الكرملين يجيش الإعلام لتبرير تدخله بسوريا

تقوم وسائل الإعلام الروسية بحملة ترويج منظمة لتقديم عملياتها العسكرية في سوريا على أنها ضربة استباقية، تقوم بها روسيا لدرء خطر "الإرهاب" ومنعه من الوصول إليها. في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 70% من الروس يتابعون باهتمام تدخل بلادهم العسكري في سوريا.

فقد تصدرت سوريا المشهد الإعلامي الروسي، حيث تستهل جميع القنوات التلفزيونية نشراتها بالعملية الجوية الروسية في سوريا، ولا تكاد تغيب عن نشراتها البياناتُ العسكرية التي تتحدث عما تصفه بنجاح الضربات الجوية.

وتجاوزت الحملة الترويجية نشرات الأخبار لتصل إلى النشرات الجوية، حيث تتحدث عن حالة طقس ملائمة للطيران في الأجواء السورية.

ويصب سيل التغطية الإخبارية في وسائل الإعلام الروسية في اتجاه واحد، هو بلورة رأي عام داخلي مؤيد للعملية العسكرية الروسية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي غيفورك ميرزويان للجزيرة إنه ليس هناك تجييش إعلامي، لكن الموضوع السوري مهم جدا للجمهور الروسي، حيث يتمنى الروس انتصار الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدائرة هناك ضد "الإرهابيين".

وأوضح ميرزويان أن الإعلام الروسي لا يحتاج أن يغير الرأي العام، لأن الرأي العام مؤيد للضربات الجوية في سوريا.

تفيد استطلاعات الرأي الروسي بأن أكثر من 70% من الروس يتابعون باهتمام العملية العسكرية الروسية في سوريا (الجزيرة)
تفيد استطلاعات الرأي الروسي بأن أكثر من 70% من الروس يتابعون باهتمام العملية العسكرية الروسية في سوريا (الجزيرة)

وأضاف أن الضحايا المدنيين الذين يسقطون جراء القصف الروسي هو أمر مؤسف، لكنه راجع لطبيعة الحروب التي يموت فيها الناس، إضافة إلى أن أعدادهم قليلة، منبها إلى أنه سيكون هناك مزيد من الضحايا لو لم تتدخل روسيا.

ووسط هذا التجييش الإعلامي هناك من يغرد خارج السرب، حيث تقدم قناة دوجد رؤية مختلفة عن الأزمة السورية، ويقول رئيس قسم الأخبار الدولية في القناة -التي تقدم نفسها كمعارضة للكرملين وسياساته الداخلية والخارجية- "نحاول البحث عن الحقيقة، لأننا نعتقد أن وزارة الدفاع تكذب في كل ما تنشره من معلومات".

وتشير استطلاعات الرأي إلى اهتمام متزايد لدى الروس بالأوضاع في سوريا، حيث لعبت الآلة الإعلامية الروسية دورا رئيسيا في تنميته.

وقال ستيبان غونشاروف من مركز ليفادا لدراسة الرأي العام في روسيا، إن وسائل الإعلام الروسية لها تأثير كبير على رأي الروس حيث لا توجد بدائل، مشيرا إلى أن استطلاعات الرأي تفيد بأن أكثر من 70% من الروس يتابعون باهتمام العملية العسكرية الروسية في سوريا.

وقد أزاحت العملية العسكرية الروسية الملفات الأخرى -كالمشاكل الداخلية وأوكرانيا– عن الواجهة الإعلامية في روسيا، فالمشاهد اليوم أصبح أمام عرض متواصل يصور التدخل الروسي بقيادة "البطل الأوحد" فلاديمير بوتين على أنه إنقاذ للعالم من وباء عظيم اسمه "الإرهاب".

المصدر : الجزيرة