تفاقم أزمة لاجئي الروهينغا بجنوب شرق آسيا

قوات الأممن الماليزية ضاعفت من دورياتها للحيلولة دون دخول اللاجئين للمياه الإقليمية والببحث عن مهربي البشر
قوات الأمن الماليزية تضاعف من دورياتها للحؤول دون دخول اللاجئين المياه الإقليمية ولملاحقة مهربي البشر (الجزيرة)

سامر علاوي-كوالالمبور

دعا رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إلى تعاون دولي وإقليمي لحل مشكلة اللاجئين غير النظاميين التي وصفها بأنها قضية إنسانية، وأضاف بيان لعبد الرزاق أن بلاده لن تتساهل مع مهربي البشر، وأن مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية يتخذان إجراءات للتعامل مع الأزمة.

وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الماليزي بعد انتقادات وجهتها منظمات حقوقية دولية لبلاده ولدول أخرى جنوبي شرقي آسيا لرفضها استقبال قوارب اللاجئين العالقة في المياه المتداخلة بين هذه الدول.

وأفادت تقارير إعلامية بأن قاربا يقل مئات، يعتقد أنهم من عرقية الروهينغا المسلمة، تعطل في المياه الإقليمية التايلندية بعد أن رفضت ماليزيا استقباله، في وقت تم إنقاذ أكثر من 1200 لاجئ في ثلاث سفن رست على شواطئ جزيرة لانكاوي الماليزية مطلع الأسبوع الجاري.

وأكد لاجئون تم إنقاذهم أن آلافا آخرين يحاولون الوصول إلى ماليزيا وإندونيسيا، وقد طلب مجلس الأمن القومي الماليزي من قوات البحرية الماليزية مرافقة قوارب اللاجئين وإبعادها.

يعتقد أن أعدادا من اللاجئين لاذوا بغابات هربا من قبضة الشرطة مما تسبب في كارثة لهم في تايلند سابقا (الجزيرة)
يعتقد أن أعدادا من اللاجئين لاذوا بغابات هربا من قبضة الشرطة مما تسبب في كارثة لهم في تايلند سابقا (الجزيرة)

مسؤولية إقليمية
ودعت مفوضية حقوق الإنسان الماليزي الحكومة إلى التوقيع على اتفاقية جنيف لعام 1951 الخاصة باللاجئين والبرتوكول الملحق بها عام 1967، وقال رئيس المفوضية عزمي أكام إن عدم توقيع ماليزيا لا يعفيها من مسؤولياتها تجاه اللاجئين لأنها موقعة على اتفاقيات لرعاية الأطفال والنساء والمعاقين.

وأشار بيان المفوضية إلى أن وضع ماليزيا الدولي يضعها أمام مسؤوليات إنسانية وإقليمية ودولية لحل أزمة اللاجئين.

أما منظمة هيومن رايتس ووتش التي حملت ميانمار مسؤولية أزمة اللاجئين، فدعت دول جنوب آسيا إلى وقف سياسة "تقديم العون والإبعاد" التي قالت إن كلا من تايلند وإندونيسيا وماليزيا تنتهجها بحق اللاجئين الروهينغيين وغيرهم.

وقال مسؤول المنظمة في جنوب شرق آسيا فيل روبرتسون إن إبعاد اللاجئين في البحر بمثابة توقيع وثيقة إعدام بحقهم، مطالبا إندونيسيا وماليزيا وتايلند بالتوقف عن "لعبة" قذف اللاجئين كلٌ في ملعب الآخر.

قائد شرطة لانكاوي يعتبر اللاجئين تهديدا للسياحة لكنه يقول إن السلطات تقدم خدماتها للاجئين بحكم الأمر الواقع (الجزيرة)
قائد شرطة لانكاوي يعتبر اللاجئين تهديدا للسياحة لكنه يقول إن السلطات تقدم خدماتها للاجئين بحكم الأمر الواقع (الجزيرة)

الفرار في الأدغال
من ناحيته، أكد قائد شرطة جزيرة لانكاوي حارث كام بن عبد الله زيادة دوريات الشرطة وقوات البحرية والجوية لمنع ما وصفه بخرق المياه الإقليمية لماليزيا، وحذر في تصريحات للجزيرة نت من تعكير السياحة في لانكاوي، واستدرك أن الشرطة ستتعامل مع الأمر الواقع لدواع إنسانية إذا ما حط لاجئون على شواطئها.

وعن مصير اللاجئين، قال إنه يتم التعامل معهم وفق القوانين الماليزية، في إشارة إلى اعتقالهم بتهمة مخالفة قوانين الهجرة ودخول البلاد بطريقة غير قانونية.

وبحسب إفادات لاجئين روهينغيين فإن أعدادا من اللاجئين أجبروا على إخلاء قارب نقلهم من ميانمار، وتوقع صيادو سمك ماليزيون وجود نساء وأطفال فارين من الشرطة في غابات تقع بجزر غير مأهولة حول جزيرة لانكاوي، وهو ما يثير قلق السلطات الماليزية ومنظمات إنسانية على حد سواء بعد الكشف عن مقابر جماعية للاجئين في تايلند خلال الأيام القليلة الماضية.

ودعا مسؤولون في منظمات غير حكومية إلى وضع طواقم طبية وإنسانية في حالة تأهب لاستقبال اللاجئين الروهينغيين والبنغاليين على شواطئ الدول الثلاث، وقال الناشط في تحالف المنظمات الإنسانية الماليزية (مابيم) زعيم صدقي إن اللاجئين يصلون وهم في حالة يرثى لها من الناحية الصحية بعد أسابيع قضوها في البحر داخل قوارب مكتظة ودون طعام أو شراب أو دواء أو صرف صحي، فضلا عما يعانونه من معاملة سيئة أثناء رحلتهم الخطيرة.

المصدر : الجزيرة