توافق روسي ألماني بشأن أوكرانيا والقتال يتواصل
اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأحد على أن الوضع في أوكرانيا "يتجه إلى التدهور"، في حين هددت روسيا أوكرانيا اليوم بعواقب "لا يمكن الرجوع عنها" بعد مقتل رجل بقذيفة أطلقت عبر الحدود بين البلدين، بينما أسفر القتال بين حكومة كييف والانفصاليين عن سقوط عشرات الضحايا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين وميركل أجريا في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو حوارا "بناء ومعمقا جدا"، وبحثا خلاله بالتفصيل خيارات لتسوية الوضع في أوكرانيا، مشيرا إلى أنهما توافقا على أن "الوضع للأسف يتجه إلى التدهور".
وأوضح المتحدث أن الزعيمين اتفقا على ضرورة الاستئناف العاجل لاجتماعات مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا، التي تضم كلا من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمشاركة الانفصاليين، وأن ذلك يستلزم أولا إعلان وقف إطلاق النار والعمل على تبادل السجناء واستئناف أنشطة المراقبة.
وجاء اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة قبل حضور بوتين وميركل مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم بين المنتخب الألماني ونظيره الأرجنتيني في ريو دي جانيرو، حيث سيتسلم بوتين شعلة تنظيم الدورة المقبلة من بطولة كأس العالم 2018.
عشرات الضحايا
وفي الأثناء، أعرب الرئيس الروسي عن "قلقه البالغ حيال الأعمال العدوانية" من جانب كييف، وذلك بعد مقتل رجل بسقوط قذيفة أطلقت من أوكرانيا على منزله في منطقة روستوف الروسية.
وذكر بيان للخارجية الروسية أن روسيا أرسلت مذكرة احتجاج لأوكرانيا، ووصفت الحادث بأنه "عمل عدواني من الجانب الأوكراني تجاه أراض روسية ذات سيادة"، كما هددت "بعواقب لا يمكن الرجوع عنها".
وقال غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح تلفزيوني إن هذا يمثل تصعيدا نوعيا للخطر على مواطني روسيا بعد أن وصل حاليا إلى أراضيها، وأضاف أنه لا يمكن أن يمر هذا الحادث دون رد.
ودعا كاراسين إلى عقد محادثات بين طرفي الصراع لمطالبة كييف بالاعتراف بزعماء الانفصاليين كمفاوضين شرعيين.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأوكراني ومجلس الدفاع أندريه ليسنكو إن الاتهامات الروسية لكييف بأنها وراء إطلاق القذيفة عبر الحدود ليست سوى "هراء تام"، وأضاف "لدينا الكثير من الأدلة على قيام الإرهابيين بإطلاق النار بغرض الاستفزاز، وهي تشمل حالات إطلاق النار داخل الأراضي الروسية ونسبتها إلى القوات الأوكرانية".
وفي المقابل، قال النائب الأول لرئيس الوزراء الذي عينه الانفصاليون أندريه بروجين إنه "متأكد بنسبة 90%" أن قوات أوكرانية أطلقت القذائف عبر الحدود، معتبرا أن مقاتليه يتمتعون بكفاءة عالية وبما يكفي لاستبعاد أن يخطئوا الهدف إلى درجة سقوط قذيفة في الأراضي الروسية.
ويأتي تبادل الاتهامات في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها الجوية كثفت غاراتها على مواقع الانفصاليين الموالين لروسيا، مما أسفر عن مقتل أربعين مسلحا خلال غارتين من أصل خمس غارات.
وكثفت حكومة كييف هجماتها الجوية منذ السبت، وذلك في أعقاب هجوم صاروخي نفذه الانفصاليون الجمعة ضد زيلينوبيليا، وأدى إلى مقتل 23 جنديا وإصابة حوالي مائة آخرين بجروح.