تبادل للأسرى بين النظام والمعارضة السورية

أثناء إخراج قوات النظام للمعتقلين من ريفي حماة وإدلب ووصولهم إلى مناطق سيطرة المعارضة سبتمبر 2015
معتقلون لدى النظام أثناء وصولهم لمناطق سيطرة المعارضة بعد صفقة تبادل للأسرى مع جبهة النصرة (الجزيرة)

أحمد العكلة-إدلب

نفذت المعارضة السورية المسلحة عملية تبادل للأسرى مع قوات النظام بمنطقة قلعة المضيق بريف حماة الغربي القريبة من القرى الموالية للنظام، وذلك بواسطة مؤسسة نداء الأسير.

وأطلقت قوات النظام سراح سبعة مدنيين بينهم رجال مسنون من ريفي إدلب وحماة مقابل إطلاق جبهة النصرة لسبعة مدنيين، ثلاثة منهم من الطائفة الشيعية وينحدرون من مدينة معرة مصرين قرب مدينة إدلب، وأربعة من الطائفة العلوية من بلدة اشتبرق قرب مدينة جسر الشغور التي سيطرت عليها المعارضة مؤخرا.

وأفاد أبو عبد الله، وهو أحد الرجال المسنين الذين أطلقهم النظام، إنه اعتقله أحد حواجز "الشبيحة" واقتيد إلى قرى سهل الغاب الموالية للنظام، مشيرا إلى أنه تعرض للتعذيب، مما أثر على صحته وأدى إلى مشاكل في النطق لديه.

وقال أبو عبد الله للجزيرة نت "قبل إخراجي بساعات قام أحد عناصر النظام بصب جام غضبه علي، حيث ضربني بعصا غليظة عدة مرات على كامل جسدي، مما سبب أضرارا في إحدى قدميّ، حتى إنني لم أعد أحس بها لساعات".

‪(الجزيرة)‬ مؤسسة نداء الأسير لعبت دورا مهما في صفقات تبادل الأسرى بين النظام والمعارضة
‪(الجزيرة)‬ مؤسسة نداء الأسير لعبت دورا مهما في صفقات تبادل الأسرى بين النظام والمعارضة

اهتمام
وأشرف على عملية التبادل مؤسسة نداء الأسير، وهي مؤسسة حديثة العهد تعنى بالصفقات مع قوات النظام والمعارضة المسلحة من كل الأطياف.

وتعد هذه العملية الأولى التي قامت بها المؤسسة بين جبهة النصرة أحد الفصائل المكونة لـجيش الفتح وقوات النظام.

وتسعى المؤسسة إلى رعاية مزيد من عمليات التبادل من أجل إخراج أكبر قدر من الأسرى في سجون النظام خاصة المسنين والنساء.

وقال أبو عمر، وهو مسؤول في مؤسسة نداء الأسير، إن هدف هذه المؤسسة هو الاهتمام بشؤون المعتقلين والأسرى وكفالة عوائلهم والاهتمام بأمورهم وهم داخل السجون، والعمل على إتمام صفقات بين قوات المعارضة بكل أطيافها وقوات النظام السوري.

وأضاف للجزيرة نت أن المؤسسة قامت بمعالجة أحد المعتقلين المرضى من الطائفة العلوية عند جبهة النصرة بقيمة مليون ليرة سورية (ما يعادل 3200 دولار)، على عكس ما يقوم به النظام من تعذيب المرضى المتواجدين عنده.

معاملة جيدة
واعتقلت قوات جيش الفتح عشرات المدنيين من الطائفة العلوية بعد سيطرتهم على بلدة اشتبرق الموالية للنظام قبل أشهر، والتي تقع قرب مدينة جسر الشغور، وذلك من أجل مبادلتهم مع الآلاف من المعتقلين القابعين في سجون النظام.

وقال أبو سليمان، وهو أحد المعتقلين من الطائفة العلوية قبل إطلاق سراحه بساعات للجزيرة نت، إن جيش النظام تركهم يواجهون مصيرهم بعد هروبه أمام تقدم المعارضة السورية، في حين عاملهم جيش الفتح بطريقة جيدة دون أن يتعرض لأي أحد منهم بالأذى.

وأضاف أبو سليمان أن النظام يتدخل خلال ساعات من أجل فك الأسرى الإيرانيين والمليشيات اللبنانية عند اعتقالهم من قبل المعارضة المسلحة، بينما يهمل أسرى الطائفة العلوية الذين يستخدمهم وقودا لحربه المستمرة منذ أربع سنوات، على حد تعبيره.

وأفرجت قوات النظام السوري في السابق عن 16 معتقلا بينهم عشر سيدات من مدينة أريحا، مقابل تسلم 25 معتقلا لدى جبهة النصرة كانت قد احتجزتهم بعد تسليم أنفسهم لها أثناء سيطرة جيش الفتح على مدينة جسر الشغور وبلدة اشتبرق ذات الأغلبية العلوية.

المصدر : الجزيرة