بدء الحداد الوطني في فرنسا
بدأ الأحد في فرنسا الحداد الوطني الذي يستمر ثلاثة أيام على ضحايا هجمات باريس، ونزل آلاف الفرنسيين إلى الشوارع والساحات العامة في عدد من المدن للتعبير عن التضامن، بالرغم من حالة الطوارئ التي فرضتها السلطات.
وتجمع الآلاف في ساحة الجمهورية وحملوا الشموع والزهور تعبيرا عن تعاطفهم مع الضحايا.
لكن حالة من الذعر حدثت في الساحة مساء الأحد، حيث فرّ المئات منها بشكل مفاجئ، وقال بعضهم إنهم اعتقدوا أنهم سمعوا إطلاق نار، لكن الشرطة قالت في وقت لاحق إنه إنذار كاذب على الأرجح، ليعود بعدها الهدوء تدريجيا.
وسادت حالة من الذعر أيضا وسط حشود وقفت أمام حانة تعرضت للهجوم مساء الجمعة، لكن مسؤولا بالشرطة قال إنه كان إنذارا كاذبا أيضا.
ومن المتوقع أن تعود مظاهر الحياة إلى طبيعتها، حيث أعلنت وزارة الثقافة الفرنسية أن المتاحف والمسارح وكل المؤسسات الثقافية العامة الأخرى في باريس ومنطقتها ستعاود فتح أبوابها الاثنين بعد ساعة من دقيقة صمت سيجري التزامها في كل أنحاء فرنسا ظهر الاثنين.
احتمال تمديد الطوارئ
من ناحية أخرى، أبلغ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد مسؤولين برلمانيين أنه يريد أن تستمر حالة الطوارئ التي أعلنت بعد هجمات باريس ثلاثة أشهر، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر برلمانية.
وقال هولاند أمام مسؤولي البرلمان والأحزاب إن مجلس الوزراء سيبحث الأربعاء مشروعا لتغيير قانون 1955 بشأن حالة الطوارئ، بهدف إعادة النظر في نطاقها ومدتها التي لا تتجاوز حاليا 12 يوما في حال لم يصوّت البرلمان عليها.
واستقبل هولاند -الذي دعا إلى الوحدة الوطنية- قادة الأحزاب وبينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في محاولة للتوصل إلى تفاهم سياسي.
في سياق متصل، أفاد مراسل الجزيرة أيمن الزبير من باريس بأن وزارة الداخلية الفرنسية تبحث بعض الإجراءات التي قد تؤدي إلى إغلاق بعض المساجد التي تتهمها ببث "خطاب الكراهية" على حد تعبيرها، في ظل تصاعد نبرة اليمين المتطرف في فرنسا عقب الهجمات.
من جهة أخرى، أعلنت إدارة المستشفيات في فرنسا الأحد أن 42 من جرحى الهجمات ما زالوا في أقسام العناية المركزة، وأن من بين القتلى عشرين أجنبيا.
وقد تعرفت السلطات على هوية ثلاثة فرنسيين من بين منفذي الهجمات، وتخشى أن يكون بعض المهاجمين أو متواطئين معهم لا يزالون فارين بعد أن عثرت على سيارتين تم استخدامهما في تنفيذ الهجمات.