العزوف عن العربية يعكس تفاقم العنصرية بإسرائيل
وديع عواودة-حيفا
وعرض "معهد إسرائيل للديمقراطية" اليوم الأربعاء دراسة حول المدارس في إسرائيل، في مؤتمر خاص "بالتربية للديمقراطية" بمشاركة الجامعة المفتوحة في مدينة رعنانا.
وبينت الدراسة أن ستة آلاف طالب يهودي في الثانوية يدرسون العربية من أصل أربعمئة ألف، وهو يشكل ما نسبته 1.5% فقط من مجموع طلاب الثانوية لهذا العام، في مقابل ذلك كشفت الدراسة تأييد هؤلاء الطلاب جرائم الكراهية والعنصرية ضد العرب.
إهمال الديمقراطية
وتعكس الدراسة العنصرية المتفشية في إسرائيل، وتظهر أن 33% من مديري المدارس اليهودية المتدينة لا يرون حاجة لتعليم الديمقراطية لطلابهم، وأن 3% فقط من معلميها شاركوا في ورشات عمل لتدعيم الديمقراطية بمدارسهم.
ويعبّر أكثر من 50% من الطلاب اليهود عن انتمائهم لليمين، ويقول 30% منهم إنهم لا يستنكرون الاعتداءات العنصرية وجرائم الكراهية ضد العرب، بل لا يرون فيها أي مشكلة، كما يرفض نصف الطلاب اليهود تعلم اللغة العربية، أو التعليم المختلط مع العرب.
وحمّل استطلاع رأي أشرف عليه المعهد نفسه وزارة التعليم في إسرائيل مسؤولية تفشي الأفكار العنصرية لدى الشباب، حيث يعتقد أغلب مديري المدارس اليهودية أن الوزارة غير معنية بالتربية للديمقراطية.
من جانبه، اكتفى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين -الذي شارك في المؤتمر- بالتحذير من تجاهل ثقافة ولغة الآخر، واعتبر أن ذلك "خطر إستراتيجي يهدد الانسجام الاجتماعي المنشود داخل إسرائيل".
شهادة معلمة
وتؤكد معلمة يهودية للغة العربية من مدينة طبريا -فضلت عدم الكشف عن هويتها- أن وزارة التعليم في إسرائيل تستخف بتعليم اللغة العربية، موضحة أن الوزارة تكرس ساعات تعليمية قليلة جدا لتعليم العربية، وتبقي عليها موضعا اختياريا.
وأضافت في حديث للجزيرة نت أنه "لا تكاد توجد كلية لإعداد المعلمين اليهود تؤهّل لتعليم العربية"، مبدية استغرابها من استمرار الاستخفاف بالعربية "رغم الحاجة للتحدث بها بصفتها لغة الجيران، ولغة 17% من السكان، إضافة إلى كونها حاجة أمنية مهمة للاستخبارات والدبلوماسية".
على خلفية ذلك، قدم رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة مشروع قانون لإلزام الطلاب اليهود في المرحلة الثانوية بتعلم اللغة العربية.
وحمّل عودة -في حديث للجزيرة نت- وزارة التعليم في إسرائيل مسؤولية عزوف المدارس اليهودية عن تعليم لغة الضاد، موضحا أن المدارس اليهودية لا تعلّم اللغة والثقافة العربية، بينما يحرم الطلاب العرب من تعلم الثقافة الوطنية الفلسطينية.
وتتساءل عن عدم منح الطلاب العرب الحق في تعلم قصائد الشعراء محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، مثلما يتعلم نظراؤهم اليهود قصائد بيالك وتشارنحوبسكي.
رد الوزارة
وتتفق مع عودة عضو الكنيست زهافا غالؤون رئيسة حزب "ميرتس" المعارض، حيث تؤكد حيوية التربية في صياغة الإسرائيليين كمجتمع ديمقراطي منفتح ومتنور.
وشددت في يوم دراسي آخر حول "آفاق الشراكة العربية-اليهودية في البلاد"، نظمه معهد "جفعات حبيبة" على دور التربية، إلى جانب تكريس ميزانيات متساوية للجميع، في ظل تفشي العنصرية والعدوانية في إسرائيل.
ورغم تشككها، دعت وزيرة التعليم الجديدة المستوطنة نفتالي بينيت لتعديل مناهج التعليم وتضمينها تربية على قيم المساواة والتسامح واحترام الآخر وتعلم لغته، مشددة على أن العنصرية ضد العرب ثقافتهم ولغتهم هي نتاج سياسة رسمية ومنهجية.
من جهته، يصر مدير قسم اللغات في وزارة التعليم موشيه زعفراني أن الوزارة تدعم تعليم اللغة العربية، وتمنح المدارس اليهودية التي تدرسها دعما إضافيا ومحفزات مختلفة.
وقال في رد على سؤال الجزيرة نت إن الوزارة لا تستطيع فرض العربية لغة إجبارية ثانية بعد العبرية.