قصف أميركي وتنظيم الدولة على حدود كردستان

شنت طائرات أميركية غارتين على مواقع لمدفعية تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق، وأعلنت واشنطن أنها قد تزيد من دعمها العسكري لمواجهة التنظيم في حال تشكيل حكومة "لا تقصي أحدا" في بغداد، فيما سيطر تنظيم الدولة على بلدة مخمور في محافظة نينوى واقترب من حدود أربيل وسيطر كذلك على سد الموصل أكبر سدود العراق.

فقد شنت طائرات أميركية بما فيها طائرة بدون طيار غارة ثانية على مواقع بها مدافع هاون تابعة لتنظيم الدولة قرب أربيل، كما قالت وزراة الدفاع الأميركية (بنتاغون)

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي قد كتب في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قوله إن "القوات الأميركية استهدفت مدفعية التنظيم بعد أن قصف عناصره مواقع للبشمركة الكردية التي تدافع عن أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، ودفاعا عن الأميركيين في أربيل". 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أمر أمس بتوجيه ضربات جوية محددة لتنظيم الدولة بهدف حماية النازحين الفارين من القتال شمالي العراق.

وقال أوباما إن الطائرات الأميركية أنزلت مساعدات إنسانية للنازحين العالقين، غير أنه نبه إلى أنه لن يورط القوات الأميركية في حرب جديدة بالعراق. وأضاف أنه يمكن توجيه ضربات جوية لدعم قوات الجيش العراقي وقوات البشمركة.

ومن جانبه أعلن البيت الأبيض أن التفويض الذي أعلنه أوباما بشأن القيام بعمل عسكري محدود في العراق قد يشمل في نهاية المطاف مزيدا من الدعم "لا تقصي أحدا".

وقال جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن الدعم الأمريكي الاولي سيتمثل في القيام بضربات عسكرية لحماية العسكريين الأمريكيين العاملين في العراق ومعالجة الوضع الانساني الطاريء في
جبل سنجار، لكنه أضاف أن لدى واشنطن أيضا هدفا ثالثا "يتعلق باعتقادنا والتزامنا بتعزيز قوات أمن عراقية وقوات أمن كردية متكاملة ليوحدا البلاد من أجل درء الخطر" الذي يمثله مقاتلو الدولة الاسلامية. وأكد أن أي دعم أمريكي لن "يطول" ولن يتضمن الدفع بقوات.

وتعليقا على ضرب الطائرات الأميركية لمواقع تنظيم الدولة، رجح رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري حدوث تغيرات ميدانية كبيرة خلال ساعات، مشيرا إلى إمكانية توجيه الطائرات الأميركية ضربات أخرى لتنظيم الدولة في مدن عراقية أخرى.

وأشار زيباري إلى "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطا من الجيش العراقي والبشمركة وخبراء من القوات الأميركية "لتحديد الأهداف وتطهير المناطق بمشاركة (مروحيات) طيران الجيش العراقي".

في غضون ذلك سيطر مقاتلو تنظيم الدولة على بلدة مخمور الواقعة جنوب شرق مدينة الموصل وتبعد 50 كلم عن حدود مدينة أربيل. وكانت مخمور وبلدات أخرى في نينوى تحت سيطرة قوات البشمركة، قبل أن يسيطر عليها تنظيم الدولة خلال الأيام الماضية ومن بينها سنجار والحمدانية وسد الموصل.

وتسبب تقدم تنظيم الدولة في نزوح مئات الآلاف من سكان هذه البلدات والقرى المحيطة بها التي يقطن معظمها عراقيون من الإيزيديين والمسيحيين والشبك (الأكراد الشيعة)، مما تسبب في أوضاع إنسانية بالغة السوء استدعت تدخلا دوليا واسع النطاق.

وكان مراسل الجزيرة في أربيل أيوب رضا أفاد في وقت سابق بأن قوات البشمركة تراجعت عن بلدة الخازر التي تقع شرق مدينة الموصل باتجاه مدينة أربيل، وتمركزت في بلدة خبات المحاذية لمخيم الخازر والتي تبعد نحو 30 كلم عن أربيل.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس ديوان رئاسة أقليم كردستان قؤاد حسين تأكيد أن مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا بشكل كامل على سد الموصل، أكبر سدود العراق.

ويقع السد شمال محافظة نينوى على الحدود مع محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان ويضم محطة لتوليد الطاقة الكهربائية.

قوات البشمركة متأهبة لأي هجوممن تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز)
قوات البشمركة متأهبة لأي هجوممن تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز)

إجلاء الأجانب
في غضون ذلك طلبت بريطانيا من رعاياها مغادرة أربيل بسبب تقدم مقاتلي التنظيم نحو المدينة.

وفي سياق ذي صلة، بدأت شركتا شيفرون وإكسون موبيل النفطيتان الأميركيتان بإجلاء موظفيهما من إقليم كردستان العراق بفعل التقدم العسكري لمقاتلي تنظيم الدولة، وقالت شيفرون إن قرارها يستهدف الحفاظ على سلامة عمالها. كما علقت شركة أفرين المدرجة ببورصة لندن إنتاجها في حقل بردرش بإقليم كردستان العراق للسبب نفسه، وقررت سحب جميع موظفيها غير الأساسيين من الحقل.

استهداف الفلوجة
وفي الفلوجة قالت مصادر طبية عراقية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون -بينهم خمسة من مسلحي تنظيم الدولة- جراء قصف الطيران الحربي والمروحي الأحياء السكنية في الفلوجة والكرمة.

ودارت اشتباكات مسلحة بين الجيش العراقي ومسلحي الدولة في منطقة السجر شمالي الفلوجة.

وتشهد الفلوجة ومحيطها منذ يوم أمس قصفا عنيفا بالطائرات الحربية والطائرات المروحية والمدفعية الثقيلة طال عدة أحياء من المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات