلى إنشاء مدرسة صغيرة لتعليم الأطفال الذين لم يتجاوزوا 12 سنة في هذا المخزن.

وأوضح محمد زيد أن المدرسة تفتقر للمقاعد الدراسية والوسائل التعليمية، حتى إنها تُعاني من عدم وجود مراحيض للأطفال، كما يضطر الأطفال للجلوس على الحجارة بدلاً من المقاعد، يضاف ذلك إلى المعاناة من البرد الشديد لعدم وجود أبواب ولا نوافذ للمكان.  

ويضطر تلاميذ المدرسة أحياناً إلى الكتابة على دفاترهم باستلقائهم على الأرض أو استنادهم على الجدران، ويجلس بعضهم على الأرض المليئة بالقش لعدم استواء سطح الحجارة التي يجلسون عليها.

‪المدرسة تفتقر للمقاعد الدراسية والوسائل التعليمية‬ (الجزيرة نت)
‪المدرسة تفتقر للمقاعد الدراسية والوسائل التعليمية‬ (الجزيرة نت)

 كُتب وخيمة
 وفي حديثنا مع الطفل جمال الفرج، الذي نزح مع عائلته من منطقة اللجاة (شمال شرق درعا) إلى مخيم المسيفرة، قال إنه كان يتلقّى التعليم مع رفاقه تحت أشجار الزيتون في المخيم، قبل أن يجد الكادر التدريسي مركز تخزين الأعلاف واختيار التدريس فيه، إلا أن المكان لا زال حتى الآن غير مؤهل لأن يكون مدرسة، كباقي المدارس التي عَهدوها سابقاً.  

وناشد جمال (تسع سنوات) كل من يستطيع المساعدة، بتقديم خيمة لتدريسه ورفاقه فيها، بدلاً من مركز تخزين الأعلاف، والنظر إلى ما يُعانيه الأطفال ومعلّموهم داخله، ويشير إلى أنه على الرغم من زيارة أشخاص عدة يعملون ضمن هيئات ومنظمات محلية، فإن هؤلاء اكتفوا بالوعود فقط لتقديم المساعدة للمدرسة.

يُذكر أن العديد من مدارس مخيمات النازحين المنتشرة في ريفي درعا والقنيطرة تُعاني من ظروف صعبة، أبرزها عدم وجود مكان ملائم للتعليم فيه، فضلاً عن نقص الكتب الدراسية والقرطاسية للأطفال، بينما يعيش المئات من الأطفال في جنوب سوريا دون تعليم لعدم وجود مدارس في مخيماتهم وقراهم التي تشهد أعمال عنف متواصلة، وتوقفت مدارسها عن العمل.

المصدر : الجزيرة