موجة حر تضرب اللاذقية وتفاقم معاناة السكان
عمر أبو خليل-ريف اللاذقية
ونقل ناشطون امتناع أعداد كبيرة من الموظفين وأصحاب المحلات عن الذهاب إلى عملهم، وأشارت معلومات مديرية الصحة إلى وصول عشرات الحالات إلى المشافي، أغلبها لمصابين بضيق تنفس وضربات شمس، وربو يفاقمه ارتفاع درجات الحرارة.
وهذه موجة الحر الثالثة التي تصيب اللاذقية خلال شهر، وتشير معلومات الأرصاد الجوية إلى أن الموجة الحالية مستمرة حتى العاشر من الشهر الجاري، وتتأثر بامتداد المنخفض الموسمي الهندي.
وفاقم ارتفاع درجات الحرارة من معاناة سكان اللاذقية، لأنها تتزامن مع انقطاع شبه مستمر للتيار الكهربائي، الذي حرمهم من استخدام مكيفات الهواء والمراوح.
وكانت وزارة الكهرباء بحكومة النظام قد أبلغت سكان المدينة أن تقنين الكهرباء سيزداد ليصل إلى النصف، حيث تصل الكهرباء ثلاث ساعات وتنقطع ثلاث ساعات بسبب نقص الطاقة في محطات التوليد.
وأكد نشطاء أن الوزارة لم تلتزم بمواعيدها، حيث توزع الكهرباء ساعتين وتقطعها أربع ساعات.
وأشار الناشط أحمد الرملي إلى أن ساعات القطع قد تصل إلى سبع ببعض الأحياء مقابل ساعة واحدة.
موالون ومعارضون
وكان رئيس حكومة النظام قد أشار في حديث صحفي إلى أن التقنين قد يصل إلى 18 ساعة يوميا ببعض مناطق البلاد، الأمر الذي تجسد كثيرا في أحياء اللاذقية.
وعبّر موالون ومعارضون عن غضبهم لعدم قدرة حكومة النظام على توفير الكهرباء في أصعب الأوقات، وشن بعضهم حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إيجاد حل فوري ومحاسبة المقصرين.
ودفعت موجة الحر كثيرين من سكان المدينة للتوجه إلى الشواطئ لتبريد أجسادهم، رغم انتشار قناديل البحر المؤذية التي تسببت في إصابة عشرات بالحساسية والأمراض الجلدية.
وأكد طبيب الإسعاف عقيل الحلبي -في حديث للجزيرة نت- أنه استقبل أكثر من مئة حالة تحسس سببها إصابات بقناديل البحر، وأنه تم نقل اثنتين منها للمشفى الوطني لخطورتها.
وأضاف "هرب المواطنون من موجة الحر ليقعوا في مشكلة ليست أقل أذى وضررا، "إن ضربة قوية من قنديل كبير قد تكون قاتلة، وهو ما لم يسجل حتى الآن".
وكانت صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية قد حذرت من خطورة موجة الحر المترافقة مع ارتفاع الرطوبة على صحة المدنيين لا سيما المرضى، كما نبهت لخطورة السباحة بمياه المتوسط في هذه الفترة بسبب اقتراب القناديل من الشاطئ.
وسجلت أيضا درجات حرارة غير مسبوقة بريف اللاذقية، حيث توجه سكان الريف الخاضع لسيطرة النظام إلى الغابات والجداول للتخفيف من أثرها.
لكن سكان الريف الخاضع لسيطرة المعارضة التزموا منازلهم بسبب انتشار الحرائق التي أشعلها النظام في غاباتهم، وخشية تكرار قصفها بالقنابل الحارقة في أي لحظة.
ووجه مركز الدفاع المدني في بداما بجبل الأكراد نداء للمواطنين بعدم مغادرة منازلهم ظهرا، والإكثار من تناول السوائل ومراقبة أطفالهم صحيا، ومراجعة المشافي الميدانية عند الشعور بالتعب خوفا من الإصابة بضربات الشمس.
وتزداد معاناة سكان جبلي الأكراد والتركمان في ظل موجة الحر لعدم وجود التيار الكهربائي أصلا، وعدم قدرتهم على توفير احتياجات مولدات الكهرباء الكبيرة التي تشغل المكيفات أو المراوح.
وأفاد فلاحون بتعرض ثمار التفاح للاحتراق بحرارة الشمس في كثير من البساتين، لا سيما أن الثمار باتت على وشك النضوج، مما يهدد دخل الفلاحين الرئيسي بريف اللاذقية.
وعبّر الفلاح جمعة السيد من جبل الأكراد عن حزنه لما آلت إليه أحوال الفلاحين من ضيق، وقال ساخرا "قصف وحرائق وفقر، تشريد ونزوح، فقط كان ينقصنا موجات حر قاتلة، ها هي قد وصلت، لله نشكو ضعفنا".