مقتل "شيخ الجبل" لغز اللاذقية السهل

محمد توفيق ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد والملقب بشيخ الجبل
شاهد من اللاذقية استمع لأصوات الطلقات التي أردت محمد توفيق الأسد (ناشطون)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

بمجرد تأكيد خبر مقتل محمد توفيق الأسد (51 عاما) ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، انشغلت صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالبحث في كيفية مقتل الرجل المشهور بلقب "شيخ الجبل"، حيث ذهبت التخمينات في كل اتجاه.

ورغم ادعاء آل الأسد والصفحات الموالية أن مقتل شيخ الجبل كان في معارك قرية دورين بجبل الأكراد في ريف اللاذقية، فإن عددا من الصفحات ذكرت أنه قتل في مدينة القرداحة في ظروف غامضة، في وقت ساد المدينة جو من التوتر والترقب وانتشرت مليشيات "الدفاع الوطني" في الشوارع هناك، مما جعل المتابعين يستبعدون مقتله في معارك دورين.

لكن أبو حيدر كنعان -وهو مساعد أول متقاعد من سكان مدينة القرداحة- أكد أن القتيل سقط بعدة طلقات نارية أصابته في الرأس والصدر، أطلقها عدد من الشباب داخل القرداحة "تنوعت لهجتهم بين لبنانية ولهجة أبناء القرداحة".

وقال كنعان في حديثه للجزيرة نت "مساء يوم الجمعة الماضي كنت في منزل أحد الأقارب عند المدخل الجنوبي للمدينة، وسمعنا عددا من الطلقات النارية، وعبرت سيارة دفع رباعي الشارع المجاور بسرعة كبيرة، وعلى مسافة قريبة، تجمع بعض الشباب وسمعت أحدهم يقول: أتوا لمساعدتنا أم لقتلنا؟".

وأضاف "أغلقت الطرقات، ومُنعنا من الاقتراب، وفهمت من جملة ما سمعت أن شيخ الجبل قتل على أيدي مجموعة من اللبنانيين، ولكن كان لافتا أن أحد الحاضرين اتهم شبابا في المدينة بمساعدة القتلة، وأنه لولا مساعدتهم لما تمكنوا من قتله".

ولم يقدم كنعان تفاصيل إضافية، حيث كان شديد القلق والخوف، وتردد كثيرا قبل الموافقة على التحدث للجزيرة نت، وطلب عدم التحديد الدقيق للمكان الذي جرت فيه الحادثة، خوفا من الوصول إليه أو لقريبه.

محمد الساحلي:
النظام هو من قام بتصفيته على أيدي عناصر من حزب الله، على خلفية تمرده على أوامر العائلة والتصرف بفردية مفرطة، ومحاولته ملء الفراغ الذي أحدثه مقتل هلال الأسد، كما نقل عنه قوله في أكثر من مناسبة إنه رئيس جمهورية اللاذقية

فتش عن النظام
ويرجح الناشط الإعلامي محمد الساحلي أن يكون النظام "هو من قام بتصفيته على أيدي مسلحين لبنانيين، على خلفية تمرده على أوامر العائلة والتصرف بفردية مفرطة، ومحاولته ملء الفراغ الذي أحدثه مقتل هلال الأسد، كما نقل عنه قوله في أكثر من مناسبة، إنه رئيس جمهورية اللاذقية".

ويضيف الناشط "قاد توفيق تشكيلا كبيرا من الشبيحة، كما استأجر مرتزقة من لبنان وأفغانستان من أصحاب الخبرة الطويلة في الاغتيالات، والنظام اخترق مجموعته وصفاه خوفا من تماديه على سلطة بشار وشقيقه ماهر".

وفي السياق ذاته رجح معارض من الطائفة العلوية مقيم في مدينة أنطاكيا التركية، أن تكون الخلافات بين العائلات العلوية في القرداحة سببا في مقتل محمد الأسد. وذكّر بالشجار الذي وقع بين شيخ الجبل ومجموعة من شباب ينتمون إلى عائلة آل الخير العريقة، وأصيب على إثره بجروح بليغة، "وليس مستبعدا أن يأتي مقتله في هذا السياق".

ووصفت صفحات التواصل الاجتماعي المعارضة شيخ الجبل بأنه "واحد من أخطر وأكثر الشبيحة إجراما"، واعتبرت إحداها مقتله "بداية الفرج، لا سيما أنه أتى متزامنا مع دخول الثورة السورية عامها الخامس".

وعرف شيخ الجبل بأنه أحد أباطرة تهريب الدخان والمخدرات والسلاح، كما أنه كان مولعا بالتنقيب عن الآثار وتهريبها إلى الدول الأوروبية. وسبق له أن اختطف طفلة في الصف الحادي عشر من مدينة اللاذقية عام 1988 واغتصبها مع مجموعة من عناصره حتى الموت.

وتقدر ثروته بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، ولم يسجل اشتراكه في معارك النظام ضد الجيش الحر، حيث تفرغ مع التشكيل الذي أنشأه لتنفيذ الاغتيالات واختطاف النساء والأثرياء من كل الطوائف ومن ثم ابتزاز ذويهم ماديا لإطلاق سراحهم، حسبما يقول معارضون من مدينة اللاذقية.

يذكر أن "الأسرة الحاكمة" في سوريا فقدت عددا من أفرادها في ظروف مشابهة، بينهم آصف شوكت زوج بشرى الأسد شقيقة بشار، وهلال الأسد أحد أهم المقربين من الرئيس وأكثرهم سطوة.

المصدر : الجزيرة