عودة الوزراء الأكراد للحكومة وسط استمرار المعارك

عاد الوزراء الأكراد الذين سبق أن علقوا مشاركتهم في حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي للانضمام من جديد للحكومة العراقية، وذلك فيما تستمر جهود تشكيل حكومة جديدة، وسط استمرار المعارك بين القوات الحكومية والبشمركة الكردية مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن وزير الخارجية هوشيار زيباري -في تصريح صحفي- عودة الوزراء الأكراد الذين كانوا انسحبوا من الحكومة في الشهر الماضي احتجاجا على تصريحات للمالكي اتهم فيها إقليم كردستان بالتواطؤ مع تنظيم الدولة.

وناشد زيباري العالم دعم بلاده في عملياته العسكرية ضد تنظيم الدولة، وقال إنه عاد إلى بغداد كوزير للخارجية. وحث الوزير العراقي العالم على دعم بلاده في محاربة من وصفهم بمتشددي الدولة الإسلامية بعدما نشر التنظيم شريط فيديو يظهر فيما يبدو قطع رأس صحفي أميركي مختطف في سوريا.

وقال زيباري إن تنظيم الدولة يمثل تهديدا عالميا و"ليس مجرد تهديد لأفراد الأقليات العرقية الذين يقتلهم التنظيم في شمالي العراق".

وفي سياق التطورات السياسية أيضا في البلاد أكد نائب في كتلة المواطن في التحالف الوطني العراقي -الذي يضم أحزابا شيعية- أن رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي سيقدم الاثنين المقبل تشكيلة حكومته إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري.

وقال النائب حسن خلاطي -في تصريحات صحفية- إنه سيتم الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة يوم 25 أغسطس/آب الحالي بعد إحراز تقدم في المفاوضات السياسية بشأنها.

‪زيباري ناشد العالم لدعم بلاده في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية‬ (الأوروبية)
‪زيباري ناشد العالم لدعم بلاده في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية‬ (الأوروبية)

عمليات عسكرية
 وعلى الصعيد الميداني أفاد ناشطون بإصابة عدد من المدنيين بجروح في قصف حكومي بالمدافع والطائرات على محافظتي صلاح الدين والأنبار بشمالي وغربي بغداد.  

وبث الناشطون صورا على الإنترنت تظهر حرائق وأضرارا لحقت بمنازل ومحال تجارية بعد تعرضها للقصف في الضلوعية جنوب سامراء وفي مدن الفلوجة والكرمة والخالدية والرمادي في الأنبار. ويؤكد الناشطون أن استمرار القصف يمنع كثيرا من العائلات النازحة من العودة إلى منازلها.

وفي الأثناء قالت مصادر للجزيرة إن جماعات مسلحة -بينها قوات من تنظيم الدولة- تمكنت من صدِّ هجوم واسع شنته القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي، كان يهدف إلى اقتحام مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال بغداد).

ووفقا لتلك المصادر فإن الجماعات المسلحة شنت هجوما مضادا وكبدت القوات الحكومية خسائر. وقد تراجعت القوات الحكومية إلى منطقتي العوجة والعوينات اللتين تقعان جنوب تكريت، وتأتي هذه المعارك بعد سيطرة قوات البشمركة على سدِّ الموصل ومحيطه.

كما شنَّ الجيش قصفا في محافظة كركوك مخلفا قتلى وجرحى. وقال شهود عيان إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب عشرون آخرون في غارة شنتها طائرات حكومية على قرية الصديرة التابعة لناحية الشرقاط على الحدود بين محافظتي كركوك وصلاح الدين.

وفي هذا السياق أظهرت صور التُقطت على متن حاملة الطائرات "جورج إتش دبليو بوش" وبثتها وكالة رويترز، انطلاق الطائرات الحربية الأميركية المشاركة في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل قد أمر حاملة الطائرات بدخول مياه الخليج قبل وقت قصير من منح الرئيس الأميركي باراك أوباما الإذن لطائرات الجيش بشن غارات في العراق على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية.

وفي الإطار أفاد مسؤول طبي عراقي أمس الثلاثاء بأن 180 مدنيا قتلوا وأصيب 110 آخرون خلال الأشهر الثلاثة الماضية جراء القصف العشوائي لقوات الجيش العراقي بمختلف صنوف الأسلحة على مناطق في مدينة الموصل.

المصدر : الجزيرة + وكالات