مفاوضات النووي بمرحلة الحسم وظريف يطالب بالمرونة
تسابق إيران والقوى الست الزمن للتوصل لاتفاق إطار نووي، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن التقدم ليس كافيا في بعض النقاط، بينما أكد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أن على القوى الست إبداء المرونة، مشيرا إلى أن المفاوضات ستمتد لساعات الصباح.
وقال فابيوس للصحفيين لدى وصوله مدينة لوزان السويسرية "حققنا تقدما في نقاط معينة، لكن في نقاط أخرى لم يكن التقدم كافيا".
ويجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني مفاوضات في لوزان منذ عدة أيام للتوصل إلى اتفاق إطار بشأن برنامج إيران النووي بحلول الثلاثاء المقبل.
وانضم إليهما السبت فابيوس ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، كما وصلت أيضا مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
سباق مع الزمن
وقال ظريف في تعليق على موقع تويتر "في المفاوضات يتعين على الجانبين إظهار المرونة، فعلنا ذلك ونحن على استعداد لإبرام اتفاق جيد للجميع، ننتظر استعداد نظرائنا".
والتقى كيري مع فابيوس وشتاينماير لمناقشة العقبات المتبقية أمام إبرام الاتفاق، والتقى الوزيران الأوروبيان أيضا ظريف.
وقال ظريف بعد لقائه كلا منهما على حدة إن المفاوضات تتقدم، و"أعتقد أنه بإمكاننا إحراز التقدم اللازم للتمكن من حل كل القضايا وبدء صياغتها في نص سيصبح الاتفاق النهائي".
وقال كيري إنه يتوقع أن تمتد المفاوضات لوقت متأخر، بينما قال ظريف إن الاجتماعات ستمتد حتى الصباح.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في تعليق على موقع تويتر إنه تحدث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأنهما اتفقا على ضرورة حل القضية النووية.
كما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن كبير المفاوضين الروس سيرغي ريابكوف قوله إن "فرص التوصل إلى اتفاق تتجاوز 50%".
وأضاف "إذا فشلت المفاوضات، فلن يكون ذلك ذريعة لتغيير نظام التفاوض بأكمله، لقد راكمنا عملا كثيرا إلى درجة بات الفشل غير مسموح به"، مذكرا بأن الثلاثين من يونيو/حزيران هو مهلة التوصل إلى اتفاق نهائي.
وينتظر وصول وزيري الخارجية الصيني والروسي اليوم الأحد إلى لوزان للانضمام إلى المفاوضات، لكن حضور الوزير الروسي لم يتأكد رسميا.
تقارب بالمواقف
وقال المفاوض الإيراني بهروز كمالوندي تعليقا على المحادثات بين رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز إن المواقف تقاربت في ما يتصل بالمسائل التقنية.
وأوضح دبلوماسيون إيرانيون وغربيون أن رفع العقوبات ومسألة الأبحاث والتطوير في المجال النووي هما الموضوعان الرئيسيان اللذان ما زالا موضع خلاف.
وتطالب إيران برفع كل العقوبات الدولية، خاصة التدابير الأممية، في حين تعتبر الدول الغربية أن رفع العقوبات لا يمكن أن يكون إلا تدريجيا.
وتشدد طهران أيضا على حقها في القيام بأبحاث وتطويرها بهدف استخدام أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا وقدرة على تخصيب اليورانيوم في وقت لاحق.
ويعمل الجانبان للاتفاق على اتفاق إطار مبدئي بحلول نهاية مارس/آذار الحالي، يليه اتفاق شامل بحلول نهاية يونيو/حزيران المقبل، يتضمن كل التفاصيل الفنية بشأن الحدود التي ستضعها إيران على الأنشطة النووية الحساسة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
وإذا تم الاتفاق، فإن الوثيقة ستغطي نقاطا رئيسية لأي اتفاق نووي في المستقبل بين إيران والدول الست، مثل الحد الأقصى لعدد وأنواع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن لإيران تشغيلها، وحجم مخزون اليورانيوم الذي يمكنها الاحتفاظ به، وأنواع الأبحاث النووية والتنمية التي بوسعها القيام بها، وتفاصيل رفع العقوبات التي شلت اقتصاد إيران.
ومن بين النقاط الرئيسية التي يجري التفاوض بشأنها مدة الاتفاق المرتقب التي قال مسؤولون إنها لا بد أن تزيد على عشر سنوات.