دلالات تغييب المعارضة السورية عن قمة العرب
دعاء عبد اللطيف-القاهرة
ودعا الائتلاف -في بيان له- الجامعة العربية إلى عدم التفريط بحقوق الشعب السوري، وشدد على أن أي حل سياسي لا يحقق طموحات السوريين هو خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.
وأضاف البيان أن إعادة تسليم مقعد الجامعة العربية للائتلاف وسحب الشرعية من نظام بشار الأسد هو الحد الأدنى من الدعم المطلوب.
بينما لم تنف أو تثبت الجامعة العربية أو السلطة المصرية تجاهل دعوة المعارضة السورية للقمة العربية، واكتفى السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بقوله قبيل افتتاح جلسات القمة "مقعد سورية سيبقى شاغرًا خلال القمة".
ويثير غياب التمثيل السوري تساؤلات حول مدى تغير موقف مصر -باعتبارها البلد المضيف للقمة- من الائتلاف المعارض، ومدى تقبل الدول العربية المؤيدة للائتلاف تجاهل دعوة المعارضة السورية.
ليهنؤوا بالمقعد
بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، "إنه من المؤسف أن يستثنى الائتلاف من اجتماعات الجامعة العربية للمرة الثانية بعد استلامه مقعد سوريا كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري".
كما انتقد عضو الائتلاف أحمد رمضان، على تويتر، رفع علم نظام بشار الأسد بجوار مقعد سوريا في القمة العربية بدلا من علم الثورة السورية.
من جهته، قال الدكتور هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض، إن الائتلاف أرسل مذكرة لوزارة الخارجية المصرية والجامعة العربية، يعرب فيها عن استعداده للمشاركة بالقمة مع تسمية الوفد الذي سيشارك.
وأضاف للجزيرة نت أن الخارجية المصرية والجامعة العربية لم يردا على طلب الائتلاف، متجاهلين قرارات مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الثالث من مارس/آذار 2013، الذي اعترف بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري.
وحمّل المالح مسؤولية غياب الائتلاف عن القمة للدولة المضيفة مصر، باعتبارها مكلفة بدعوة الدول الأعضاء للحضور. وذهب إلى تفسير الموقف المصري بقوله "قد يكون عبد الفتاح السيسي يميل حتى الآن إلى بشار الأسد".
وعن تداعيات تجاهل تمثيل الائتلاف، رأى عضو الائتلاف المعارض أن منها إضعاف الثورة السورية، وزيادة أسهم نظام الأسد. ووصف الدعوة لحل سلمي في سوريا بالخرافة التي تتبناها بعض الدول العربية ومنها مصر. واختتم حديثه قائلا، "إذا كانوا يرتاحون بغيابنا عن القمة فليهنؤوا بمقعد سوريا".
وكانت الأزمة السورية حاضرة خلال الجلسات القمة العربية، فشهدت كلمات القادة العرب والبيان الختامي للقمة إدانة للعنف الدائر على أرض سوريا.
الحوار مع الأسد
بدوره رأى رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية مختار غباشي، في غياب الائتلاف السوري المعارض مسألة شائكة، وتطرح تساؤل مهما حول مدى إمكانية فتح حوار بين العرب ونظام الأسد.
ورجح غباشي للجزيرة نت أن "غياب المعارضة قد يكون إشارة عربية بضرورة الحوار مع نظام الأسد، بعدما برزت قضايا أكثر إلحاحا على الساحة السياسية، كأزمة اليمن لدرء فتح جبهات عدة في وقت واحد".
وربط غباشي بين تجاهل مصر دعوة المعارضة السورية وموقف الإدارة المصرية المؤيد لحل سياسي قائم على حوار بين الأطراف المتصارعة، وهو ما ترفضه المعارضة.
وكان الائتلاف السوري المعارض قد مُثل خلال القمة الرابعة والعشرين بالدوحة في مارس/آذار 2013، حيث ألقي رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب كلمة أمام القادة العرب.
وفي قمة الكويت 2014 سمح لرئيس الائتلاف بالحضور دون الجلوس على مقعد سوريا وإلقاء خطاب، وكانت كل من مصر والجزائر اعترضتا على تمثيل المعارضة السورية في قمة الكويت.