الباعة الجوالون.. هددوا مرسي ورضخوا للسيسي

قرار نقل الباعة الجائلين قوبل بصمت من جانب المتضررين
بعض الباعة يستعدون لمغادرة أماكنهم بوسط القاهرة (الجزيرة نت)


دعاء عبد اللطيف-القاهرة

يقف أحمد حائرا، تارة ينظر لبضاعته المعروضة على رصيف شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، وتارة يختلس النظر لقوات الشرطة والجيش التي تتجه صوب زملائه لإجلائهم من المكان تنفيذا لقرار الحكومة بنقل كافة الباعة الجائلين لمنطقة أرض الترجمان.

يقول أحمد للجزيرة نت إنه يبيع الملابس في شارع طلعت حرب منذ مايو/أيار 2011 دون تضييق أمني. مضيفا أنه فوجئ بقيام قوات الشرطة مدعومة بقوات من الجيش بتنفيذ قرار إخلاء المنطقة من الباعة.

ويرفض البائع قرار نقله وزملائه من شوارع القصر العيني ومجمع التحرير ووسط المدينة، إلى جراج الترجمان -القريب من ميدان الإسعاف بوسط البلد- بصفة مؤقتة لحين الانتهاء من إنشاء مجمع أسواق مكون من 13 طابق.

ويعلل رفضه بعدم ثقته في الإجراءات الحكومية التي يمتد تنفيذها لسنوات، قائلا "قد ينتهي بناء مجمع الأسواق بعد خمس سنوات، وهذا نرفضه لكون منطقة الترجمان التي سننقل إليها بشكل مؤقت ليست حيوية من حيث حركة المارة، وهو ما سيؤثر سلبا على مستوى البيع".

‪السامولي: تعامل الشرطة اختلف في عهد السيسي لأن ولاءها لنظام مبارك‬ (الجزيرة نت)
‪السامولي: تعامل الشرطة اختلف في عهد السيسي لأن ولاءها لنظام مبارك‬ (الجزيرة نت)

نشاط للشرطة
ولا يعني رفض أحمد وزملائه للقرار امتناعهم عن تنفيذه كما حدث خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، كما يقولون.

ففي عهد مرسى لم تستطع الحكومة نقلهم خارج منطقة وسط المدينة، لكن الأمر تغير الآن مع حالة النشاط المفاجئ لقوات الشرطة، وفق حديث أحمد وعدد من زملائه.

وخلال حكم الرئيس المعزول مرسي هدد الباعة الجوالون حكومة الدكتور هشام قنديل من إقدامها على إجلائهم من الشوارع، وقالوا إنهم سيعتصمون أمام قصر الاتحادية الرئاسي، ومع ذلك فقد استجابوا في مرات قليلة لعمليات الإخلاء التي قامت بها الشرطة في ميداني الجيزة ورمسيس ثم عادوا بعد ساعات من التنفيذ.

قرار فاشل
من جهته يقول نقيب الباعة الجائلين بمحافظة القاهرة أحمد حسين، إن محافظ القاهرة "تجاهل" رفض الباعة الجائلين لمنطقة الترجمان، مضيفا أنه قدم للمحافظة اقتراحا قبل فترة للانتقال لشارع الجمهورية "لكنها لم تعتد به".

ويصف حسين -في حديثه للجزيرة نت- المكان الذى اختارته الحكومة لانتقال الباعة إليه بـ"الفاشل" ويقول إن "الترجمان" منطقة تفتقر لحركة المارة وهناك مبنى تجاري تم غلقه منذ أشهر بعد أن فشل في استقطاب الجمهور "وهو ما يعني فشلنا نحن أيضا".

ورغم رفض نحو75% من الباعة للقرار فإنهم قرروا الامتثال له لإثبات فشل الحكومة في إدارة الأزمة، وفق نقيبهم الذي استبعد اللجوء للاعتصام، مؤكدا أنهم سيتعرضون لـ"تهديدات أمنية" حال رفضهم تنفيذ القرار.

‪الباعة رضخوا للقرار‬  (الجزيرة نت)
‪الباعة رضخوا للقرار‬ (الجزيرة نت)

تجاهل رسمي
ويسلط حسين الضوء على جانب آخر من المشكلة يتمثل في حصر أعداد الباعة قائلا إن محافظة القاهرة "تجاهلت" الحصر الذي أعدته النقابة بالتعاون مع إدارات أحياء المنطقة منذ أشهر، بل أعدت المحافظة حصرا جديدا "يخلو من عدد كبير من البائعين القدامى"، وهو ما سيحدث مشكلة ضخمة عند الانتقال إلى الترجمان، وفق تصوره.

أما رئيس مجلس "المعارضة المصرية" عادل السامولي، فيرى أن ظاهرة الباعة الجائلين ليست وليدة اليوم فهي "انعكاس طبيعي لفشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد بدائل حقيقية".

وأكد السامولي -في حديثه للجزيرة نت- أن حالة "العشوائية" التي تعيشها مصر تجعل شوارع القاهرة منطقة خصبة للباعة لعرض منتجاتهم، مشيرا إلى ضرورة عدم إلقاء اللوم على الباعة الذين "لا يجدون بديلا حقيقيا يوفر لهم قوت يومهم".

ويعزو السامولي تباين موقف الشرطة من الباعة خلال حكم مرسي وبعد تولي عبد الفتاح السيسي لولاء جهاز الأمن لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك طيلة الوقت.

المصدر : الجزيرة