الحوثيون يقصفون أحياء تعز بعنف ويشددون حصارها

أفاد مراسل الجزيرة في تعز بأن مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح قصفت بعنف أحياء تعز جنوبي اليمن، وذلك في وقت اندلعت فيه اشتباكات متقطعة في المدينة رغم إعلان الحوثيين وقف إطلاق النار ابتداء من اليوم، حيث يواصلون هم وحلفاؤهم حصار تعز من جميع مداخلها.

وتفرض المليشيات الحوثية إجراءات أمنية مشددة على نقل المواد الغذائية وتحركات الأهالي من تعز وإليها. وقال مراسل الجزيرة حمدي البكاري إنه لا يوجد أي دليل على توقف لإطلاق النار، وأضاف أن المعارك تشتد في المناطق الريفية مثل القبة وجبهة صبر المسراخ، مشيرا إلى أن الحالة الإنسانية في تعز تتفاقم مع تشديد الحوثيين حصارهم على المدينة.

وكان الحوثيون أعلنوا وقفا لإطلاق النار بدأ منتصف الليلة الماضية قبيل محادثات جنيف الخاصة باليمن غدا الثلاثاء، لكنهم خرقوا الهدنة حينما عاودوا القصف.

وقد أعلنت المقاومة الشعبية اليمنية في تعز إحرازها تقدما جديدا في عدد من جبهات القتال رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ الساعات الأولى من نهار اليوم، بعدما خرق الحوثيون الهدنة.

وفي هذا السياق أعلنت قوات التحالف العربي مقتل قائد القوات الخاصة السعودية وأحد ضباط القوات الإماراتية فجر اليوم الاثنين، بفعل صاروخ أطلقه الحوثيون في خرق لوقف إطلاق النار.

وقالت قوات التحالف في بيان إن قائد القوات الخاصة السعودية العقيد الركن عبد الله بن محمد السهيان والضابط في القوات الإماراتية سلطان بن محمد علي الكتبي قتلا أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز ضمن عملية "إعادة الأمل" في اليمن.

وقال مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت إن الحوثيين أطلقوا الصاروخ فجر اليوم على أحد المعسكرات القريبة من عدن، أي بعد سريان الهدنة التي أعلنها الحوثيون قبيل محادثات جنيف.

وأشار ثابت إلى أن طائرات التحالف توقفت عن عملياتها عند منتصف الليل، ثم استأنفتها بعد هجوم الحوثيين الذي أودى بحياة الضابطين السعودي والإماراتي.

تدهور بالخدمات
وتعاني مدينة تعز من تدهور في االخدمات الإنسانية والصحية فقد بدأت مستشفيات المدينة بالخروج تدريجياً عن الخدمة، والتوقف عن استقبال جرحى الحرب، جراء نفاذ شحنات الأكسجين وحصار الحوثيين للمدينة.

وقال أطباء في المدينة أمس الأحد إنه عقب توقف مستشفى الروضة الخاص عن استقبال أي حالات جراحية، بات مستشفى الثورة الحكومي الأكبر في المدينة، ومستشفى الصفوة الخاص الذي بجانبه، مهددين بالتوقف خلال الساعات المقبلة.

ونقلت وكالة الأناضول عن المدير العام لمستشفى الروضة الدكتور سهيل الذبحاني أن مستشفاه الذي كان يستقبل عشرات المدنيين ومقاتلي المقاومة الشعبية بشكل يومي منذ اندلاع الحرب، اكتفى بعمل إسعافات أولية للحالات الوافدة وتحويلها إلى مستشفى الثورة.

ووفقا للذبحاني فقد عجزت المنظمات الإنسانية -ومنها "أطباء بلا حدود"- التي كانت تعمل بالمستشفى خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عن إيصال الأكسجين الذي يحتجزه الحوثيون في منافذ المدينة.

ويتزامن الانهيار الحاد للخدمات الصحية في مدينة تعز مع تصاعد المعارك بين المقاومة الشعبية والحوثيين في عدد من جبهات القتال، وتواصل سقوط جرحى مدنيين بقذائف حوثية رغم الإعلان عن الهدنة.

وتسببت الحرب والحصار الذي يفرضه الحوثيون وقوات صالح على جميع منافذ مدينة تعز، في خروج 16 مستشفى من أصل 20 عن الخدمة جراء انعدام المواد الطبية والمشتقات النفطية، مع انقطاع التيار الكهربائي منذ أبريل/نيسان الماضي.

واتهمت منظمات دولية في وقت سابق -ومنها الصليب الأحمر ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- الحوثيين بمنع دخول الإمدادات الطبية وأدوية هامة لإنقاذ الأرواح، إلى مستشفى الثورة الذي يعالج جرحى الحرب.

المصدر : الجزيرة + وكالات