الهبة الفلسطينية بعد عام.. أرقام ودلالات

الهبة الفلسطينية خلال عام مضى.. أرقام ودلالات
الجزيرة نت-الضفة الغربية

مع ختام عامها الأول، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين منذ انطلاق الهبة الشعبية في الأراضي المحتلة حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 250 شهيدا، 161 منهم أثناء تنفيذهم عمليات ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه.

وتشير الأرقام إلى أن 83 مواطنا استشهدوا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال على نقاط التماس، بينما توزعت الأرقام الأخرى على حوادث متفرقة كاعتداءات المستوطنين والإهمال الطبي المتعمد.

وبحسب إحصاءات خاصة بالعام الأول من الهبة الشعبية أعدها موقع "فلسطين نت"، فقد قتل 38 إسرائيلياً وجرح 751 آخرون خلال 485 عملية نفذها الفلسطينيون، جرت أغلبيتها العظمى داخل الضفة الغربية المحتلة.

وشهد تحرك الفلسطينيين منذ انطلاقه تفاوتا ملحوظا في العمل المقاوم الذي تبناه الشبان الفلسطينيون، حيث تركزت أغلبية العمليات في الثلث الأول من العام، قبل أن تهدأ وتيرتها لاحقا جراء الملاحقات الأمنية المكثفة من قبل قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية، لتعود العمليات للواجهة من جديد في أشهرها الأخيرة. 

‪عمليات الطعن‬ أدخلت
‪عمليات الطعن‬ أدخلت

أرقام ودلالات
وتشير الأرقام الإحصائية إلى أن الفلسطينيين نفذوا 269 عملية طعن، بعضها تم إحباطها قبل وقوعها، كما تم إطلاق النار تجاه قوات الاحتلال ومستوطنيه في 183 مرة، بينما كانت عمليات الدعس هي الأقل تنفيذا بواقع 33 عملية، تركزت في شهور الهبة الأولى.

ووقعت خلال عام الهبة هذا 6273 مواجهة مع قوات الاحتلال، تخللها إلقاء 1162 زجاجة حارقة وأجساما ناسفة، بينما سعت قوات الاحتلال بشكل حثيث لوأد الحراك الشعبي عبر الإعدامات الميدانية والاعتقالات التي شملت 7150 فلسطينيا.

يأتي ذلك بينما اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة 1182 مواطنا، بعضهم اعتقل على خلفية تنفيذ أو التخطيط لعمل مقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

‪وقعت خلال عام من الهبة 6273 مواجهة مع قوات الاحتلال‬ وقعت خلال عام من الهبة 6273 مواجهة مع قوات الاحتلال (رويترز)
‪وقعت خلال عام من الهبة 6273 مواجهة مع قوات الاحتلال‬ وقعت خلال عام من الهبة 6273 مواجهة مع قوات الاحتلال (رويترز)

مقاومة وخسائر
من جانبها، تؤكد الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر أن نسبة الخسائر في صفوف الاحتلال قياسا إلى عدد الشهداء الفلسطينيين نسبة معقولة، حيث لم يكن الفارق هائلاً كما كانت عليه الحال في الانتفاضتين السابقتين.

وتشير خاطر في حديث خاص للجزيرة نت إلى أن عمليات المقاومة خلال العام المنصرم ورغم كونها فردية ودون تخطيط في أغلبها؛ فقد سارت بمنحنى تصاعدي في الأشهر الأولى للهبة، ثم عادت للانخفاض في الأشهر اللاحقة، مشددة على أنها لم تنقطع، وإلى أن الفلسطينيين يُعلون من شأن المقاومة بانحيازهم لها حتى حين انحسار عملياتها.

وفي ما يتعلق بدور السلطة الفلسطينية في الهبة الشعبية، تقول خاطر إن السلطة في البداية غضت الطرف عن فعل الانتفاضة، خاصة أنماطها الشعبية، لكنها بقيت تلاحق سلاح المقاومة وتجهض أي محاولة تكتشفها لتنفيذ عملية، وفي ما بعد باتت تلاحق كل متعلقات الانتفاضة سواء أكانت فعلاً شعبيا أم مسلحا.

 الهبة الشعبية أفقدت إسرائيل قوة الردع (رويترز)
 الهبة الشعبية أفقدت إسرائيل قوة الردع (رويترز)

قدرة إسرائيل
من جهته، يرى مدير الأبحاث في مركز القدس عماد أبو عواد أن الهبة الشعبية أكدت أن مخابرات الاحتلال لا تملك قدرة مطلقة.

ونوه أبو عواد إلى أن دولة الاحتلال فقدت خلال الهبة الشعبية الفلسطينية قوة الردع، حيث لم تعد صورتها صاحبة الردع شبه المطلق كما كانت عليه في عقود مضت، كما فقد الجندي الإسرائيلي مكانته كمقاتل لا يقهر في ساحة المواجهة، وتابع "ولعلّ صورة الشاب الخليلي يحمل سكينا مطارداً جندياً مدججا بالسلاح خير دليل على ذلك".

وأشار أبو عواد إلى أنه بالرغم من أن الوسائل المستخدمة في الهبة الشعبية لم تصل إلى حد ما تخشاه إسرائيل من انتقال العمليات من دائرة السكين وإطلاق النار إلى تفجير الحافلات والمقاهي، فإن لها تأثيرات على كافة القطاعات في دولة الاحتلال، كمساحة الهلع التي أدت في العديد من الأحيان إلى إطلاق النار بالخطأ من قبل الجنود على بعضهم، والانعكاسات الاقتصادية التي تأثرت البورصة الإسرائيلية بسببها.

المصدر : الجزيرة