لماذا أقر السيسي بانتهاكات حقوقية؟

epa02549057 Egyptian policemen (including two in plain clothes) arrest a protester who was taking part in a demonstration in Cairo, Egypt, 25 January 2011. Local media sources reported that Egyptian riot police were out in force in Cairo 25 January as tens of thousands of Egyptians allegedly vowed to back a call for the planned nationwide anti- government protest. According to the Arabic-language Facebook group called Revolution Day against Torture, Poverty, Corruption and Unemployment, some 90,000 people confirmed they support the protest that was planned to coincide with Egypt's Police Day on 25 January. The government said the protest was unauthorized and warned that police will deal firmly and decisively with anyone attempting to take part. Media reported that at least five protesters were injured when they clashed with police in Cairo during the anti-government demonstration on 25 January. EPA/MOHAMED OMAR
السيسي أكد أنه "الأحرص على حقوق الإنسان" في بلاده (الأوروبية-أرشيف)
عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة
أشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى "تجاوزات حصلت في مصر، لأنها تعيش في ظل ظرف استثنائي ومخاطر أمنية"، لكن الرجل أكد أنه "ليس ضد حقوق الإنسان".

السيسي وفي كلمته -أثناء الاحتفال بعيد الشرطة- شدّد على أنه لا يوافق على التجاوزات التي تقع، لأنه "أحرص الناس على حقوق الإنسان".

كلام السيسي هذا فتح الباب على تساؤلات كثير تتعلق بدلالات التوقيت، قبل أيام قليلة من الذكرى الرابعة لثورة يناير، وما صاحبها من دعوات للتظاهر، ودلالات المكان، الاحتفال بعيد الشرطة، التي تعد المتهم الأول بالتجاوزات والانتهاكات بحق المصريين، وخصوصا المعارضين للانقلاب.

ويقارن المراقبون بين كلام السيسي وتصريحات الرئيس المخلوع حسني مبارك، فبعضهم رأى أن هذا الكلام حمل في طياته "تهديدا صريحا" من السيسي، الذي يعتبر المظاهرات المناهضة له أعمالا إرهابية تهدد الأمن القومي، بينما خرج مبارك قبل أيام من ثورة يناير عام 2011 ليؤكد أن مصر تنتصر مرة أخرى في معركتها ضد الإرهاب، وأنه لن يتسامح مع مَن يحاول المساس بوحدة الشعب.

بينما يرى آخرون أن تلك التصريحات دليل على حرص الدولة على حقوق الإنسان، رغم "الظروف الاستثنائية" والتحديات التي تواجهها جميع مؤسسات الدولة.

‪مفرح: كلام السيسي يعد تصريحا مفتوحا بالقتل قبل مظاهرات 25 يناير‬ (الجزيرة)
‪مفرح: كلام السيسي يعد تصريحا مفتوحا بالقتل قبل مظاهرات 25 يناير‬ (الجزيرة)

تبرير القتل
مسؤول الملف المصري بمؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان بجنيف أحمد مفرح اعتبر اعتراف السيسي بارتكاب الجيش والشرطة انتهاكات لحقوق الإنسان، وتبريره ذلك يضفي قانونية على سياسة الإفلات من العقاب، ويدل على أن النظام السياسي "يحمي" تلك الانتهاكات، حسب وصفه.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن استخدام ذريعة الظرف الاستثنائي وخطورة الوضع الأمني وغيرهما من المصطلحات التي استخدمها السيسي في خطابه، لا تجيز للدول ارتكاب "الجرائم بحق حقوق الإنسان الأساسية"، التي تُعد خطا أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي ظرف، وخصوصا الحق في الحياة.

ولفت إلى أن كلام السيسي يعد "تصريحا مفتوحا بالقتل" قبل مظاهرات 25 يناير/كانون الثاني المقبلة، مشددا على أن "الانتهاكات والجرائم" التي ترتكبها قوات الجيش والشرطة بحق المصريين منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وحتى الآن تدخل في إطار الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وعليه سيتم التحقيق فيها وتقديم الجناة للعقاب مهما طال الزمن.

خطوة إيجابية
الكاتب الصحفي عبد التواب محمود كان له رأي مغاير لكلام مفرح، حيث اعتبر أن كلمة السيسي تؤكد حرصه وحرص الدولة على حقوق الإنسان، ورغم الظروف الاستثنائية والتحديات التي تواجهها جميع مؤسسات الدولة، فإن السيسي لن يسمح في المستقبل بأي تجاوزات.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن دعوة السيسي لقيادات الأحزاب بإعداد قائمة بأسماء الشباب المسجونين على خلفية خرق قانون التظاهر أو "الخطأ في التعبير عن آرائهم" أو ارتكاب تجاوزات بسيطة سواء في الجامعات أو خارجها، دليل واضح على رغبة الدولة في إزالة أي تجاوزات حقوقية.

وتابع أن الحاجز النفسي بين الشعب والشرطة يتساقط تدريجيا مع حلول احتفالات "عيد ثورة 25 يناير"، خاصة بعد "ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران، التي التحمت الشرطة فيها مع الشعب، وتظاهرت معه ضد نظام جماعة الإخوان الإرهابية".

المصدر : الجزيرة