محادثات ببرلين سعيا لوقف القتال بشرق أوكرانيا
يلتقي الأحد في برلين وزيرا الخارجية الأوكراني والروسي في مسعى لوقف القتال في شرق أوكرانيا والاتفاق على حل سياسي للصراع المسلح الذي ينذر بالتوسع.
وقبل ساعات من هذا الاجتماع بدأ الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو زيارة إلى كييف اجتمع خلالها بنظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو تهدف لإيجاد حل للصراع في شرق أوكرانيا عبر التفاوض.
والتقى نينيستو نظيره الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في جنوب روسيا، وتحدث عن إمكانية عقد هدنة. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت عبر فيه وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير عن أمله في وقف المعارك في شرق أوكرانيا.
من جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى عملية سياسية حقيقة لوقف الصراع، وشدد مجددا على وحدة أوكرانيا، وحث كييف على توخي ضبط النفس ضمن العمليات العسكرية التي تشنها منذ أسابيع ضد الانفصاليين.
وتسبب الصراع المستمر منذ أشهر في شرق أوكرانيا في مقتل أكثر من ألفي شخص من المدنيين والعسكريين من الطرفين المتقاتلين.
وتأمل الدول الغربية أن يفضي اجتماع برلين الوزاري الأحد إلى قمة تجمع الرئيسين الأوكراني بيترو بوروشينكو والروسي فلاديمير بوتين، لاستئناف عملية التسوية.
وتصاعد التوتر مجددا الجمعة بعدما أعلنت أوكرانيا أن قواتها "دمرت" قسما من رتل مدرعات روسي إثر دخوله أراضيها، وهو ما نفته موسكو ووصفته بمحض خيال، في حين قالت واشنطن إنها لا تستطيع تأكيده.
هجوم متواصل
وعلى الميدان، واصلت القوات الأوكرانية هجومها على معاقل الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك في ظل مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني.
واستعادت القوات الأوكرانية السبت بلدة دانيفكا التي تقع على مسافة 45 كيلومترا شمال شرقي مدينة دونيتسك، المعقل الرئيس للانفصاليين في شرق البلاد.
ويُسمع دوي القصف من وسط دونيتسك، وقالت وكالة فرانس برس إن بلدات تقع في محيط المدينة تعرضت مساء الجمعة لقصف مدفعي.
وبالإضافة إلى دونيتسك تحاصر القوات الأوكرانية مدينة لوهانسك، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش والانفصاليون إن الوضع الإنساني في المدينة بات صعبا.
وقد أعلن الصيب الأحمر الدولي مساء اليوم أن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على آليات دخول قافلة مساعدات روسية إلى الأراضي الأوكرانية -بما في ذلك تفتيش حمولتها- مضيفا أنه لا يزال يتعين الحصول على ضمانات أمنية وموافقة نهائية من كييف على دخول القافلة.
وكانت قافلة المساعدات الإنسانية الروسية المؤلفة من حوالي ثلاثمائة شاحنة تحمل 1800 طن من المساعدات الإنسانية، متوقفة في مدينة كامينسك شاختينسكي الروسية على بعد ثلاثين كيلومترا عن مركز دونيتسك الحدودي في شرق أوكرانيا في انتظار تفتيشها من قبل الجمارك الأوكرانية.
وأكد وزير الدفاع الروسي لنظيره الأميركي أنه لا يوجد عسكري روسي واحد ضمن القافلة التي قررت روسيا إرسالها، بعدما اتهمت كييف بشن ما سمته حربا إجرامية على المدنيين الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
وبينما تنفي موسكو تقديم أي دعم عسكري للمسلحين المناوئين للسلطة القائمة في كييف، أعلن زعيم الانفصاليين في دونيتسك، ألكسندر زاخرشنكو، في مقطع مصور وصول تعزيزات تضم ثلاثين دبابة وآليات مدرعة أخرى، فضلا عن 1200 مقاتل تلقوا تدريبا عسكريا في روسيا.