المحاصرون بريف دمشق يخشون التهجير

من آثار القصف على قدسيا والهامة خلال الحملة الأخيرة
من آثار القصف على بلدتي قدسيا والهامة (ناشطون)

سلافة جبور-دمشق

يخشى آلاف المحاصرين في محيط العاصمة السورية دمشق أن يكون التهجير مصيرهم مثل ما حدث مع أهالي داريا (غرب دمشق)، وحي الوعر في مدينة حمص.

وعبر أبو وليد -أحد سكان حي القابون المحاصر شرق العاصمة- عن الخوف الذي يعيشه سكان الحي منذ إبرام اتفاق التهجير القسري بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في داريا، مضيفا "إذا كان هذا مصير الجبهة الأقوى في غوطة دمشق الغربية، فماذا سيحل بنا؟"

ورأى أن حصول أمر مشابه في مناطق أخرى يمثل كابوساً للذين يرفضون الخروج من أرضهم ومنازلهم بأي شكل من الأشكال.

أما سالم -الذي يسكن في حي برزة المجاور للقابون- فقال إن حديث السكان اليومي بات عن التهجير والحافلات الخضراء التابعة للحكومة السورية، التي اعتادت نقل السكان خارج أحيائهم منذ تهجير سكان أحياء حمص القديمة عام 2014 وحتى اليوم.

ورغم الهدنة التي يعيشها حي برزة فإن استمرار اعتباره منطقة غير خاضعة لسيطرة النظام السوري بشكل كامل يترك سكانها في حال من عدم الاستقرار الدائم.

ولا تختلف حال السكان في المناطق المحاصرة غرب العاصمة عن تلك المحاصرة أو المهادنة شرقها، حيث تعيش بلدتا قدسيا والهامة تصعيدا عسكرياً منذ أيام، ويرى كثيرون أنه يهدف إلى إجبار الفصائل المعارضة على الخضوع لشروط النظام والخروج من المنطقة.

‪أهالي قدسيا والهامة يتظاهرون رفضا للتصعيد العسكري‬ (الجزيرة)
‪أهالي قدسيا والهامة يتظاهرون رفضا للتصعيد العسكري‬ (الجزيرة)

وحول طبيعة الأوضاع في قدسيا والهامة قال الناشط عبد الرحمن فتوح "إن المنطقة تشهد توترا أمنيا منذ أيام، تزايدت خلالها وتيرة القصف من قبل قوات النظام بصواريخ أرض-أرض المعروفة باسم صواريخ "الفيل"، علاوة على البراميل المتفجرة، ويتزامن ذلك مع اشتداد الحصار المفروض على المنطقة منذ أكثر من عام، مما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية والطبية".

وعن سبب التصعيد، قال الناشط فتوح "إن النظام خرق الهدنة المبرمة في قدسيا محاولا السيطرة على أبنية مرتفعة فيها، ورغم جهود لجان المصالحة وسعيها المستمر للتهدئة واقتراح مبادرة مصالحة بواسطة مفتي دمشق وريفها عندان الأفيوني، فإن ممثل وفد النظام هدد بهدم بناء جديد كل ساعة في حال عدم خضوع فصائل المعارضة وقبولها اتفاق التسوية".

وأكّد فتوح وجود تخوف كبير لدى الأهالي من حدوث إبادة جماعية بعد تهديد النظام بهدم المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، وهو ما دفع الوجهاء والناشطين للدعوة لاعتصامات ومظاهرات سلمية للمطالبة بوقف كافة الأعمال العسكرية، الأمر الذي شكّل ضغطا كبيرا على مقاتلي المعارضة للقبول بالتسوية.

إلا أن هذا القبول لم يلق استحسان وفود النظام التي تصرّ -بحسب فتوح- على خروج أسماء محددة من المقاتلين مع عائلاتهم باتجاه مدينة إدلب شمالا، وهو ما يؤكد مشروع النظام الهادف إلى تهجير كل من حمل السلاح في وجهه وإخراجه من أرضه ومنزله.

يذكر أن النظام السوري هجّر أواخر أغسطس/آب الماضي نحو ثمانية آلاف من مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية هم من بقي من سكان المدينة بعد أن حاصرها أربع سنوات.

وتوزع هؤلاء المهجرون بين إدلب شمالا وريف دمشق جنوباً، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أُجبر المئات من مقاتلي المعارضة على الخروج من حي الوعر بمدينة حمص (وسط البلاد) ليتجهوا كذلك شمالا.

المصدر : الجزيرة