التعرف على جثث أشخاص قضوا تحت التعذيب بدمشق

محققون دوليون في جرائم الحرب يكشفون عن آلاف من حالات التعذيب والقتل الممنهج داخل السجون السورية
جثث لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون نظام الأسد (الجزيرة/أرشيف)

تعرّف أهالي من مدينة الزبداني بريف دمشق على صور لجثث أبنائهم المعتقلين لدى السلطات السورية. وذلك بعد نشر صور مسربة للعديد من المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، وذلك وفق ما ذكرت شبكة سوريا مباشر المعارضة.

وذكرت جهات حقوقية أن صور القتلى تعود إلى معتقلين قضوا خلال التعذيب على يد قوات النظام بالفرع 215 التابع للأمن العسكري، والكائن في حي كفر سوسة بالعاصمة دمشق.

وقال المركز الإعلامي بمنطقة وادي بردى إن ناشطي الزبداني تمكنوا من التعرف على هوية ستة أشخاص قضوا تحت التعذيب في سجون قوات النظام، وهم من أبناء مدينة الزبداني، وذلك بعد التدقيق في الصور المسربة للقتلى.

وقد تبيّن لدى ناشطي الزبداني أن الصور تعود لكل من حسن المغربي، وفايز المويل (أبو شفيق) وجهاد الخوص، وعبد الهادي حمدان (أبو محمد ) وعلاء كنعان (أبو غازي) ومنير محمود الشمالي.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد كشفت عما وصفتها بأفظع أساليب التعذيب الوحشي المنهجي التي تمارس بالفرع 215 المعروفة بسرية المداهمة.

وأورد تقرير موسع للشبكة حمل عنوان "الهولوكوست السوري.. الفرع 215" أسماء السجانين والضباط المسؤولين عن الفرع، وشهادات بعض الناجين عن أهوال التعذيب التي تسببت بكثير من الوفيات بين المعتقلين.

ووثق تقرير الشبكة 65 شهادة لناجين من الذكور والإناث انتقى منها 11، وأشار إلى تغيير أسماء الشهود بناء على رغبتهم لدواعِ أمنية، كون كثيرين منهم ما زالوا داخل سوريا.

كما أورد التقرير الحقوقي تفاصيل عن موقع الفرع –الذي يحتوي على ما لا يقل عن 7500 معتقل- ومبانيه الواقعة في حي كفر سوسة.

وأفادت عدة شهادات لناجين من الاعتقال بالفرع 215 -للشبكة السورية- بحوادث يومية للموت بسبب التعذيب، تصل في بعض الأحيان إلى 25 حالة وفاة، مما يجعله الفرع صاحب المرتبة الأولى في حالات الموت بسبب التعذيب بين جميع الأفرع الأمنية بسوريا.

ويُعد ذلك الفرع من أقل الأفرع الأمنية التي ينجو منها المعتقل مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تدخله يوميا.

ويقول أحد الناجين للشبكة، عن مصير جثث المتوفين من السجناء، إن أحد المعتقلين القدامى أخبره بأن كل جثة تحمل رقما تسلسليا يلصق بمكان الجبهة "وقد أخبرني بأن الرقم قد فاق 3400 جثة، ثم ترحّل إلى مكان ومصير مجهول". كما تحدث عن الصور المسربة لجثامين معتقلين قضوا بسبب التعذيب.

المصدر : الجزيرة