موريتاني يتنفس الحرية بعد 13 عاما في غوانتانامو
أحمد الأمين-نواكشوط
ولد عبد العزيز الذي تسلمته الحكومة الموريتانية من الأميركيين فجر الخميس وأخلت سبيله بعد ساعات، اعتقل بباكستان في أكتوبر/تشرين الأول 2002 بتهمة الارتباط بالقاعدة، وأحيل إلى معتقل غوانتانامو، حيث بقي فيه حتى قرار تسليمه لبلاده اليوم.
سنوات المعاناة هذه تركت بصماتها واضحة على ولد عبد العزيز، فبدا مرهقا ونحيف الجسم، وقال إنه لم يتمكن من النزول من الطائرة إلا بمساعدة المسؤولين الأمنيين الذين استقبلوه في المطار، لكنه رغم ذلك حاول الظهور متماسكا وهو يخطو أولى خطواته إلى منزل أهله، واعتبر "تلك محنة تم تجاوزها بفضل الله وبجهود طيبة من كثيرين".
وقال للجزيرة نت إن الحكومة الموريتانية بذلت جهودا من أجل إطلاق سراحه، وعبّر عن شكره لها على هذا المسعى، لكنه لم يفصح عما إذا كانت هناك شروط لإطلاق سراحه، واكتفى بالقول إنه أبلغ "بأن السلطات الموريتانية قدمت ضمانات وسألتزم بذلك".
وأكد ولد عبد العزيز أنه لم يلتق مواطنه الثاني في غوانتانامو محمدو ولد صلاحي منذ تم عزله عن السجناء عام 2003، مضيفا "حاولت الاتصال به قبيل ترحيلي وناديته بالسلام من بعيد، واستطعت أن أسمع رده للسلام، وأكدت له أننا لن ننساه وأني أخجل من مغادرة المعتقل وبقائه فيه".
أسرة ولد عبد العزيز التي استقبلت أفواج الزوار والمهنئين بدا أفرادها سعداء بلقائه، وقالت شقيقته مريم للجزيرة نت إن "هذه اللحظة تعتبر أسعد لحظات حياتنا، فبعد أكثر من عقد من الحزن والتمزق والخوف على أحمد نستقبله اليوم بحمد الله، وهذه مناسبة أشكر فيها كل من ساهم في إطلاق سراحه وخاصة الرئيس محمد ولد عبد العزيز".
وأضافت أن "جهود المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام كان لها دور كبير في إطلاق سراح أحمد، وخاصة الجزيرة التي شعرنا دائما باهتمامها بقضيته، وهو ما تعودنا منها دائما في كل القضايا الإنسانية، كقضية سجناء غوانتانامو".
تعاون حكومي
الحكومة الموريتانية اعتبرت إطلاق أحمد ولد عبد العزيز من معتقل غوانتانامو ثمرة جهود تبذلها "عبر القنوات الدبلوماسية في سبيل إطلاق سراح السجينين الموريتانيين في غوانتانامو، والصحفي إسحاق ولد المختار" الذي اختفى في سوريا قبل سنتين.
وقال الناطق باسم الحكومة في بيان الخميس "إن تلك الجهود بدأت تؤتي أكلها، حيث تم إطلاق سراح أحمد ولد عبد العزيز الذي وصل الآن إلى ذويه بحمد الله، وستتواصل جهود الحكومة لتحرير المواطنين الآخرين".
وقد اعتقل ولد عبد العزيز في باكستان عام 2002 وأرسل إلى غوانتانامو بتهمة الإرهاب، لكن القضاء الأميركي برّأه أكثر من مرة.
ولا يزال المعتقل الموريتاني الثاني محمد ولد صلاحي في غوانتانامو منذ العام 2001، حيث سلمه النظام الموريتاني يومها إلى الأميركيين.