دلالات تغييب المعارضة السورية عن قمة العرب

The seat for the Syrian Foreign minister remians empty during the Arab Foreign Ministers conference in the Egyptian Red Sea resort of Sharm al-Sheikh, 26 March 2015. According to reports Arab Foriegn Ministers are meeting for a consultative session ahead of the upcoming Arab League summit 28 and 29 March with the current focus on the ongoing unrest which has led to a coalition of five Isalmic States to begin airstrikes called operation 'Firmness Storm' on targets belonging to Houthi fighter, largely in Sana'a which has resulted in the deaths of some 25 civilians and 50 casualties, as Saudi Arabia, Morocco, and Egypt among others continue to support the regime of Abd-Rabbu Mansour Hadi, who has been forced to flee Yemen's southern port city of Aden where he had attempted to set up a new Government.
فراغ المقعد السوري في القمة العربية أثار استياء المعارضة السورية (غيتي)

دعاء عبد اللطيف-القاهرة

غُيِّب الائتلاف السوري المعارض عن تمثيل دولة سوريا في القمة العربية السادسة والعشرين التي اختتمت اليوم في شرم الشيخ بمصر، ليبقى علم "النظام السوري" مرفوعا بجوار مقعد خال في جلسات القمة.
 
ورغم إعلان نبيل العربي خلال تصريح إعلامي قبيل انعقاد القمة العربية أنه ستتم دعوة الائتلاف السوري المعارض ممثلا لسوريا في القمة، فإن المعارضة السورية استنكرت تغييبها عنها.
 
وأعرب الائتلاف السوري المعارض عن أسفه الشديد لعدم دعوته لحضور القمة العربية، معتبرا تجاهل دعوته تراجعا في موقف الجامعة العربية عن اعترافها بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.

ودعا الائتلاف -في بيان له- الجامعة العربية إلى عدم التفريط بحقوق الشعب السوري، وشدد على أن أي حل سياسي لا يحقق طموحات السوريين هو خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.

وأضاف البيان أن إعادة تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف وسحب الشرعية من نظام بشار الأسد هو الحد الأدنى من الدعم المطلوب.

بينما لم تنف أو تثبت الجامعة العربية أو السلطة المصرية تجاهل دعوة المعارضة السورية للقمة العربية، واكتفى السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بقوله قبيل افتتاح جلسات القمة "مقعد سورية سيبقى شاغرًا خلال القمة".

ويثير غياب التمثيل السوري تساؤلات حول مدى تغير موقف مصر -باعتبارها البلد المضيف للقمة- من الائتلاف المعارض، ومدى تقبل الدول العربية المؤيدة للائتلاف تجاهل دعوة المعارضة السورية.

هيثم المالح: مصر مسؤولة عن غياب المعارضة عن القمة(الجزيرة)
هيثم المالح: مصر مسؤولة عن غياب المعارضة عن القمة(الجزيرة)

ليهنؤوا بالمقعد
بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "إنه من المؤسف أن يستثنى الائتلاف من اجتماعات الجامعة العربية للمرة الثانية بعد استلامه مقعد سوريا كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري".

كما انتقد عضو الائتلاف أحمد رمضان، على تويتر، رفع علم نظام بشار الأسد بجوار مقعد سوريا في القمة العربية بدلا من علم الثورة السورية.

من جهته، قال الدكتور هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض، إن الائتلاف أرسل مذكرة لوزارة الخارجية المصرية والجامعة العربية، يعرب فيها عن استعداده للمشاركة بالقمة مع تسمية الوفد الذي سيشارك.

وأضاف للجزيرة نت أن الخارجية المصرية والجامعة العربية لم يردا على طلب الائتلاف، متجاهلين قرارات مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الثالث من مارس/آذار 2013، الذي اعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وحمّل المالح مسؤولية غياب الائتلاف عن القمة للدولة المضيفة مصر، باعتبارها مكلفة بدعوة الدول الأعضاء للحضور. وذهب إلى تفسير الموقف المصري بقوله "قد يكون عبد الفتاح السيسي يميل حتى الآن إلى بشار الأسد".

وعن تداعيات تجاهل تمثيل الائتلاف، رأى عضو الائتلاف المعارض أن منها إضعاف الثورة السورية، وزيادة أسهم نظام الأسد. ووصف الدعوة لحل سلمي في سوريا بالخرافة التي تتبناها بعض الدول العربية ومنها مصر. واختتم حديثه قائلا، "إذا كانوا يرتاحون بغيابنا عن القمة فليهنؤوا بمقعد سوريا".

وكانت الأزمة السورية حاضرة خلال الجلسات القمة العربية، فشهدت كلمات القادة العرب والبيان الختامي للقمة إدانة للعنف الدائر على أرض سوريا.

مختار غباشي: تغييب المعارضة يطرح تساؤلا عن إمكانية الحوار بين العرب ودمشق(الجزيرة)
مختار غباشي: تغييب المعارضة يطرح تساؤلا عن إمكانية الحوار بين العرب ودمشق(الجزيرة)

الحوار مع الأسد
بدوره رأى رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية مختار غباشي، في غياب الائتلاف السوري المعارض مسألة شائكة، وتطرح تساؤل مهما حول مدى إمكانية فتح حوار بين العرب ونظام الأسد.

ورجح غباشي للجزيرة نت أن "غياب المعارضة قد يكون إشارة عربية بضرورة الحوار مع نظام الأسد، بعدما برزت قضايا أكثر إلحاحا على الساحة السياسية، كأزمة اليمن لدرء فتح جبهات عدة في وقت واحد".

وربط غباشي بين تجاهل مصر دعوة المعارضة السورية وموقف الإدارة المصرية المؤيد لحل سياسي قائم على حوار بين الأطراف المتصارعة، وهو ما ترفضه المعارضة.

وكان الائتلاف السوري المعارض قد مُثل خلال القمة الرابعة والعشرين بالدوحة في مارس/آذار 2013، حيث ألقي رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب كلمة أمام القادة العرب.

وفي قمة الكويت 2014 سمح لرئيس الائتلاف بالحضور دون الجلوس على مقعد سوريا وإلقاء خطاب، وكانت كل من مصر والجزائر اعترضتا على تمثيل المعارضة السورية في قمة الكويت.

المصدر : الجزيرة