شروق دويّات ضحية لهمجية الاحتلال ومتهمة بالإرهاب
أسيل جندي–القدس المحتلة
ووفقا لشهود عيان ولمقاطع الفيديو التي نُشرت حول الحادثتين، لم يتبين أن أيا من الضحيتين أقدم بالفعل على تنفيذ عملية طعن، كما لم يكونا يحملان أدوات حادة.
وفي ظل هذه المعطيات، يجد كل مقدسي نفسه هدفا قادما سواء لشرطة الاحتلال أو للمستوطنين الذين أصبحوا مؤخرا لا يترددون في إطلاق النار على الفلسطينيين وتنفيذ إعدامات ميدانية بحقهم.
الجزيرة نت زارت منزل الأسيرة المصابة شروق دويات (18 عاما) في بلدة صور باهر جنوب شرقي القدس، والتقت أفراد عائلتها الذين أفرجت عنهم مخابرات الاحتلال في وقت متأخر من الليلة الماضية.
تقول شقيقتها حنين دويات (27 عاما) "بمحض الصدفة كنت أتواجد أنا وشروق داخل البلدة القديمة بالقدس وقت وقوع الحادث، وكنت أسمع المواطنين من حولي يرددون أن حدثا ما وقع في شارع الواد".
وتابعت "لم أتخيل أبدا أن تكون الضحية أختي.. بدأت أتلقى عشرات الاتصالات للاطمئنان على صحتي لأن الاسم الأول الذي انتشر عبر الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي هو اسمي أنا، ليتبين لاحقا أنها شروق".
عادت حنين مسرعة إلى منزل العائلة، وما إن دخلته حتى طوقت قوة كبيرة من شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات المنزل وتم إبلاغها بأنها رهن الاحتجاز، وقالت "تم اعتقالي أنا ووالدي وشقيقاي محمد وإبراهيم، ووجهوا لنا إهانات لفظية وماطلوا في إجراءات التحقيق".
دموع فابتسامة
وعن أقسى اللحظات التي مرت بها أثناء التحقيق، أضافت "وضعوني ووالدي في غرفة وقاموا بتشغيل مقطع فيديو تظهر به شروق وهي ملقاة على الأرض وتتألم، وتعمدوا أن يعيدوا تشغيله مرارا.. انهرت باكية لدقائق، لكن بعد ابتسامة انتصار رسمها المحقق على وجهه، استبدلت دموعي بابتسامة فورا، مما أثار غيظه أكثر".
وعن شخصية شروق قالت حنين "إذا مرت قطة بجانب شروق تنتفض خوفا وتبتعد.. قلبها ضعيف، لذا نعرف جيدا أنها لم تكن تنوي تنفيذ أي اعتداء بحق أي شخص، ونؤكد على رواية شهود العيان بأن ما حصل كان عملية إعدام مباشرة بحق شروق".
وفور وصول صلاح دويات -والد شروق- إلى المنزل بعد سماعه الخبر، تحول محيط منزله إلى منطقة عسكرية مغلقة، ويقول "من المستحيل أن أصدق الرواية الإسرائيلية بأن ابنتي أقدمت على طعن مستوطن.. شروق رقيقة ولا تقوى على إيذاء حيوان، فكيف لها أن تحمل سكينا وتتجول به لتطعن مستوطنا؟".
وأضاف الوالد "نعيش مع عصابات همجية لا تفرق بين طفل وشاب وامرأة، ماذا يفترض أن تكون ردة فعل ابنتي عندما يُنتزع الحجاب عن رأسها؟ دافعت عن نفسها ببساطة عن طريق دفع المستوطن بحقيبتها، وكانت النتيجة أن يُطلق عليها النار وتُترك تنزف نحو ساعة قبل نقلها، وها هي الآن ترقد في العناية المركزة متهمة بالإرهاب.. هل يحصل هذا في مكان خارج فلسطين؟".
لن نستسلم
أما الجدة أم أنور دويات فتستذكر شروق وتقول "حفيدتي حنونة جدا كلما دخلت المنزل تناديني وتقول جدتي سأزورك فور إنهاء واجباتي الدراسية، وعندما تأتي تحرص على العودة إلى المنزل قبل الظلام لأنها تخاف عندما يحل الليل".
وأردفت الجدة "عشت حروبا وشهدت الكثير من المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، لكنني لم أر وحشية وظلما كالذي نعيشه اليوم.. يريدوننا أن نستسلم ونترك لهم البلاد، لكن هذا لن يحصل لأننا أصحاب الحق، والله مع المظلوم دائما".
وتقبع شروق دويات حاليا في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس، وخضعت لعمليات جراحية تم خلالها سحب شريان من رجلها ووضعه في كتفها، بينما تم استخدام الجلد من الرجلين ووضعه في الرقبة، وما زالت تتنفس اصطناعيا وهي رهن الاعتقال.
يشار إلى أن شروق التحقت بجامعة بيت لحم قبل شهرين لتدرس التاريخ والجغرافيا، بعد أن حصلت على معدل 90% في نتائج الثانوية العامة هذا العام.