مظاهرة أميركية ترحب باللاجئين بعد حملة مضادة

تظاهرة بمدينة هارتفورد بولاية ولاية كونيتيكت دعما لحاكم الولاية استقبال اللاجئين السوريين
عضو نقابة المحامين الوطنية في كونيتيكت بيتر جوسلين يطالب أثناء المظاهرة بأن تتحمل الولايات المتحدة مسؤولياتها (الجزيرة نت)

مي ملكاوي-كونيتيكت

خرجت مظاهرة في مدينة هارتفورد بولاية كونيتيكت الأميركية الأحد دعما لقرار حاكم الولاية دانيل مالوي استعداده لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين، ورفعت شعار "اللاجئون مُرحبٌ بهم هنا"، وذلك ردا على حملة في مواقع التواصل بعنوان "لا للاجئين السوريين في أميركا".

وعبر المتظاهرون الذين جاؤوا من مختلف مدن الولاية إلى مبنى الكابيتول بالمدينة، عن ترحيبهم باللاجئين واستعدادهم لاستقبال المزيد منهم ولجمع مساعدات عينية ومادية للذين وصلوا الولاية عبر منظمة دمج اللاجئين وخدمة المهاجرين "آيرس".

وصرحت دومينكا كرزبكو -وهي إحدى منظمات المظاهرة وعضوة حزب الاشتراكية والتحرير وتحالف "آنسار" ضد الحرب والعنصرية- في حديث للجزيرة نت، بأن هذه الفعالية قالت نعم للاجئين السوريين وحظيت بمشاركة فاقت التوقعات.

ودعت كرزبكو الأميركيين إلى الخروج في كل الولايات للمطالبة باستقبال اللاجئين، فالحكومة -بحسب كلامها- لن تتحرك دون قوة الشعب، مضيفة أن "الإرهاب الذي يدّعي الجمهوريون أنه سيأتي مع اللاجئين هو ما يقوم به بعض المتطرفين هنا في أميركا تجاه المسلمين ومساجدهم وتخويفهم وهم مواطنون في هذه البلاد منذ عقود".

وقالت إيميلي أيوبي -المشاركة في المظاهرة- للجزيرة نت إنها وجدت إعلان الفعالية على الفيسبوك فقررت المجيء لإظهار دعمها وترحيبها باللاجئين السوريين، وقالت "نحن مجتمع يفتح ذراعيه لهم وسنساعدهم بكل ما نستطيع، وأعتقد أن على الحكومة أن تنفذ ما يريده الشعب، فهذا هو ما بنيت عليه الولايات المتحدة".

تحمل الإخفاق
ورأى عضو نقابة المحامين الوطنية في كونيتيكت بيتر جوسلين إن الولايات المتحدة لعبت دوراُ أساسيا في الإخفاق الذي حصل في سوريا وفي منطقة الشرق الأوسط، ولهذا فعليها أن تتحمل مسؤوليتها باستقبال مزيد من اللاجئين، مؤكداً أن هذه المظاهرة تأكيد على أن غالبية الشعب الأميركي لا يمانع بوجود اللاجئين بل ويرحب بهم.

‪مُنجي الداودي: موقف الكونغرس‬  (الجزيرة نت)
‪مُنجي الداودي: موقف الكونغرس‬ (الجزيرة نت)

بدوره أكد عضو مكتب مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير9 بولاية كونيتيكت مُنجي الداودي للجزيرة نت، أن أعداداً كبيرة من الأميركيين من كل الأديان والتوجهات جاؤوا لمساندة حاكم الولاية لفتحه الباب أمام اللاجئين والترحيب بهم.

وأوضح الداودي أن قرار الكونغرس رفض قانون اللاجئين بعد تفجيرات باريس ليس نهائيا، رغم أن الإجماع كان بأغلبية ساحقة من الجمهوريين و47 من الديمقراطيين بينهم ممثلان عن ولاية كونيتيكت، مضيفاً "نحن عازمون على جعل هذين العضوين يغيران رأيهما للوقوف مع الرئيس باراك أوباما إذا قرر أن يستخدم حق الفيتو في قراره استقبال اللاجئين".

وشرح رئيس منظمة "آيرس" كريس جورج للجزيرة نت أن ولاية كونيتيكت استقبلت منذ أقل من عام 12 عائلة سورية، منها ست عائلات في منطقة نيوهافن وحدها، وأثنى على قرار حاكم الولاية استقبال اللاجئين من الولايات الأخرى، بعد رفض حاكم ولاية إنديانا باستقبال عائلة لاجئة استقبلتها كونيتيكت.

واعتبر جورج أن قرار الإدارة الأميركية استقبال عشرة آلاف لاجئ عام 2016 يعتبر قليلا جدا وبالإمكان مضاعفته مرات ومرات، وقال إن اللاجئين السوريين يتعرضون لمأساة هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وأكد أن ولاية كونيتيكت تستطيع استقبال آلاف اللاجئين، إذا كانت الدولة غير قادرة على ذلك.

وجاءت المظاهرة عقب قرار إجماع الجمهوريين برفض قانون اللاجئين الذي أقره أوباما لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري عام 2016، بعد جدل واسع في الأوساط الحكومية والشعبية، وخاصة بعد تفجيرات باريس بحجة احتمال تسرب إرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية من بين اللاجئين السوريين، بينما أعلنت 26 ولاية أخرى رفضها استقبال اللاجئين.

المصدر : الجزيرة