الحماية الدولية للفلسطينيين مهمة لكنها مستبعدة

Smoke rises after an Israeli missile strike in Gaza City, Tuesday, July 15, 2014. Egypt presented a cease-fire plan Monday to end a week of heavy fighting between Israel and Hamas militants in the Gaza Strip that has left at least 185 people dead, and both sides said they were seriously considering the proposal. The late-night offer by Egypt marked the first sign of a breakthrough in international efforts to end the conflict. (AP Photo/Lefteris Pitarakis)
الشعب الفلسطيني يعيش تحت حصار مستمر وعمليات قصف مدمرة من جانب إسرائيل (أسوشيتد برس)

عوض الرجوب-الخليل

دفع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بوضع أراضي دولة فلسطين تحت الحماية الدولية.

ووجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يدعوه فيها إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع هذا الطلب موضع التنفيذ.

ويتطلع الفلسطينيون بهذه الخطوة إلى تأمين جلاء الاحتلال، وتمكين دولة فلسطين التي حصلت يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على مكانة دولة مراقب غير عضو، من ممارسة سيادتها.

ورغم أهمية هذه الخطوة فإنها صعبة التحقق وفق خبراء، ولا تشكل اختراقا نحو توفير حماية حقيقية للفلسطينيين، وإن أقصى ما يمكن أن يتحقق هو وضع الملف الفلسطيني مجددا على طاولة المجتمع الدولي.

‪حنا عميرة‬ (الجزيرة نت)
‪حنا عميرة‬ (الجزيرة نت)

الفيتو الأميركي
وحسب خبراء تحدثوا للجزيرة نت فإن نشر القوات الدولية لغرض توفير الحماية يتطلب موافقة الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن. وفي الحالة الفلسطينية، فإن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض لإفشال أي قرار من هذا القبيل.

ويوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة أن الظروف الناشئة وعدوان الاحتلال واستباحة الضفة والقطاع، جعلت من الضرورة أن تتوجه فلسطين بصفتها دولة إلى مجلس الأمن بطلب حماية دولية ضد هذا العدوان.

ويتوقع المسؤول الفلسطيني أن يناقش المجلس قريبا الطلب الفلسطيني، لكنه يرى صعوبة في الوصول إلى نتائج "لاحتمال استخدام الإدارة الأميركية حق النقض".

وأضاف أن القيادة الفلسطينية على دراية بأن الأمر يحتاج بعض الوقت، لكنها تدرك أن الفائدة الفورية تكون في وضع الطلب الفلسطيني على جدول الأعمال الدولي وجعله مطلبا عالميا.

وبالتوازي مع التحرك على صعيد مجلس الأمن، تحدث المسؤول الفلسطيني عن تحركات لعقد اجتماع على مستوى الدول الموقعة على اتفاقية جنيف، وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا بما فيها ذلك الدعوة إلى عقد قمة عربية عاجلة.

وقانونيا، يعني مفهوم الحماية الدولية نشر قوة دولية مشكلة من عدة دول من أنحاء العالم في مكان ما بغية توفير الحماية للسكان، حسب عميد كلية الحقوق وأستاذ القانون الدولي بجامعة الخليل الدكتور معتز قفيشة الذي ذكر من الأمثلة على ذلك قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، والقوات الدولية في دارفور وأفغانستان وغيرها.

‪معتز قفيشة: تحقيق مطلب الحماية حاليا‬ (الجزيرة نت)
‪معتز قفيشة: تحقيق مطلب الحماية حاليا‬ (الجزيرة نت)

آلية الطلب
وأوضح قفيشة في حديثه للجزيرة نت أن توفير قوات الحماية -مسلحة كانت أو غير مسلحة- يستوجب تقديم طلب إلى مجلس الأمن الذي تتطلب موافقته إجماعا من الدول الدائمة العضوية.

وأضاف أن صدور القرار لا يتطلب سوى عقد جلسة لمجلس الأمن خلال أيام، لكنه قال إن تحقيق المطلب الفلسطيني حاليا شبه مستحيل، إذ من المتوقع أن ترفض الولايات المتحدة مشروع القرار وتستخدم حق النقض.

ورغم استبعاده نجاح المساعي الفلسطيني في هذه المرحلة، وصف قفيشة الخطوة بأنها "في الاتجاه الصحيح في ظل تعنت الاحتلال واستمراره في إجراءاته القمعية ضد الشعب الفلسطيني".

ويلفت الخبير الفلسطيني أن نشر قوات الحماية لا ينزع حق الشعب في المقاومة، لكنه لا يستبعد الطلب من هذه القوات منع أعمال المقاومة بموافقة منظمة التحرير الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة