لماذا غاب القادة العرب عن تنصيب البشير؟

أداء البشير للقسم
الحكومة السودانية قللت من أثر غياب القادة العرب عن المشاركة في تنصيب البشير (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

أثار الغياب المفاجئ للرؤساء العرب ورؤساء حكومات الدول العربية، عن حفل تنصيب الرئيس السوداني عمر البشير عدة تساؤلات، خصوصا أنه جاء في ظل التقارب الذي بدا واضحا بين الخرطوم والدول العربية، في الآونة الأخيرة.
 
ولفت غياب جميع القادة العرب باستثناء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، انتباه كثير من المتابعين، خاصة في ظل مشاركة أفريقية اعتبرت مقبولة.

ورغم تبشير الخرطوم بحضور رؤساء وملوك دول عربية حفل التنصيب يوم الثلاثاء، اقتصرت المشاركة على رؤساء كل من مصر وتشاد وجيبوتي والصومال وجزر القمر وكينيا وزيمبابوي، إضافة لرئيس الوزراء الإثيوبي، ونائب رئيس دولة جنوب السودان.

وقللت الحكومة السودانية من أثر ذلك الغياب الجماعي، واعتبرته أمرا طبيعيا وظروفا غير مواتية ربما وقفت حائلا دون تلبية دعوتها للمشاركة في تنصيب البشير، الذي يجلس على سدة الحكم منذ أكثر من 26 عاما.

عبد العاطي: كل من غاب له عذره ومبرراته (الجزيرة)
عبد العاطي: كل من غاب له عذره ومبرراته (الجزيرة)

المعارضة تتصيد
واصطادت المعارضة ما أسمته أخطاء وعثرات الحكومة، للحديث عن عدم قدرة الأخيرة على التوافق مع المجتمع الدولي، رغم سعيها لذلك بالمشاركة في عاصفة الحزم، التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن.

وأشارت المعارضة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى ضعف الوجود الرئاسي العربي في عملية التنصيب، رغم توزيع النظام دعواته للرؤساء والملوك العرب منذ فترة طويلة.

لكن ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام السابق عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم، توقع أن تكون الظروف حالت دون حضور الرؤساء أو الملوك العرب، وزاد "أن لكل عذره ومبرراته".

واستبعد في تعليقه للجزيرة نت أي تأثير للغياب على مجمل العلاقات السودانية العربية، "لأن التمثيل قد أدى غرضه"، مضيفا "أنه لو لم يكن هناك اهتمام بالتنصيب لما أرسلوا أحدا".

وقال إن الغياب كان مقدرا عند الحكومة "وأعذارهم كانت مقبولة"، مشيرا إلى أن ذلك لن يمنع من تواصل العلاقات بين السودان والدول العربية في كل المجالات.

فانوس: القادة العرب أرسلوا ممثلين ولم يسجلوا غيابا (الجزيرة)
فانوس: القادة العرب أرسلوا ممثلين ولم يسجلوا غيابا (الجزيرة)

روح رياضية
أما الخبير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة، فرغم استبعاده حصول آثار سلبية بسبب الغياب العربي، اكتفى في تعليقه للجزيرة نت بالدعوة إلى "التعامل مع الأمر بروح رياضية، لأنه ليس كل من وجهت له الدعوة يجب أن يلبيها".

فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم صفوت فانوس أن القادة العرب قد أرسلوا من يمثلهم "ولم يسجلوا غيابا عن المناسبة"، مؤكدا أن عدم مشاركتهم شخصيا لن يكون مؤشرا على نوع العلاقة التي ستربط السودان بهذه الدول، "وبالتالي لن يؤثر عليها حاليا أو مستقبلا".

وقال للجزيرة نت إن حضور الرؤساء والملوك العرب للسودان عموما "ظلت تحكمه لحد بعيد ماهية المصلحة التي تجمعهم به، بمعنى ما مدى تأثيرها سلبا أو إيجابا على أمنهم القومي".

وعلل حضور ومشاركة الرئيس المصري بسبب تأثير السودان الواضح على أمن مصر القومي، متسائلا عن مدى تأثير السودان على أمن دول الخليج.

وأضاف أن السودان ليس مصدر غذاء أو تهديد لهذه الدول "وبالتالي فإن الحضور الأفريقي هو الأكثر أهمية بالنسبة له".

المصدر : الجزيرة