مخيم "باجد كندالا" بكردستان.. خوف من شتاء يفاقم المعاناة

جانب من المخيم
النساء في المخيم يطبخن على نار الأخشاب في الهواء الطلق بسبب قلة الوقود (الجزيرة)

ناظم الكاكئي-أربيل

لا تختلف صورة المعاناة بمخيم باجد كندالا بإقليم كردستان العراق قرب منطقة فيشخابور الحدودية مع تركيا، عن باقي المخيمات التي لجأ إليها النازحون والسوريون، فالخوف من قدوم فصل الشتاء وغياب الخدمات الطبية والصحية أبرز عنواين هذه المعاناة.

في المخيم -الذي يعيش فيه أكثر من 14 ألفا وخمسمائة نازح غالبيتهم من أهالي سنجار وزمار-تُشاهد السيدات يطبخن على نار الأخشاب في الهواء الطلق، وعن هذا تقول النازحة شمي عتو، إن النساء يطبخن خارج الخيمة، وإن الوقود الذي تم توزيعه قليل جدا.

وتعبر عتو -التي تسكن مع ثمانية من أفراد عائلتها في خيمة بمخيم (باجد كندالا)- عن مخاوفها من قدوم فصل الشتاء، الذي بدأت بوادره تظهر بهطول زخات من المطر في هذه الأيام.

وتتابع -وقلقها على مستقبلها ومستقبل عائلتها واضح في عينيها- أنها لجأت إلى المخيم منذ أكثر من ثلاثين يوما، وهم يعيشون ظروفا صعبة، وتقول "رغم توفر المواد الغذائية والمياه إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى بطانيات أكثر ومدافئ".

‪عتو متخوفة من قدوم فصل الشتاء لأنه سيفاقم معاناة اللاجئين في المخيم‬ (الجزيرة)
‪عتو متخوفة من قدوم فصل الشتاء لأنه سيفاقم معاناة اللاجئين في المخيم‬ (الجزيرة)

العناية الطبية
سلمان خدر -نازح  ستيني- يروي معاناته بسبب "عدم توفر عدد كاف من المرافق الصحة، فنضطر إلى الانتظار لفترات طويلة لاستخدام الحمام".

أما مسنو وأطفال المخيم، فمعاناتهم من نوع ثان، وفقا لخدر، فهم يحتاجون إلى رعاية صحية دائمة وهذا غير متوفر في المخيم.

ودعا الجهات المختصة لتوفير الخدمات الصحية بشكل أوسع، مشيراً إلى أن المخيم بحاجة إلى أطباء مختصين، إضافة إلى نقص الأدوية ولا تتوفر لجميع المرضى.

ويوافق ممثل منظمة "ألند لدمقرطة الشباب"، هارون محمد خدر على النقص الذي يعانيه المخيم في الأدوية والأطباء المختصين. ويتابع أن غالبية النازحين قضوا فترات طويلة في الجبال والبراري أثناء رحلة هروبهم من سنجار إلى فيشخابور وهم بحاجة إلى معونات صحية بالدرجة الأولى.

وأشار محمد -الذي كانت منظمته توزع المساعدات على النازحين- إلى أن قدوم فصل الشتاء يتسبب بحدوث مشاكل كبيرة في هذا المخيم، لأن قسما منه أنشئ على عجل، والخيام نُصبت على التراب من دون إنشاء قواعد لها من الكونكريت.

وأكد أن هطول الأمطار يتسبب بدخول المياه إلى الخيام وإلحاق أضرار كبيرة بالنازحين، ما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض، إعاقة تقديم المساعدات، وهنالك أيضا حاجة لتوزيع النفط والمدافئ على النازحين لأن برد الشتاء قارص والمخيم في منطقة قريبة من الجبال، حسب هارون محمد. 

‪‬ عبد الله ناشد بغداد بضرورة توفيرالنفط والمدافئ للنازحين(الجزيرة)
‪‬ عبد الله ناشد بغداد بضرورة توفيرالنفط والمدافئ للنازحين(الجزيرة)

الدعم والمساعدة
ويوضح مدير مخيم باجد كندالا سعد الله عبد الله أن المخيم يضم أكثر من أربعة آلاف عائلة، وأنشئ في البداية كمحطة لاستقبال النازحين السوريين الذين كانوا يقصدون إقليم كردستان.

ولكن بعد قدوم الأعداد الغفيرة من النازحين العراقيين من زمار وسنجار، قامت السلطات المحلية في محافظة دهوك بتوسيعه لاستقبالهم.

وبين عبد الله -في حديث للجزيرة نت- أن المساعدات تقدم لهؤلاء النازحين باستمرار من قبل الحكومة العراقية وحكومة الإقليم والمنظمات الدولية.

وبدأت الحكومة العراقية بتوزع منحة المليون دينار لهؤلاء النازحين، كما أن الحكومة المحلية وبالتنسيق مع المنظمات الدولية وفرت المأوى والمأكل لهم، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى مساعدات أخرى مثل الملابس الخاصة بفصل الشتاء والبطانيات، حسب عبد الله.

وناشد مدير المخيم الحكومة العراقية بضرورة توفير النفط والمدافئ لهؤلاء النازحين لأن فصل الشتاء على الأبواب.

المصدر : الجزيرة