رمضان بحلب.. صوم على وقع العوز والخوف

مسن بعد قصف الطيران بيته بحي القاطرجي بحلب
الطيران الحربي استهدف منازل المدنيين في اليوم الثاني من رمضان (ناشطون)

عمر يوسف-حلب

لم يعد لدينا أحد في حلب.. أين سنذهب الآن؟ يتساءل الستيني زياد وهو يحمل حقائبه بصحبة عائلته عند ساعات الصباح الأولى، لأن الرحيل ليلا قد يعرضه للقصف.

الاشتباكات أصبحت على بعد أمتار قليلة من منزل الرجل، حيث تشهد أطراف حي الخالدية الذي يسكن فيه قتالا عنيفا بين مسلحي المعارضة السورية وقوات النظام.

تخرج أسر عديدة من منازلها على عجل، وتتجه نحو الأحياء الأكثر أمنا ريثما يُحسم الموقف العسكري.

وفي الأحياء البعيدة بعض الشيء عن الجبهات يحاول المدنيون التعايش مع واقع الحرب ما أمكنهم ذلك، ويقبلون على الأسواق لشراء حاجيات رمضان رغم الغلاء الفاحش.

الأهالي الذين استقبلوا رمضان الخامس منذ تفجر الصراع بسوريا يعيشون ظروفا صعبة يتوقع تدهورها نحو الأسوأ مع إعلان المعارضة المسلحة نيتها استكمال السيطرة على المدينة، مما ينذر باشتداد المعارك.

وبعيدا عن أجواء رمضان التي تعود عليها الحلبيون قبل اندلاع الصراع تشهد أحياء عديدة حالات نزوح كبير مع اقتراب أصوات القصف والقذائف.

السيدة هبة نزحت إلى بيت أهلها في حي الفرقان بعد أن تضرر منزلها نتيجة سقوط إحدى القذائف. وتقول للجزيرة نت إنها لن تعود لبيتها في الوقت الحالي، فهي تشعر بالخوف على طفلها الصغير الذي "يبكي طوال الليل نتيجة أصوات الرصاص".

ويروي عمر -وهو طالب بجامعة حلب- أنهم اعتادوا سماع أصوات القصف والرصاص، حتى في فترة الإفطار". ويضيف "لا نعلم متى تنتهي هذه الحرب، ربما رمضان القادم تكون حلب بخير".

‪بعض الأحياء الحلبية تحاول التعايش مع الحرب في خامس رمضان منذ تفجر الصراع‬ (الجزيرة نت)
‪بعض الأحياء الحلبية تحاول التعايش مع الحرب في خامس رمضان منذ تفجر الصراع‬ (الجزيرة نت)

ويسكن عامر في حي حلب الجديدة الذي تقترب منه قوات المعارضة بعد أن سيطرت على حي الراشدين المتاخم لمدخل المدينة الغربي.

ورغم أجواء هذه الحرب يقبل السكان على الأسواق المدمرة لشراء متطلبات الإفطار, لكن المائدة الحلبية لم تعد تحتفظ بتلونها بسبب الندرة والغلاء. ويلاحظ البائع أبو حمد أن القدرة الشرائية للناس ضعيفة جدا رغم حركة الزبائن.

ومع اقتراب آذان المغرب تزدحم الطرقات ويعلن الباعة المتجولون عن تخفيض أسعار بضائعهم لتشجيع المارة على الشراء خشية أن تبقى لديهم ولا يجدوا مكانا ملائما لحفظها في أجواء الصيف الحار.

وفي حلب لا يمكن للمرء التنبؤ بما قد يحدث حتى خلال الساعات القليلة القادمة، وثمة حالةً من الحزن لا تفارق وجوه الناس حتى وهم يستقبلون الشهر الكريم.

المصدر : الجزيرة